أبرمت شركة «ريل برلين» المملوكة لعدد من المستثمرين اللبنانيين والسعوديين، اول صفقة عقارية في العاصمة الالمانية التاريخية، مدشنة وجودها المباشر في هذه السوق بعد دراسات واستطلاعات ميدانية دامت اكثر من عام.
وتضمنت الصفقة، التي تم توقيعها بالاحرف الاولى وسيتم تنفيذها وشيكاً، شراء مبنى كامل في شارع نيبور الرئيسي الموازي لشارع كورفور ستاندام المشابه لمنطقة شانزليزيه Champs Elisée، الشهيرة في قلب باريس.
ويتولى ادارة شركة «ريل برلين» المستثمران اللبنانيان كريم سلامة وكريم سنو. كما يساهمان في رأسمالها الى جانب مستثمرين لبنانيين وسعوديين، بينهم عدد من المصرفيين ورجال اعمال.
وعلمت «الشرق الاوسط» ان قيمة الصفقة ناهزت 5 ملايين يورو. وهي الاولى من عدة صفقات يتم التفاوض عليها ضمن توجه استراتيجي للمساهمين بضخ استثمارات عقارية اضافية في هذه السوق الواعدة، حيث لا تزال اسعار العقارات في برلين مغرية وجاذبة قياساً بالعاصمة الفرنسية، التي تزيد اسعار عقاراتها بنحو 6 اضعاف، وبالعاصمة البريطانية التي تزيد بنحو 12 ضعفاً قياساً بالمدينة الالمانية.
ويتكون المبنى من خمسة طوابق بمساحة مبنية تبلغ 2550 متراً مربعاً. وهو مؤجر بالكامل لاغراض تجارية في طابقه الارضي، ولاغراض سكنية في الطوابق الاربعة. وتتضمن رخصة تشييده اضافة طابق جديد (روف). كما انه من المباني السكنية النادرة في برلين المزودة بمصعد كهربائي.
وتخطط الشركة المالكة لإعادة تأهيل المبنى وتحديثه بالكامل، بما يحسن من قيمته التأجيرية. وإضافة الطابق المرخص بهدف تأجيره او بيعه، حيث يصل سعر المتر المربع المبني الى 2200 يورو في هذه المنطقة.
وعلم ايضاً، ان مساهمي «ريل برلين» يدرسون صفقات مماثلة في قلب المدينة الالمانية. كما بدأت الادارة بالتحضير لاطلاق صندوق خاص للاستثمار العقاري في برلين تبلغ قيمته نحو 15 مليون يورو. على ان يتم تأسيس شركة خاصة مستقلة لكل عقار مبني يتم تملكه.
وصنف كريم سلامة الصفقة بالممتازة قياساً بالاسعار الرائجة للعقارات في برلين، واكثر من ممتازة قياساً بأسعار العقارات في المدن الاوروبية الكبرى. «وهذا ما يدفعنا الى توقع عوائد مجدية من هذا الاستثمار، خصوصاً في ظل الاقبال المتزايد على الاستثمار العقاري في برلين».
واوضح سلامة، الذي يشغل ايضاً منصب نائب رئيس ومدير عام مجموعة الاهلي الاستثمارية، «ان التوجه للاستثمار العقاري في برلين تم بناء على دراسات معمقة اظهرت مميزات نوعية للتوظيف العقاري في هذه المدينة الالمانية العريقة، وشهرتها الجيوسياسية العائدة لجدارها الشهير الذي كان يفصل حتى عام 1989 بين شطريها الشرقي والغربي، بما يعني ذلك من مضامين سياسية بين معسكرين».
ويقول: «لقد لاحظنا حدوث تحول نوعي في حركة السكن والتجارة في برلين منذ سنتين، فبعدما كان المؤشر سلبياً بمعنى الخروج الواسع للسكان من الشطر الشرقي للمدينة بعد ازالة الحائط وباتجاه المدن الاقتصادية الناشطة، في ما كان معروفاً بالمانيا الغربية (بون، فرانكفورت، هامبورغ وغيرها). بدأت برلين تشهد عودة متسارعة منذ عام 2006 وتزداد ايجابية هذا المؤشر تباعاً بالترافق مع زيادات متتالية في حركة شراء الاراضي والبناء. وهذا ما يؤسس لترقب فورة نوعية خلال السنوات المقبلة، وما شكل حافزاً قوياً لنا للدخول المبكر الى هذه السوق».