شبح الركود وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود يسيطران على أعمال القمة

اجتماع قمة مجموعة الثماني في اليابان

ناشط ألماني من أعضاء حركة «ارفع صوتك ضد الفقر» يعقد قوائم تمنيات على فروع شجيرة أمام مبنى «الرايخستاغ» (البرلمان) في وسط العاصمة الألمانية برلين أمس. وقد وجهت التمنيات إلى قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى (الثمانية الكبار) المقرّر ان يلتقوا في اليابان خلال الأسبوع المقبل. (رويترز)
TT

تبدأ يوم الاثنين القادم اجتماعات قمة مجموعة الثماني في هوكايدو باليابان التي تستغرق ثلاثة ايام، وسط ازمة تزيد اسعار المواد الغذائية والنفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار الخلاف حول برنامج ايران النووي.

وقد وجهت دعوة لمسؤولين كبار من الاتحاد الاوروبي وزعماء ما يسمى مجموعة الخمس للدول النامية (الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل والمكسيك).

كما ستكون قمة العام الحالي الاخيرة التي يشارك فيها الرئيس الاميركي جورج بوش قبل انتهاء ولايته في نهاية العام الحالي، كما انها الاولى لكل من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني غوردون بروان.

فيما حذر وزراء مالية مجموعة الثماني بالفعل من أن هذا الاقتصاد يواجه ريحا معاكسة وسط مخاوف من أن تقلص النمو وارتفاع معدلات التضخم قد يعني أن شبح التضخم الذي يواكبه ركود على غرار ما حدث في السبعينات ربما يلوح في الافق.

يقول الخبير الاقتصادي الاوروبي راينر جونترمان «الخطر الاكبر يكمن في تجدد التباطؤ بحلول نهاية العام بل وإمكانية حدوث ركود عام 2009».

بيد ان الاقتصاد العالمي صار الان اكثر تنوعا مما كان ابان فترات الهبوط السابقة حيث زاد النمو العالمي بافضل من المتوقع في وجه التوترات التي أثارتها الاسواق المالية وأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة. وحتى الان تواصل أجزاء من أوروبا والاقتصادات البازغة الرئيسية مثل الصين والهند تحقيق معدلات نمو قوية برغم الصورة الاقتصادية القاتمة في الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان الدول الاعضاء في مجموعة الثماني تجد صعوبة في تحقيق اهدافها لمكافحة الاحتباس الحراري بحسب دراسة تشير الى ان بريطانيا وفرنسا والمانيا هي الدول التي حققت انجازات في هذا المضمار خلافا للدول الخمس الاخرى.

ونشرت هذه الدراسة التي اعدتها هيئة «ايكوفيس» المستقلة لحساب الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية وبنك اليانز الالماني قبل ايام من قمة الدول الصناعية الكبرى. وبحسب الدراسة على دول مجموعة الثماني خفض انبعاثات الغاز بـ 80 في المائة على الاقل مقارنة مع عام 1990 بحلول عام 2050 لخفض ارتفاع حرارة الارض بدرجتين. وقالت ريجين غونتر المسؤولة في الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية في المانيا ان «النتائج تدل على ان ايا من الدول الصناعية الرئيسية لم يلب اهداف خفض ارتفاع حرارة الارض بدرجتين».

واحرزت بريطانيا وفرنسا والمانيا جهودا اكبر لخفض انبعاث ثاني اكسيد الكربون لكن هذه الدول قد تشهد ارتفاعا في مستوى انبعاثاتها في السنوات المقبلة بحسب الدراسة.

وذكرت الدراسة ان انبعاثات الغاز في بريطانيا تلبي اهداف معاهدة كيوتو بسبب زيادة استخدام الغاز الطبيعي بدلا من الفحم الحجري، الا ان استخدام الفحم لانتاج الطاقة قد يؤدي الى زيادة هذه الانبعاثات. وحققت فرنسا نتائج مرضية في مجال انبعاث الغاز مقارنة مع عدد سكانها واجمالي الناتج الداخلي لديه.

وحققت المانيا انجازا جيدا من خلال الترويج للطاقة المتجددة لكن مشاريعها لانشاء محطات كهربائية جديدة تعمل بالفحم يهدد التزامها بخفض انبعاثاتها اربعين في المائة بحلول عام 2020.

واشارت الدراسة الى ان روسيا وكندا والولايات المتحدة لم تحقق نتائج مرضية لان إنبعاثاتها من ثاني اكسيد الكربون تزداد ويؤدي ذلك الى ضرب بطموحات كيوتو عرض الحائط.

واكدت الولايات المتحدة التي حققت اسوأ نتائج في هذه الدراسة ان مجموعة الثماني ليست الاطار المناسب لتحديد هدف بالارقام لمكافحة التقلبات المناخية.

واوضحت وكالة الانباء الالمانية ان أفريقيا تحتل موقعا متقدما على جدول أعمال القمة في الوقت الذي تهدد فيه أزمة الغذاء العالمية بحدوث انتكاسة في التقدم الذي تحقق في القارة خلال السنوات الماضية. ورسم تقرير صادر عن «لجنة تقدم أفريقيا» التي أسسها رئيس الوزراء السابق توني بلير صورة قاتمة لمدى ابتعاد الدول الثماني الكبرى عن الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في مؤتمر جلينيجلز عام 2005 . وتتعرض جهود أفريقيا البطيئة للخروج من الفقر والمرض والجوع للخطر.

وكان قد تم إلغاء نحو 60 مليار دولار من ديون القارة فيما هبطت معدلات الفقر بنحو 6 في المائة تقريبا منذ عام 2000 كما انخفضت معدلات الوفاة بين الرضع والأطفال بحسب ما توصلت اليه لجنة تقدم افريقيا.