واشنطن تحذر من ارتفاع الأسعار 20%.. وطهران تقر بخطورتها

الهند تدعو لحلول تساعد الدول النامية

TT

حذرت الولايات المتحدة، أمس، من مغبة ارتفاع أسعار النفط لمستويات أكبر مما هي عليه الآن، والتي قد تقفز 20 في المائة، بحسب ما أفاد بذلك وزير طاقتها سام بودمان، والذي كان يتحدث داخل الاجتماع المغلق الذي جمع الدول المستهلكة والمنتجة وشركات نفطية ومنظمات دولية بجدة.

وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، فإن واشنطن طالبت الدول بالاستثمار بالطاقة البديلة، نظرا لأسعار النفط العالية. وتتفق التوقعات الاميركية حيال الأسعار مع تحليلات صادرة عن بنوك استثمارية عالمية ذهبت في تقديراتها إلى أن الأسعار ستستمر في الصعود، ومنها من أشار إلى احتمال أن تدخل الأسعار المئوية الثالثة بعد أن تكسر حاجز المائتين دولار العام المقبل على أقصى حد. فيما أعلنت السعودية أمس وعلى لسان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن بلاده ستزيد إنتاجها إلى 12.5 مليون برميل في اليوم 2009 في مسعى إلى بث نوع من الاطمئنان للأسواق العالمية، وأن السعودية والتي تعتبر أكبر منتج للنفط ستمد السوق باحتياجاتها.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن ليبيا، حمَلت واشنطن، مسؤولية الارتفاعات التي شهدتها أسعار البترول. وقالت إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية هذه الأزمة، نظرا لتدخلها في شؤون المنطقة الإقليمية، والتي لولاها لكان العراق الآن يضخ 6 ملايين برميل يوميا للأسواق العالمية، ولكانت طرابلس تضخ قرابة الـ4 ملايين برميل في اليوم.

وكانت المفاجأة أن طهران، والتي تعارض من جهتها رفع زيادة إنتاجها من النفط، أقرت بخطورة الأزمة الحالية، حيث قال وزير نفطها أمام تجمع ضم وزراء 36 دولة ما بين منتجة ومستهلكة في اجتماع جدة أمس «أن تلك الارتفاعات لا تعود بالمصلحة لا على المنتجين أو المستهلكين». لكن إيران حمَلت أيضا الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري.

وعلَقت أسباب الارتفاعات بالتدخل العسكري الأميركي في المنطقة. وتعتقد إيران، بحسب وزير نفطها، غلام حسين نوذري، أن من الأسباب التي حفزت أسعار النفط نحو الوصول لمستويات قياسية، محاولة الولايات المتحدة احتكار الاستفادة من الطاقة النووية السلمية على نفسها وحلفائها، والتضييق في المقابل على بلاده وغيرها من البلدان التي تسعى للاستفادة من هذه الطاقة.

وتشير المصادر إلى أن الهند أعربت عن قلقها من الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها أسعار النفط العالمية، والتي تنعكس سلبا على مجهودات التنمية في ذلك البلد. وأمل مورلي ديورا وزير النفط الهندي في إيجاد حلول عملية لارتفاعات الأسعار، والتي أضرت ببلاده وغيرها من البلدان النامية.