توقعات باستمرار صعود أسعار النفط رغم الاجتماعات التي لا تنتهي

«أوبك» تحذر من عدم التيقن حيال الاستثمار.. وإدارة معلومات الطاقة الأميركية تخفض توقعاتها للإنتاج العالمي

TT

توقع خبير نفطي بارز ان يواصل النفط ارتفاعه نتيجة عدم قدرة الانتاج على مواكبة الطلب في الأسواق.

وقال ارجون مورتي الخبير المعروف في مجموعة غولدمان ساكس الاستثمارية، ان متوسط سعر الخام الاميركي (غرب تكساس) الوسيط، النفط الخام سيبلغ 118 دولارا للبرميل هذا العام، أي أعلى من التوقعات السابقة، التي كانت 108 دولارات للبرميل.

كما رفعت المجموعة توقعات عام 2009 الى 140 دولارا من 110 دولارات، ولعام 2010 الى 150 دولارا من 120 دولارا. وتوقع مورتي في الشهر الماضي ارتفاع الأسعار الى ما يتراوح بين 150 و200 دولار للبرميل في غضون سنتين، نتيجة فشل النمو في الإمدادات، لاسيما من المنتجين غير الأعضاء في الأوبك، مثل روسيا والمكسيك، في مواكبة الطلب. وقال مورتي في مذكرة «بصورة لا تصدق، إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك انخفض حوالي 1 في المائة في النصف الأول من عام 2008، اي اقل بكثير من توقعاتنا التي أشارت الى الحاجة الى زيادة الانتاج بنحو 1 في المائة في تلك البلدان». من جانبه حذر كبير محللي الطاقة في «دويتشه بنك» الألماني، من أن الاقتصاد العالمي من شأنه ان ينهار إذا وصلت أسعار النفط إلى 200 دولار. وقال لبلومبيرغ" أدم سيمينسكي، 200 دولار للبرميل سيقصم ظهر الاقتصاد العالمي. الخطوة التالية بعد 200 دولار سيكون الكساد العالمي وأخبار سيئة للجميع.

يأتي ذلك في وقت أظهرت وثيقة قدمت خلال محادثات بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة أوبك، أن المنظمة تواجه عدم تيقن كبير بشأن حجم الاستثمار في إمداد النفط، في ضوء توقعات بأن يكون الطلب على إنتاجها من الخام في حدود 29 الى 38 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020.

وتضخ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حاليا نحو 32 مليون برميل يوميا، غير أن تغير سياسات المناخ وزيادة امتلاك السيارات في الدول النامية وتحركات الدول المنتجة من خارج أوبك قد تغير بشكل كبير أنماط الاستهلاك.

وقالت الوثيقة، التي اطلعت عليها رويترز، ومن المقرر نشرها رسميا الشهر القادم، «المقترحات الحديثة بشأن سياسة معالجة تغير المناخ وأهداف استخدام مصادر الطاقة المتجددة قد تؤثر بشكل ملموس على كمية النفط التي سيكون على أوبك توريدها».

وتابعت بالقول: «توقعات الطلب على إنتاج أوبك من النفط الخام تشير الى أن نطاق عدم التيقن بشأن نفط المنظمة كبير». وأضافت «هذا يترجم الى ان فجوة من عدم التيقن بشأن متطلبات استثمارات التنقيب والإنتاج في الدول الأعضاء بمنظمة أوبك تتجاوز 300 مليار دولار».

وعقدت أوبك اجتماعا مع وزراء من الاتحاد الأوروبي في بروكسل للبحث عن سبل لتهدئة أسعار النفط المرتفعة. وبعد الاجتماع جدد شكيب خليل رئيس المنظمة التأكيد على أن الأسواق لا تعاني من أي نقص في المعروض.

وقالت الوثيقة ان تطور قطاع النقل بيده مفتاح نمو الطلب في المستقبل. وأضافت «احتمالات زيادة امتلاك السيارات أكبر في الدول النامية، حيث يعيش أربعة مليارات شخص حاليا في دول يقل متوسط معدل ملكية السيارات فيها عن سيارة واحدة لكل 20 شخصا، في حين أن المعدل أكثر من سيارة لكل شخصين في كثير من البلدان المتقدمة».

وحذرت الوثيقة من تفاقم الفجوة بين العرض والطلب على المشتقات الوسيطة ما لم يكن هناك مزيد من الاستثمارات في مشاريع الديزل. وقالت: «هذه الفجوة المتزايدة ستقود على الأرجح فروق الأسعار باتجاه علاوة سعرية للديزل، وقد يكون لها تأثير أيضا على المستوى المطلق للإنتاج وأسعار الخام».

وقالت إدارة معلومات الطاقة الاميركية أمس ان إنتاج النفط الخام من الدول غير الأعضاء في أوبك لن يكون قادرا على مواكبة تزايد الطلب العالمي في السنوات القليلة القادمة، مما سيضطر البلدان المستهلكة الى الاعتماد بدرجة أكبر على إمدادات منظمة البلدان المصدرة للبترول.

وخفضت الإدارة، وهي الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الاميركية، ضمن توقعاتها طويلة الأجل لقطاع الطاقة تقديراتها لإنتاج النفط من خارج أوبك في عام 2010 بواقع 1.1 مليون برميل يوميا الى 51.8 مليون برميل يوميا. وقلصت تكهناتها لإنتاج أوبك على مدى الفترة ذاتها 400 ألف برميل يوميا فحسب الى 37.4 مليون برميل يوميا.

وأضافت في تقرير أن من المتوقع أن تستثمر دول أوبك في تعزيز الطاقة الإنتاجية بحيث يشكل ما تضخه من النفط نحو 43 في المائة من الإجمالي العالمي حتى عام 2030.

وفي غضون ذلك سيقل الطلب العالمي على النفط في 2010 بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا عن التقديرات السابقة ليصل الى 89 مليون برميل يوميا. وستساهم الصين بما يقرب من نصف التراجع في استهلاك النفط مع انخفاض استهلاك البلاد 600 ألف برميل يوميا الى 8.8 ملايين برميل يوميا.

وقالت إدارة معلومات الطاقة ان توقعاتها للطلب الهندي على النفط في 2010 لم تتغير عن المستوى السابق عند 2.7 ملايين برميل يوميا.