تقرير: الأسهم العالمية فقدت 11 تريليون دولار منذ بداية العام

رئيس المفوضية الأوروبية يعتبر ضعف الدولار مصدر قلق عالمي > البورصة اليابانية تسجل أطول مدة تراجع مستمر منذ 54 عاما

مواطن يقود «الدراجة الهوائية التاكسي» في شوارع مدينة سابورو في شمال جزيرة هوكايدو اليابانية، حيث سيتصدر ارتفاع أسعار النفط ومواد الغذاء العالمية أجندة اجتماع مجموعة الثماني في يوم الاثنين المقبل (رويترز)
TT

أفاد تقرير اقتصادي أمس بأن الأسهم العالمية فقدت من قيمتها السوقية حوالي 11 تريليون دولار منذ بداية العام الحالي، مبينا ان الخسائر ذات الصلة بأزمتي الائتمان والرهون العقارية، فضلا عن ارتفاع أسعار النفط وتزايد معدلات التضخم ومخاوف التباطؤ الاقتصادي ساهمت في تعميق خسائر الأسواق. وقال التقرير ان قيمة الأسهم العالمية حاليا في حدود 49.6 تريليون دولار، بعد ان محت في الشهر الماضي لوحده نحو 5 تريليونات دولار، مبينا ان أداء الاسابيع الاخيرة كان الاسوأ منذ أكثر من عام.

وكشف التقرير ان البنوك الأوروبية تلقت صفعة قوية نتيجة ازمة الرهون العقارية، موضحا أنها تحتاج لجمع نحو 90 مليار يورو (141 مليار دولار) لاستعادة رأس المال بعد انهيار الرهون العقارية، نتيجة أزمة الائتمان العالمية.

وقالت مؤسسة غولدمان ساكس في تقرير أمس، ان البنوك الأوروبية جمعت ما يزيد عن 115 مليار دولار من المستثمرين لتجديد رأس المال، بعد الاعلان عن شطب 134 مليار دولار مرتبطة بأزمة الرهون العقارية.

وأشار التقرير الى ان البنوك الأوروبية تسعى الآن لجذب أكثر من 60 مليار يورو لزيادة رأس المال (Tier 1 capital) الذي يؤشر الى القوة المالية، الى نحو 9 في المائة. وقال التقرير ان « الضغوط التنظيمية والتغير الحاد في دورة الائتمان الأوروبية من الأسباب الرئيسية التي تدعو للقلق»، مبينا ان البنوك الأوروبية فقدت نحو 900 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ ان بدأت أزمة الائتمان في العام الماضي.

من جهة أخرى قال جوزيه ماويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية أمس ان انخفاض الدولار مصدر قلق عالمي وان الاتحاد الأوروبي يريد توازنا أفضل بين العملة الاميركية والعملات الرئيسية الأخرى.

وكان باروزو يتحدث الى مجموعة من الصحافيين قبل مغادرته لحضور الاجتماع السنوي لمجموعة الثماني في اليابان الأسبوع المقبل. وأيد قرار البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة الأساسي رغم تحذيرات من بعض حكومات دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة فرنسا.

وقال «أعتقد ان هذا مهم لكي نظهر على المستوى الأوروبي أننا ملتزمون بمكافحة التضخم».

وأضاف التضخم يمثل تهديدا حقيقيا. وكان سيتعذر فهم أي قرار آخر من جانب البنك المركزي الأوروبي، الذي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس الى 4.25 في المائة أول من أمس الخميس.

وفيما يبدو توبيخا غير مباشر للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي حذر علنا من ان رفع الفائدة سيضر باقتصاد منطقة اليورو المتباطئ، قال باروزو «عندما يتعلق الأمر بالتضخم فإن ثقتي أكبر بمواقف البنوك المركزية عنها بالساسة».

وقال انه لا يتوقع ان يتخذ زعماء مجموعة الثماني موقفا بشأن العملات، لكنه قال «انخفاض الدولار مسألة تشغل العالم». وأضاف نريد ان نرى علاقة أكثر توازنا بين الدولار والعملات الرئيسية، بما فيها اليورو.

