سيول تسمح باستيراد اللحوم الأميركية

بعد معارضة شعبية شرسة خوفا من جنون البقر

شهدت شوارع كوريا الجنوبية العام الحالي احتجاجات شعبية ضد واردات اللحوم الاميركية (رويترز)
TT

سمحت كوريا الجنوبية لواردات اللحوم الاميركية بالعودة الى أسواقها لأول مرة منذ تسعة شهور يوم الخميس، الا أن المعارضة الشعبية الشرسة تعني أن الامر سيحتاج لأعوام حتى تسترد صدارة قائمة الواردات الكورية الجنوبية.

وبعد أن تخطف المستهلكون شرائح اللحم الاميركي زهيدة الثمن قبل عام، في أعقاب حظر دام ثلاثة أعوام، شهدت شوارع كوريا الجنوبية العام الحالي احتجاجات شعبية ضد واردات اللحوم الاميركية التي ينظر اليها البعض على أنها قنبلة موقوتة لمرض جنون البقر. وقال الباحث كيم جين كيو بالمعهد الكوري للسياسة الاقتصادية الدولية «هناك طلب بالتأكيد على اللحوم الاميركية الا أن الاستهلاك الاولي سيكون ضئيلا للغاية ويبلغ نحو 50 ألف طن ـ هذا العام ـ لان ثقة المستهلك في اللحوم الاميركية ضعيفة للغاية».

وذكرت وكالة رويترز ان كوريا الجنوبية التي كانت حظرت واردات اللحوم الاميركية لنحو ثلاثة أعوام اعتبارا من نهاية عام 2003 بعد تفشي مرض جنون البقر، اعتادت استيراد 200 ألف طن من اللحوم الاميركية في العام قيمتها نحو 850 مليون دولار.

وبعد حظر واردات اللحوم الاميركية زادت الواردات من استراليا ونيوزيلندا.

وكانت كوريا الجنوبية ثالث أكبر سوق بالخارج للحوم الاميركية. وقال كيم «ستحتاج المنتجات الاميركية لوقت طويل لاستعادة مكانتها» مضيفا أن من المرجح أن تستهدف المبيعات الاولية أماكن «مثل الفنادق التي تقدم خدماتها للاجانب».

وقالت كوريا الجنوبية أنها ستستأنف فحوصاتها البيطرية مما يسمح بإرسال نحو 5300 طن من اللحوم الاميركية ـ المحتفظ بها مجمدة في مخازن بالبلاد منذ أكتوبر تشرين الاول ـ للمتاجر الاسبوع الحالي على أقرب تقدير. وقال مسؤول بالهيئة الوطنية للابحاث البيطرية وخدمات الحجر الصحي «تلقينا ثلاثة طلبات حتى الان باجراء فحوصات». مضيفا أن نحو 20 موردا يستعدون للتقدم بطلبات لفحص وارداتهم.

وعندما توصلت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لاتفاق في ابريل (نيسان) يسمح بواردات لحوم الابقار الاميركية من جميع الاعمار خرج الكوريون الجنوبيون الى الشوارع بعشرات الالاف للاحتجاج على الاتفاق الذي قالوا انه يفتح الباب أمام وصول منتجات تنطوي على خطورة.

وأصر مسؤولون اميركيون وكوريون جنوبيون على أن اللحوم الاميركية امنة ولكنهم أعادوا صياغة الاتفاق بحيث يقصر التجارة في اللحوم الاميركية على الماشية التي تقل أعمارها عن 30 شهرا التي يعتقد أنها تمثل مخاطر أقل لمرض جنون البقر.

وأوضحت نتائج استطلاع للرأي أجري في الاونة الاخيرة أن نحو ثلثي الكوريين الجنوبيين يعتقدون أن اللحوم الاميركية غير امنة كما قال كبار تجار التجزئة انهم لن يبيعوها نظرا لنقص الطلب.

وقالت لي جون ايون وهي أم لطفلين «لن أشتري اللحوم الاميركية لمجرد أنها رخيصة الثمن. أفضل الاستمرار في شراء اللحوم الاسترالية».

ولكن بالرغم من أن كوريين جنوبيين يقولون انهم غير مستعدين لمنح اللحوم الاميركية فرصة، أشار محللون الى أنه عندما رفعت البلاد العام الماضي حظرا استمر ثلاثة أعوام تدفق المستهلكون على المتاجر لشراء اللحوم الاميركية زهيدة الثمن.

وأسعار اللحوم في كوريا الجنوبية من أعلى أسعار اللحوم في العالم من جراء نظام توزيع معقد يرفع التكاليف وتباع اللحوم الاميركية بنصف التكلفة أو أقل.

وقالت اللجنة التجارية الدولية انه دون فرض أي قيود يمكن أن يبلغ حجم صادرات اللحوم الاميركية لكوريا الجنوبية في بادئ الامر 1.1 مليار دولار.

ويبدو أن الخاسر الرئيسي على الارجح ستكون استراليا التي زادت مبيعاتها لكوريا الجنوبية منذ بدء سريان الحظر على اللحوم الاميركية عن الضعف الى نحو 150 ألف طن لتبلغ حصتها ثلاثة أرباع سوق الواردات.

وقال موردون انهم يتوقعون أن تكون اللحوم الاميركية أرخص بنسبة 30 في المائة من اللحوم الاسترالية. ويتوقع محللون وموردون أن تختفي المخاوف المتعلقة بمدى سلامة اللحوم خلال الشهور القليلة المقبلة مع شق اللحوم الاميركية طريقها تدريجيا الى سلاسل المتاجر الكبرى الرئيسية.