كشفت إحصائية رسمية حديثة أن حجم القيمة الإسمية لأسهم الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية بلغت 1.7 تريليون ريال (473.2 مليار دولار) حتى النصف الأول من العام الجاري. وأنهت سوق الأسهم السعودية تداولاتها خلال الأسبوع بمشاهد ألقت بآثارها المتفاوتة من حيث التأثير على وتيرة التعاملات؛ كان من أبرزها دخول السيولة المضاربية السريعة، وكذلك إصدار تقارير مالية حول بعض الأسهم القيادية، إضافة إلى إعلان عقوبة غرامة مالية لتسريب معلومات مهمة تحدث لأول مرة. وخسر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية 113.67 نقطة خلال تعاملاته الأسبوعية تمثل نسبة 1.19 في المائة ليغلق عند مستوى 9467.68، مغيراً مسار السوق الرئيسي الذي امتد لأكثر من عام تقريبا، خاسرا نقاط دعم مهمة ومتوسطات ذات أهمية إستراتيجية للمستثمرين في تداولات الأسبوع. ويرى خبراء ومحللون فنيون أن الأحداث السياسية المحيطة بالمنطقة ألقت بظلالها علي عزوف المستثمرين من الدخول إلى سوق الأسهم حيث اتضحت من خلال معدلات أحجام السيولة التي تقل تدريجياً، مفيدين أن السيولة السريعة بدأت تظهر في الساحة من خلال عودة إستراتيجية المضاربة.
وشهدت الأسهم السعودية دخول سيولة مضاربية محدودة منذ بداية التداولات إلا أنها ما تلبث حتى تخرج قبل نهايتها، مما أضعف وتيرة تحرك المؤشر العام الذي بدأ يترقب أيضا النتائج المالية للشركات القيادية ذات العوائد، كما أن السوق شهدت خلال الفترة الماضية أحداثا درامية كان لها تأثير مباشر وغير مباشر.
وكان من أبرز الأحداث ما قامت به بعض الشركات الاستشارية بإصدار تقارير مالية ذات رؤية استثمارية على بعض الشركات المدرجة في سوق الأسهم مما ساهم في تغيير بعض المراكز الاستثمارية وتغيير سلوك المتعاملين، في حين تم الإعلان رسميا من قبل هيئة السوق المالية عن أول عقوبة غرامة مالية تفرض نتيجة تسّرب معلومات نتيجة عدم تقيدها بأحكام وقوانين بسوق المال. وحول أداء السوق، شهدت أسهم بعض قطاع التأمين ارتفاعات كبيرة ومكاسب رأسمالية حيث سجل سهم «السعودية الهندية» الأكثر صعودا بنسبة 30.24 في المائة تلاه سهم «الأهلية» بنسبة 23.29 في المائة فسهم «العبد اللطيف» بنسبة 13.56 في المائة، في المقابل وقعت مكونات ذات القطاع في قائمة الأكثر خسارة حيث سجل سهم «ميدغلف» تراجعا قوامه 14.29 في المائة، تلاه سهم «سلامة للتأمين» بواقع 11.49 في المائة. وواصل سهم مصرف الإنماء أداءه المتزن وسجل أكثر شركات السوق نشاطاً بحسب الكمية حيث بلغ إجمالي ما تداولاته من أسهمها ما يزيد على 135 مليون سهم، تلاه سهم زين حيث بلغ إجمالي تداولاته ما يزيد على 60 مليون سهم، بعده سهم «بترو رابغ» بأكثر من 46 مليون سهم. وتصدر الأسهم من حيث الأكثر نشاطاَ بحسب القيمة سهم «سابك» حيث بلغ إجمالي قيمة التداولات عليه بأكثر من (829.6 مليون دولار) ليغلق عند مستوى 143 ريالا، تلاه «بترو رابغ» بقيمة تداولات 726 مليون دولار ليغلق عند مستوى 60.25 ريال. وتتهيأ سوق الأسهم السعودية اعتباراً من غد اكتتاب «معادن» الذي يعتبر واحداً من أضخم الاكتتابات التي تشهدها السوق المالية المحلية حيث سيتم طرح 462.5 مليون سهم تبلغ قيمتها الإجمالية 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، إذ سيبلغ سعر السهم الواحد 20 ريالا بعلاوة إصدار. ودائما ما تمثل الطروح الضخمة أحد تحديات التداولات، إذ تعمد المحافظ إلى رصد سيولة للمشاركة فيها أوليا والشراء فيها عند إدراجها في السوق.
وفي إطار الاكتتابات الأخيرة، بلغ عدد المكتتبين في أسهم شركة أسواق العثيم 3.12 مليون مكتتب، دفعوا 1.67 مليار ريال، تمثل نسبة تغطية تجاوزت 877 في المائة، وذلك وفقا للبيانات المعلنة. وكانت شركة «العثيم» قد طرحت 6.8 مليون سهم للاكتتاب العام تمثل 30 في المائة من رأسمال الشركة. وبالتزامن، انتهت عملية الاكتتاب في شركة حلواني إخوان التي تمت تغطيته بنسبة 625 في المائة من خلال ما يقارب 2.37 مليون مكتتب دفعوا أكثر 750 مليون ريال.
من ناحية أخرى، ذكر تقرير «تداول» حول وضع السوق للنصف الأول من العام 2008 أن القيمة السوقية للأسهم المصدرة في نهاية النصف الأول 2008 بلغت 1.7 تريليون ريال (473.21 مليار دولار) مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 59.49 في المائة عن نهاية النصف الأول من العام السابق 2007.
وأفاد التقرير بأن القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة خلال النصف الأول 2008 بلغت 1.2 تريليون ريال (343.17 مليار دولار) وذلك بانخفاض بلغت نسبته 13.54 في المائة عن نفس الفترة من العام السابق (2007). وبلغ إجمالي عدد الأسهم المتداولة خلال النصف الأول 2008 بأكثر من 33.48 مليار سهم مقابل 34.83 مليار سهم تم تداولها خلال النصف الأول من العام السابق 2007 تمثل انخفاضا قدره 3.88 في المائة، في حين بلغ إجمالي عدد الصفقات المنفذة خلال النصف الأول من العام الجاري 31.25 مليون صفقة مقابل 38.95 مليون صفقة تم تنفيذها خلال النصف الأول من العام السابق 2007، تعكس انخفاضا نسبته 19.77 في المائة.