تأتي هذه التطورات في وقت يجتمع قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى في توياكو شمال اليابان من الاثنين الى الأربعاء، في حين يهدد ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية والأزمة المالية الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وترغب اليابان، التي تترأس هذه السنة نادي الدول الكبرى، في ان تكون ظاهرة الاحتباس الحراري والتنمية في أفريقيا الموضوعين الأساسيين في قمة توكايو التي دعي إليها 14 بلدا غير عضو، منها سبع دول افريقية إضافة الى خمس منظمات دولية.

لكن القضايا الاقتصادية قد تأخذ حيزا كبيرا في مباحثات رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا إضافة الى المفوضية الأوروبية) التي تستمر ثلاثة أيام بعيدا عن الأضواء في فندق فخم.

وكانت مجموعة الثماني قد عقدت قمتها الأخيرة في هايلغندام (ألمانيا) وأعلنت خلالها ان الاقتصاد العالمي في وضع جيد.

وبعد سنة تضاعف سعر النفط وتراجعت قيمة الدولار وبات الانكماش يهدد الولايات المتحدة وزادت نسبة التضخم ويواجه النظام المالي العالمي أسوأ أزمة في تاريخه، ما أرغم مجموعة الثماني على مراجعة توقعاتها.

وقال لرويترز كازوهيكو يانو خبير الاقتصاد في معهد ميزوهو للأبحاث في طوكيو ان «أسعار النفط والأغذية ستكون أساس المباحثات لان هذه المسألة تتحول الى أزمة حقيقية خصوصا في الدول الفقيرة».

ويقول جون كيرتون مدير مجموعة الأبحاث حول مجموعة الثماني في جامعة تورونتو ان مجموعة الثماني قد تتصدى لمشكلة ارتفاع أسعار النفط من خلال توجيه نداء ثلاثي، أولا: إلغاء الدعم على الوقود. ثانيا: إلغاء مراقبة الأسعار وترك القرار للسوق.

ثالثا: اعتماد الطاقة النووية، لكن لتطبيق هذه النقطة الأخيرة على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ان ترفع الفيتو الألماني.

وبحسب الصحافة اليابانية ستشكل مجموعة الثماني فريق عمل لمكافحة الازمة الغذائية. وستدرس هذه اللجنة خصوصا امكان رفع القيود عن الصادرات التي تمنع الدول الغنية من بيع الفائض في مخزون المواد الغذائية للدول الفقيرة.

وجلسة العمل الفعلية لمجموعة الثماني ستعقد الثلاثاء. والاثنين سيعقد اجتماع بين مجموعة الثماني والدول الأفريقية المدعوة للمشاركة في القمة (جنوب أفريقيا والجزائر وإثيوبيا وغانا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا والاتحاد الأفريقي) والأمم المتحدة والبنك الدولي.

وتختتم القمة أعمالها الأربعاء. ويبدأ يوم الأربعاء الذي سيركز على موضوع البيئة باجتماع تعقده مجموعة الثماني مع البرازيل وكوريا الجنوبية والصين والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا وينتهي بجلسة عمل لأكبر 16 اقتصادا في العالم (الجهات التي ذكرت سابقا إضافة الى استراليا واندونيسيا والأمم المتحدة والبنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة).

والبيان الختامي لأول قمة لمجموعة الثماني في 1975 لم يتضمن سوى 15 فقرة بسيطة. ووقع البيان الختامي خلال القمة الأخيرة في ألمانيا في ثماني صفحات وتطرق الى أكثر من عشرين موضوعا دبلوماسيا واقتصاديا. ويتوقع ان تستمر قمة توياكو في هذا النهج.

وقال اندرو اف كوبر الأخصائي في شؤون مجموعة الثماني في جامعة ووترلو (اونتاريو كندا)، «كما في القمم السابقة سيكون البرنامج مثقلا والبيان الختامي أشبه بشجرة ميلاد».

