اجتماع جدة للطاقة: مطالب سياسية للإفصاح حول عمليات المضاربة المالية في الأسواق البترولية

«أوبك» تحمل المضاربين والوقود الحيوي مسؤولية ارتفاع الأسعار * وزير خليجي: ليس هناك شبح يدعى «أزمة إمدادات»

جانب من القاعة التي شهدت اجتماع قمة النفط في جدة امس (أ.ف.ب)
TT

طالبت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس، بتبني سياسة إفصاح واضحة حول الآليات المالية المستخدمة في المضاربات بالأسواق البترولية، والتي تحملها المنظمة مسؤولية القفز بأسعار النفط لمستويات قياسية.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري ورئيس أوبك، فيما كان يتأهب للدخول إلى القاعة للمشاركة في اجتماع جدة للطاقة الذي دعت له السعودية عشرات الدول المنتجة والمستهلكة للنفط «نريد أن نبحث مع الجميع (المنتجين والمستهلكين والشركات)، مشكلة المضاربة، نريد أن نعرف أكثر حول هذا الموضوع».

وشدد خليل، على ضرورة إدخال الشفافية في عمليات المضاربة المالية، وأضاف «لا توجد هناك مشكلة في التعرف على سياسة الإنتاج، فهي واضحة. ولكن هناك مشكلة في التعرف على المضاربات في الأسواق. حتى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا صارتا تبحثان في هذا الموضوع لإدراكهما وجود مشكلة بالنسبة للمضاربة والمزايدة في الأسعار».

وجددت واشنطن على لسان وزير الطاقة سام بودمان عشية مشاركته في اجتماع جدة للطاقة، تأكيدها على عدم وجود دليل على أن المضاربات ترفع أسعار النفط، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات مجموعة ممن شاركوا في اجتماعات الأمس، للتأكيد على ضرورة تنظيم الأسواق البترولية على نحو يحد من فاعلية تلك المضاربات.

وتحاشى وزير النفط القطري عبد الله العطية، الرد على تصريحات نظيره الأميركي، والتي نأى فيها بالمضاربين من أن يكونوا خلف ارتفاع الأسعار. وقال للصحافيين أمس «أنا احترم رأيه، ولكن لي رأيا آخر في الموضوع». وأضاف العطية قبيل انضمامه للاجتماعات المغلقة «لابد أن نتناقش بصوت هادئ، ولا بد أن يكون هناك تفاهم بين المستهلكين والمنتجين. المستهلكون يلومون الدول المنتجة، ونحن في موقع يجب أن نؤكد فيه أنه ليس هناك نقص في الإمدادات وأن هناك إنتاجا يزيد على الاستهلاك. علينا ألا نتصادم». ونفى الوزير القطري، وجود نقص في الإمدادات النفطية، وقال «العالم لا يواجه شبح نقص في الإمدادات. نحن نتعامل مع سوق طبيعي، ولدينا اتصالات مع زبائننا. أجوبتهم دائما مطمئنة، ولا يشتكون من النقص».

وأكد عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك لـ«الشرق الأوسط»، أن الإمدادات النفطية كافية، وقال «أعتقد ذلك فعلا».

بدوره، قال محمد العليم وزير النفط الكويتي لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده الكويت وأوبك، «لن تترددا في زيادة إنتاجهما من النفط إذا كان هناك داع لزيادة الإنتاج».

وفي الوقت الذي تعهدت فيه أكثر من دولة خليجية بزيادة إنتاجها من النفط في حال كان هناك فائض في الإنتاج، ذكر وزير الطاقة الجزائري أن بلاده تواجه صعوبة في وجود سوق لبترولها، كما هو الحال مع إيران التي صرحت بهذا الأمر أيضا. وقال خليل من موقعه على رأس أوبك، إن منظمته لم تتحفظ على زيادة الإنتاج، في حال كان هناك طلب في السوق، مفيدا أن هدف المنظمة هو «سد الاحتياجات في السوق إذا وجد طلب حقيقي في السوق». وعد وزير الطاقة الجزائري، دخول البيوإيثانول للأسواق العام الماضي، من الأسباب التي ساهمت في رفع أسعار النفط، إضافة لتأثير المضاربات والأحوال الجيوسياسية على أسعار النفط صعودا. وذكر أن المخزون الموجود لدى منظمته من البترول الآن، أكثر من المخزون الذي كان في يوليو العام المنصرم. وأضاف «لدينا هذا العام على الأقل 53 يوما لتزويد السوق، وفي يوليو 2007 كان لدينا 51 أو 52 يوما فقط». وأجمع عدد من المشاركين في اجتماع جدة للطاقة على أهمية الورقة التي أعدتها السعودية و3 منظمات دولية. وفيما وصف وزير النفط الكويتي الورقة بـ«المتوازنة»، قال أمين عام منظمة الأوبك إن الورقة التي تمت مناقشتها في اجتماع الطاقة «مناسبة، وستسهم في إيجاد حل لأزمة ارتفاع أسعار النفط». وفي الوقت الذي تسعى فيه الورقة الوحيدة المعروضة على المنتجين والمستهلكين في اجتماع جدة للطاقة، لاستقرار أسعار النفط لمدة من الزمن، أكد وزير النفط القطري صعوبة هذا الأمر، وقال «لا أحد يستطيع أن يتحكم بأسعار النفط لا على المدى القصير أو المتوسط. هذا أمر يعود لقوة السوق والمضاربات فيه. ليست لنا علاقة بتحديد أسعار».

من جانبه وصف وزير الطاقة النيجيري أودين أجوموجوبيا اجتماع جدة للطاقة بالفكرة الجيدة والعظيمة، مؤكدا في الوقت نفسه القضايا المشتركة بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط. وقال أجوموجوبيا في تصريح صحافي امس في جدة «إننا نتشارك وتجمعنا أيضا نفس التحديات وبطرق مختلفة، لذلك فهذه فرصة لنا من أجل أن نتحاور وأن نجد حلولا تخدمنا جميعا، وأعتقد أن فكرة الالتقاء واجتماع المنتجين والمستهلكين معا فكرة جيدة وعظيمة».

بينما أكد الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والعمل بالنمسا الدكتور مارتن بارتنستاين دور المملكة القيادي في استضافتها للاجتماع وتحملها العديد من المسؤوليات على عاتقها، وقال إن المشاركين في الاجتماع يعرفون بأن الأسعار المرتفعة جدا لا تؤذي الاقتصاد العالمي فقط ولكن أيضا تضر بالأفراد، وأشار إلى أن الحل على المدى القصير لمشكلة ارتفاع الأسعار يتمثل في زيادة الإنتاج.