صندوق أوبك للتنمية الدولية يعقد دورة استثنائية للنظر في تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين

الحربش: المبادرة لا تدعو لإنشاء صناديق جديدة > البنك الدولي لـ «الشرق الأوسط»: نتعاون بشكل كامل مع مبادرة الملك عبد الله

TT

أكد سليمان الحربش، مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أفيد) ان المجلس الوزاري للصندوق سيعقد جلسة استثنائية للمرة الأولى منذ إنشائه عام 1976، وذلك للنظر في تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأوضح أمس الحربش لـ«الشرق الأوسط» بمكتبه بمقر الصندوق بالعاصمة النمساوية، فيينا، ان المجلس الوزاري للصندوق (وزراء مالية دول أوبك)، ينعقد عادة منتصف يونيو (حزيران) من كل عام، مبينا ان المجلس الوزاري يحتاج هذه المرة الى دورة استثنائية للنظر في مبادرة خادم الحرمين الشريفين وأسلوب تنفيذها، مفصلا ان الدولة التي تدعو لاجتماع استثنائي تقوم بالاتصال برئيس المجلس الوزاري الذي يقوم بدوره بالتشاور مع الدول الأعضاء لتحديد موعد ومكان الاجتماع.

وقال الحربش إن ما ورد في خطاب الملك لا يدعو لإنشاء صناديق جديدة، بل هي مبادرة لدعم الصناديق القائمة بخصوص مشكلة الطاقة للفقراء، شارحا ان قرارات صندوق أوبك للتنمية الدولية تؤخذ بالأصوات الموزونة التي تنطلق من مساهمات الدول الأعضاء مما يعطي السعودية اكبر نسبة (35%). وأضاف ان مبلغ المليار المقترح سيمكن الصندوق للوهلة الأولى من زيادة موارده من 6 الى 7 مليارات دولار، وبالتالي ستزيد مقدرة الصندوق على بذل المساعدات التي سيقدمها للدول النامية ضمن ما يعرف ببرنامج الإقراض الميسر «السابع عشر حالياً». من جانب آخر، أوضح الحربش ان مؤتمر جدة، وإن حمل عنوان «جدة للطاقة»، إلا ان خطاب الملك ركز على الفقراء بمبادرة أتت في محلها وفي الوقت المناسب، لان وضع سوق الطاقة وأسعارها حاليا تتضرر منه كل الدول سواء منتجة او مستهلكة. فيما يقع العبء الأكبر على البلدان الفقيرة ذات الدخل المحدود، مع كل زيادات او صدمة في سوق الطاقة او سوق الغذاء. وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد أطلق خلال افتتاحه لاجتماع جدة للطاقة الذي عقد يوم الأحد، مبادرة جديدة لتأسيس صندوق الطاقة للفقراء بمليار دولار، تهدف إلى تمكين الدول النامية من مواجهة تكاليف الطاقة المتزايدة. ودعا البنك الدولي إلى تنظيم اجتماع في أقرب وقت ممكن للدول المانحة والمؤسسات المالية والإقليمية والدولية لمناقشة هذه المبادرة وتفعيلها. كما دعا المجلس الوزاري لصندوق أوبك للتنمية الدولية للاجتماع والنظر في إقرار برنامج موازٍ للبرنامج السابق له صفة الاستمرارية. واقترح أن يخصص لهذا البرنامج مليار دولار.

وفي السياق ذاته، قال أمس الثلاثاء لـ«الشرق الأوسط»، كارل هانلون، متحدث باسم البنك الدولي في واشنطن، ان روبرت زوليك، مدير البنك، أمر ببداية حملة شاملة داخل البنك للتنسيق مع السعودية لتنفيذ مبادرة «الطاقة من اجل الفقراء» التي أعلنها الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الأحد أمام اجتماع جدة الدولي للطاقة، والتي تشمل تخصيص نصف مليار دولار للدول الفقيرة لمواجهة ارتفاع سعر النفط في السوق العالمي.

وكان زوليك قد أصدر بياناً يوم الاثنين، جاء فيه: «سيعمل البنكُ بالتعاون مع السعودية في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «الطاقة من أجل الفقراء»، التي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار وتهدف الى مساعدة الدول الفقيرة على مواكبة ارتفاع أسعار النفط». وقال هانلون، المتحدث باسم البنك الدولي، ان البنك كان قد أعد دراسات أكدت ما جاء في خطاب الملك عبد الله بأن ارتفاع سعر النفط سبب مشاكل كثيرة للدول الفقيرة، وخاصة أكثر من مليار شخص يعيشون على أقل من دولار في اليوم الواحد. وقال ان هذه الدراسات أثبتت ان هذه العائلات الفقيرة تنفق أكثر من ثلثي متوسط دخل كل عائلة على الطعام والطاقة.

وقال هانلون ان البنك الدولي، بناءً على توصية الملك عبد الله، سيضع ترتيبات لعقد مؤتمرات للدول المانحة ومؤسسات التنمية العالمية الرئيسية لوضع طرق تنفيذ مبادرة الملك. وقال هانلن ان اتصالات البنك الدولي ستشمل منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، والتي كان الملك عبد الله قد أشار إليها في مبادرته، بان تتخذ خطوات لتقليل أثر ارتفاع سعر النفط على الفقراء. بالإضافة الى اتصالات مع وكالة الطاقة الدولية، ومنبر الطاقة العالمي. وكان مندوبون من هذه المؤسسات قد حضروا اجتماع جدة.

وقال هانلن ان دراسات سابقة أعدها البنك الدولي أكدت ما جاء في مبادرة الملك عبد الله، منها ان ارتفاع سعر النفط سيسبب انخفاضاً في نسبة التنمية في 40 من دول العالم الثالث.