وملف كوريا الشمالية النووي والوضع السياسي في زيمبابوي وبورما والوضع الأمني في أفغانستان، بين القضايا التي ستتطرق إليها مجموعة الثماني.

وعلى صعيد الأسهم العالمية أنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتراجع طفيف لتواصل تراجعها لليوم 12 على التوالي، وهي أطول مدة تراجع مستمر منذ 54 عاما بسبب القلق من التضخم وتباطؤ الاقتصاد الاميركي.

تراجع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 27.51 نقطة بنسبة 0.21% ليصل إلى 13237.89 نقطة.

في الوقت نفسه تراجع مؤشر توبكس للأسهم الممتازة بمقدار 0.14 نقطة أي بنسبة 0.01% إلى 1297.88 نقطة وخسر مؤشر نيكي 2.26% من قيمته خلال تعاملات الأسبوع المنتهي أمس. في حين خسر مؤشر توبكس 1.73% خلال الفترة نفسها.

هذا وانخفضت الأسهم الأوروبية في أوائل المعاملات اليوم الجمعة مع إقبال على بيع أسهم شركات النفط لجني الأرباح بعد ارتفاعها الكبير في الآونة الأخيرة.

وطغت عمليات البيع على المكاسب التي حققتها أسهم بنك يو.بي.اس السويسري التي ارتفعت بعد أن أعلن أنه يتوقع تسجيل خسارة فصلية صغيرة على أسوأ الاحتمالات.

وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.1 في المائة الى 1176.77 نقطة. وزاد سهم يو.بي.اس 3.7 في المائة بعد أن قال ان تيسيرات ضريبية بقيمة ثلاثة مليارات فرنك سويسري ساعدت في إنقاذه من خسارة كبيرة في الربع الثاني من العام رغم أن وحدة العمليات الاستثمارية التابعة له مازالت تمنى بخسائر.

لكن أسهم شركات النفط تراجعت بصفة عامة بعد أن ارتفعت بنسبة 15 في المائة في الربع الثاني من العام بفضل ارتفاع أسعار النفط الخام. وانخفض سهم شركة بي.بي 0.6 في المائة وسهم رويال داتش شل 0.9 في المائة وسهم توتال 0.3 في المائة.

وكانت الأسهم الأوروبية قد ارتفعت أول أمس بعد أن رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية الى 4.25 في المائة مثلما كان متوقعا، لكنه أشار الى أنه ليس من المقرر اتخاذ خطوات أخرى قريبا.

من جهة اخرى، استقر سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الاميركي أمس بعد انخفاضه في اليوم السابق الى أدنى مستوى منذ أسبوع لكن من المتوقع أن ينحصر في نطاق ضيق لأنه ليس من المقرر صدور بيانات مهمة ولان الأسواق الاميركية مغلقة بمناسبة عيد الاستقلال.

وكانت البيانات البريطانية التي صدرت هذا الأسبوع مخيبة للآمال. وأظهر مسح صدرت نتائجه أول من أمس الخميس أن قطاع الخدمات المهيمن على الاقتصاد انكمش في يونيو (حزيران) الماضي بأسوأ معدل منذ الفترة التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة مما أثار المخاوف من الكساد.

ومن العوامل التي أدت الى زيادة التشاؤم إعلان شركة جون لويس بارتنرشيب لتجارة التجزئة انخفاض مبيعات متاجرها الأسبوعية بنسبة 8.5 في المائة.

كما توصلت دراسة أجرتها شركة ارنست اند يونج الى أن الأسرة البريطانية العادية أصبحت أسوأ حالا الان بنسبة 15 في المائة عما كانت عليه قبل خمس سنوات.

واستقر الجنيه الإسترليني من دون تغيير يذكر مقابل العملة الاميركية على 1.9824 دولار بعد انخفاضه أول من أمس الخميس الى 1.9798 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ أسبوع.

وارتفع اليورو الأوروبي نحو 0.1 في المائة الى 79.23 بنس وذلك بعد انخفاضه بصفة عامة أول من أمس الخميس عندما قلصت السوق توقعاتها بمزيد من قرارات رفع الفائدة الأوروبية.