لندن وواشنطن تؤكدان على ضرورة «إعادة الاستقرار» إلى الأسواق

بولسون ينفي تأثير ضعف الدولار على أسعار النفط ودارلينغ يحذر من «استشراء التضخم»

TT

شدد وزيرا الخزانة، الاميركي هنري بولسون والبريطاني آليستر دارلينغ على اهمية «اعادة الاستقرار الى الاسواق المالية» والاقتصادات الدولية كأولوية ضرورية. واعتبرا ان السيطرة على نسب التضخم المتصاعدة، فضلا على التعامل مع اسعار النفط والغذاء المرتفعة ابرز العوامل لاعادة هذا الاستقرار، بالاضافة الى حث البنوك على جمع رؤوس الاموال وتحريكها. وأكدا بولسون ودارلينغ على ان اجتماع الدول الثمانية الصناعية في اليابان الاسبوع المقبل ستبحث الازمة الاقتصادية العالمية، وخاصة ارتفاع اسعار الغذاء والنفط، بالاضافة الى تطوير صندوق لتقنية الطاقة النظيفة. وجاءت زيارة بولسون الى لندن بعد جولة خارجية اخذته الى روسيا وبرلين وفرانكفورت لبحث القضايا الاقتصادية في الولايات المتحدة وفي العالم. واضاف ان من بين اولوياته كانت حث الدول التي زارها على «التركيز على ابقاء النظام المالي امن ومطالبة البنوك بحماية النظام المالي من الجهات التي تريد الحصول على الاسلحة و(تدعم) الارهاب، وبالطبع ذلك يشمل ايران». وبعد لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، التقى بولسون صباح أمس مع مديري ابرز البنوك والمؤسسات المالية البريطانية من اجل بحث الازمة الاقتصادية الحالية. وقال دارلينغ ان «العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تجلب لنا فائدة كبيرة، خاصة في هذا الوقت الصعب». وأضاف: «المشاكل التي تواجهنا هي دولية في طبيعتها، فازمة الائتمان تمس الجميع، بالاضافة الى مشاكل ارتفاع اسعار النفط والغذاء». وشرح دارلينغ ان الهدف الاساسي والقصير الامد هو «العودة الى الاستقرار المالي، وعلينا اقناع البنوك بتزويد البنوك الاخرى بالقروض وان تقرض الشركات والافراد» لإحياء الاسواق. وأضاف: «لا يمكن لنا ان نسمح للتضخم ان يستشري في المملكة المتحدة»، موضحاً انه يتوقع «نمو الاقتصاد البريطاني بنهاية العام»، حتى وان لن يكن مستوى النمو كبيراً.

وفي ما يخص التعامل مع اسعار النفط المرتفعة، قال بولسون: «اسعار النفط تتصاعد بقوة وهناك خطر كبير من تأثيرها على التباطؤ» الاقتصادي، مضيفاً: «لن تكن هناك حلول سريعة» لارتفاع اسعار النفط».

وقال دارلينغ: «علينا وضع الضغوط لتخفيض الاسعار، لم يتوقع احد قبل 12 شهراً ان تصل الاسعار الى ما هي عليه»، مضيفاً: «اذا لم نعمل على تخفيض اعتمادنا على النفط، سنبقى معرضين لتقلبات السوق النفطية». وشدد بولسون ودارلينغ على ضرورة تطوير مصادر جديدة ومتجددة للطاقة. ورفض بولسون اعتبار انخفاض سعر الدولار الاميركي كعنصر اساسي في ارتفاع اسعار النفط والتأثير على الاقتصاد العالمي. وقال: «الدولار لديه تأثير صغير جداً»، موضحاً: «تراجع الدولار بنسبة 25 في المائة منذ فبراير (شباط) 2002، بينما ارتفع النفط بنسبة اكثر من 500 في المائة». واوضح بولسون ان هناك «عوامل عدة تؤثر على النفط، والعامل الاكثر تأثيراً هو العرض والطلب، والحقيقة ان الانتاج العالمي لم يزد بشكل مهم خلال السنوات العشرة الماضية بينما يزداد الطلب». واضاف: «فقط عندما يتم الاعتراف بالقضية ستستطيع التعامل جيداً للتوصل الى حل».