خادم الحرمين يطلق أكبر تجمع نفطي لمناقشة ارتفاع أسعار البترول القياسية

السعودية: هناك مبادرات سعودية أخرى لمعالجة أزمات اقتصادية.. واجتماع جدة «للنفط فقط»

الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول السعودي لشؤون البترول خلال المؤتمر الصحافي أمس الذي سبق انعقاد مؤتمر جدة للطاقة في جدة (إ.ب.أ)
TT

يطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، اليوم، أكبر تجمع نفطي من نوعه «اجتماع جدة للطاقة»، الذي دعت له السعودية عددا كبيرا من الدول المنتجة والمستهلكة، بهدف الدفع بالسوق البترولية نحو الاستقرار. وكشف الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول السعودي لشؤون البترول عشية انعقاد المؤتمر، عن وجود مبادرات جديدة لبلاده لمواجهة بعض الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم، سيعلن عنها في وقت لاحق.

وأكد الأمير عبد العزيز، مشاركة 36 دولة في اجتماع الطاقة، الذي قال إنه «خصص للحديث حول أزمة ارتفاعات أسعار النفط لمستويات قياسية». وأشار إلى أن أهمية هذا الاجتماع تكمن في أن يكون منحصرا ومحددا بالموضوعات التي دعيت الدول من أجلها.

وسيشارك في اجتماع جدة للطاقة، 36 دولة، و22 شركة عالمية، و7 منظمات دولية، من بينها أوبك، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمفوضية الأوروبية للطاقة، ومنتدى الطاقة الدولي، وصندوق النقد الدولي.

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: «إنه لا توجد هناك شركة عالمية لم تمثل باجتماع جدة»، وأمل في أن يحقق اجتماع الطاقة شيئا جديرا بالمناسبة التي دعت إليها السعودية. وتؤمن السعودية، بحسب الأمير عبد العزيز بن سلمان، بالأسلوب الجماعي لحل المشاكل المتعلقة بأزمة ارتفاع أسعار النفط الحالية. وقال إن بلاده عملت بشكل وثيق مع منظمة أوبك، واثنتين من المنظمات الدولية الأخرى، من أجل إنجاز ورقة العمل المشتركة التي ستقدم للاجتماع الوزاري النفطي العالمي. وقال مساعد وزير البترول السعودي، إن ورقة العمل المشتركة، التي أنجزت في وقت قصير، لم تحدد «وصفات علاجية» لارتفاعات النفط، حيث أن الارتفاعات الحالية هي، على حد قوله، «نتيجة لتراكمات الماضي ومستجدات المرحلة الحالية».

وأوضح أن هناك حاليا موقفا موحدا إزاء المقترحات التي ستقدم على طاولة المجتمعين اليوم. وقال «لدينا إدراك وتحليل واحد للموقف الحالي. نحن لا نحبذ حلا على آخر، ولكننا هنا اليوم لنتناقش ونتحاور، للوصول إلى مقترحات تساهم في حل الأزمة».

واعترف الأمير عبد العزيز بصعوبة المواضيع التي ستطرح اليوم الأحد، قائلا: «نعلم أن المواضيع صعبة وشائكة. ولكننا نسعى لأن تسود الروح الجادة والتفاهم المشترك في القضية التي نحن بصددها». وشدد مساعد وزير البترول السعودي، على ضرورة ألا ينحى المجتمعون باللائمة على بعضهم البعض. وقال «يجب أن نعمل معا من أجل إيجاد الحلول. الجميع حريص على إنجاح المؤتمر وعلى مساعدة الفقراء والمحتاجين واليائسين والأقل تنمية». وقال إن اجتماع جدة للطاقة ليس فرصة لتقديم الإحساس بالشفقة والإحسان. موضحا أن بلاده تطمح من خلال هذا الاجتماع لمساعدة الآخرين، وإسعادهم، ورخاء الاقتصاد العالمي. وذكر الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن التوقعات مرتفعة للوصول إلى اتفاق حول مبادئ عامة يمكن أن تطبق، وتوجد الحلول لأزمة الارتفاعات الحالية.

وأكد أن بلاده تهدف من وراء دعوتها لهذا التجمع الدولي الكبير، لإعادة الاستقرار للأسواق البترولية. وقال «نحن نفضل أن تكون الأسعار مستقرة ومستدامة لفترة لا بأس بها. ويهمنا النظر للأشياء على المدى الطويل».

وقال إن بلاده من مصلحتها وصميم اهتماماتها أن «تطيل عمر مخزونها البترولي، وأن تكون عوائدها منه ثابتة ومستدامة». وأضاف أن «الاستقرار هو السبيل الوحيد الذي نأمل من خلاله في تحقيق هدف إطالة عمر البترول». ورفض الأمير عبد العزيز، ربط فشل أو نجاح اجتماع جدة للطاقة، بما ستفتح عليه الأسواق البترولية في اليوم الذي يلي هذا الاجتماع. وقال إنه ليست هناك حلول آنية لحل أزمة الارتفاعات الحالية.