هل بدأ موسم حوادث انفجار الإطارات؟!

سعود الاحمد

TT

في كل عام يتكبد المجتمع السعودي خسائر فادحة في مقدراته البشرية والمالية، بسبب حوادث انفجار إطارات السيارات ... وبالأخص في موسم الصيف!. وما أن ينتهي الموسم إلا وتبدأ الجهات المعنية بنشر إحصائيات الحوادث المرورية على الطرق السريعة جراء حوادث انفجار الإطارات. حيث تشير الإحصائيات أن هناك نسبة لا بأس بها لحوادث انقلاب السيارات في المملكة العربية السعودية ناتجة عن تلف الإطارات. ويبدو أن مكمن المشكلة أن المجتمع بحاجة إلى توعية أكثر للتعرف على أسباب حوادث الإطارات، والسبب أن المهمة ليست مناطة بجهة واحدة. والسؤال هنا: أين هي الجهة المعنية بنشر الوعي في هذا المجال. هل نعول على هيئة حماية المستهلك بوزارة التجارة؟!، أم هي إدارة المرور؟!، أم هي وزارة الثقافة والإعلام؟!.

والمشكلة ليست في السعودية وحدها، فالذي يبدو أنها ظاهرة خليجية بحكم تشابه طقسها الحار في فصل الصيف. فخلال الأيام الماضية، نشرت وسائل الإعلام الإماراتية أن انفجار الإطارات وراء 92% من حوادث السيارات، وعليه فقد شددت السلطات الإماراتية على أهمية فحص المركبات والإطارات أثناء فترة السفر في موسم الصيف نظرا لارتفاع درجات الحرارة. كما أصدرت السلطات الإماراتية أوامرها بحجز السيارات التي تضبط بإطارات تالفة أو مخالفة لقوانين السير والسلامة العامة. وفي تقديري أن المجتمع الخليجي بحاجة إلى معرفة الكثير عن مواصفات الإطارات المناسبة وكيفية الاستخدام الأمثل لكل نوع من الإطارات، وأنه مهما قيل فإن جانب التوعية ما زال بحاجة إلى مدد. فمما يغيب عن أذهان معظم سائقي المركبات، أن لكل إطار قدرة على تحمل درجة حرارة معينة (ويشار لها بـ:A,B أوC )، وله سرعة معينة وضغط حمولة محددة. بل إن إطار المركبة يحتاج إلى ضغط هواء خاص للاستخدام العادي، يختلف عن ضغط الهواء أثناء التحميل وأثناء القيادة على الطرق السريعة. وإن من أخطاء سوء استخدام الإطارات، ما ينتج عنه تقصير عمر الإطار، ومنها ما يؤدي إلى تلفها وانفجارها في الحال!. كما أن الإطارات تحتاج إلى صيانة، ولكل نوع منها صيانة خاصةً به. وهناك أسباب معروفة لتلف الإطارات، ولا بد لمعرفتها من قراءة البيانات المدونة على الإطار قبل استخدامه. ولكل إطار عرض ومقاس أرضية وارتفاع عن الأرض ومقاس لقطر الطوق المعدني (الجنط)، إضافة إلى أن لكل إطار حمولة خاصة به. وتصنيف الإطارات بحسب الحمولة معروف عند قائدي المركبات المحترفين. فالسيارات الصغيرة مخصص لها نوع خاص من الإطارات (P) والشاحنات الخفيفة مخصص لها (LT) والشاحنات الكبيرة مخصص لها (C). ولكل نوع رمز يوضح السرعة التي يتحملها الإطار (فالرمز H يعني 210 كلم)، ولا بد من تناسب ارتفاع الإطار مع عرضه. وهناك مؤشرات للاحتكاك والقدرة على الوقوف على سطح الأرصفة الرطبة (ويشار لها بالحروف C, B, A, AA).

ولن أسهب أكثر في الحديث عن مسببات حوادث تلف الإطارات خلال فصل الصيف، فالمعلومات التي يجب أن يعرفها قائدو المركبات كثيرة. والوضع يدعو الجهة التي تجد في نفسها أنها معنية بهذا الأمر، أن تُكثف من جهود التوعية لحماية المجتمع من حوادث انفجارات الإطارات. وليس المطلوب هنا أن يخرج أحد المسؤولين ليتحدث في برنامج خاص عن هذا الموضوع، ليبرز جهته على أنها قامت بالواجب. لكن المصلحة تدعو إلى حملة توعية مكثفة وموجهة للمعنيين، تبث عبر مختلف وسائل الإعلام المختلفة، توضح للجميع حجم المشكلة وأسباب حدوثها وكيفية الوقاية منها. وأن تقابل هذه الحملة في حجمها ومستواها الأضرار التي تحصل للمجتمع من هذا الخطر المحدق.

وختاماً ... أشير إلى أن معيار نجاح حملة التوعية بالاستخدام الأمثل للإطارات (وما يماثلها) لا يقاس بما يصرف عليها من أموال أو وقت، ولكن بوصول الرسالة للمستهدفين بها، في الوقت وبالقدر المناسب.

* كاتب ومحلل مالي [email protected]