الخليجيون والمغتربون يحجزون كل الرحلات إلى بيروت لثلاثة أشهر

الشرق الأوسط الأكثر ازدهارا سياحيا

TT

باشرت وزارة السياحة اللبنانية حملة ترويج سياحي في الدول العربية بكلفة مليون دولار، فيما توقعت مؤسسة «ديلويت اند توش» بان يكون «النجاح الأكبر في الازدهار السياحي هذا العام من نصيب الشرق الأوسط».

وباشرت «مؤسسة الأبحاث والاستشارات العربية»، بالتعاون مع وزارة السياحة اللبنانية، حملة ترويج سياحي باتجاه الدول العربية تحت عنوان «بحبك يا لبنان 2008». وقد بدأت هذه الحملة من الكويت، حيث تعرض الشعارات السياحية في الإذاعات وعلى شاشات التلفزيون، وتقدر كلفة الحملة بمليون دولار.

وتأتي هذه الحملة لتواكب الانفراج السياسي الذي تمثل باتفاق الدوحة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون ان تؤثر عليه المناوشات الأمنية المتنقلة والمحدودة، ولا تأخر تأليف الحكومة. ويتأكد هذا الانفراج من خلال الحجوزات لدى شركات الطيران، او لدى الفنادق. ويستدل على ذلك من الازدحام الملحوظ في حركة الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي منذ مطلع شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي.

ويقول مسؤول في المطار لـ«الشرق الأوسط»: «ان كل المقاعد على الرحلات المقررة سلفا على متن شركات طيران الخليج باتت محجوزة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل». ويتبين من إحصاءات المطار ان هناك نحو 7 آلاف شخص يصلون يوميا الى بيروت في مقابل 4 آلاف يوميا خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.

ويشير المسؤول الى ان عدد الركاب الذين وصلوا خلال الثلث الأول من الشهر الحالي بلغ 58757، متوقعا ان يرتفع هذا العدد الى ما يقارب مليوني شخص إذا ما استقرت الأمور السياسية والأمنية بشكل نهائي.

وكشف نزار خوري مدير الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل ايست) ان شهر يونيو الحالي شهد 450 الف حجز من الدول الخليجية باتجاه بيروت، مؤكداً ان الشركة تتجه الى زيادة عدد الرحلات من المملكة العربية السعودية اعتباراً من أول يوليو (تموز)، بالنظر الى كثافة الحجوزات لهذا الصيف.

وكانت الشركة قد بدأت بتسيير رحلات بين بيروت والدوحة مباشرة في منتصف يونيو الحالي بمعدل 3 رحلات أسبوعيا ورفعتها الى رحلة يومياً بدءاً من 21 الجاري. وأشار خوري الى التوجه نحو فتح خطوط جديدة الى أكثر من عاصمة خليجية. وتشير الوقائع الى ان هناك عدة شركات طيران خليجية وغير خليجية لجأت الى اعتماد رحلات إضافية باتجاه بيروت.

ويتابع نقيب أصحاب الفنادق بيار اشقر التحضيرات الجارية على المستويين العام والخاص لانطلاق الموسم السياحي الذي يؤمل ان يعوض خسائر الأعوام الثلاثة الماضية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل أملنا إلا تكون هناك صدمة معاكسة لـ«صدمة الدوحة» الايجابية. فعلى اثر هذه الصدمة قفزت نسبة الحجوزات في الفنادق اللبنانية الى 50% في يونيو على أمل ان ترتفع الى ما بين 80 و90% في الشهرين التاليين، علماً ان إعدادا كبيرة من السعوديين تتخذ قرار المجيء الى لبنان في اللحظة الأخيرة.

ويؤكد رئيس بلدية «بحمدون» ـ احد أهم مصايف لبنان ـ اسطا أبورجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «ان الحجوزات في فنادقنا ناهزت 100% لشهري يوليو وأغسطس (آب) المقبلين، وان البلدية قامت بكل ما عليها لتأمين راحة الزائر والسائح، لجهة توفير الشرطة السياحية النسائية، او إنشاء مكتب للاستعلام، او تنظيم مواعيد الحفلات.

وعلى صعيد المنطقة أصدرت «ديلويت اند توش» تقريراً في بيروت أشارت فيه الى ان أسواق مصر والأردن سجلت العام الماضي نسبة نمو استثنائية مقارنة بالسنوات الماضية، في حين سجل متوسط عائدات الغرف في سلطنة عمان ارتفاعاً بنسبة 50%. كما حققت فنادقها هذا العام أعلى المستويات العالمية على مستوى أشغال الغرف، وأعلى متوسط عائدات الغرف. ويتوقع الشريك المسؤول عن قسم السياحة والضيافة والترفيه في ديلويت الشرق الأوسط روب اوهانلون ان يرتفع عدد الزائرين هذا العام بين 6 و10% مقارنة بالنسبة العالمية 4.3%. أما دبي، فيشير التقرير الى انها ستصرف 14.3 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة على مشاريع البنية التحتية من طرق وشبكة مترو، وخطوط مواصلات مائية، في حين يزداد برج دبي ارتفاعاً (أعلى مبنى في العالم) يوماً بعد يوم.