التغيير المناخي يسيطر على اجتماعات قمة مجموعة الثماني

بوش: كل الجهود ستذهب سدى إن لم تشمل الهند والصين

شرطي ياباني خلال دورية حراسة للمقر الإعلامي للقمة (رويترز)
TT

تبدأ غدا في منتجع توياكو على بحيرة تويا في شمال اليابان اعمال مؤتمر قمة مجموعة الثماني، التي تستغرق 3 ايام، تبحث خلالها العديد من القضايا الخاصة بوضع اطار عمل فعال لمعالجة التغيير المناخي وبحث موضوعات مثل ارتفاع اسعار الغذاء.

وقد اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش، بعد محادثات ثنائية مع ياسو فوكودا رئيس وزراء اليابان، انه سيلعب دورا «بناء» في خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون، ولكنه حذر من ان كل الجهود ستذهب سدى ان لم تشمل الهند والصين.

واضاف محذرا «لن نحل المشكلة» بدون انضمام العملاقين الاسيويين الى اتفاق طويل المدى في هذا الصدد.

وتأتي مكافحة ظاهرة التغير المناخي على قائمة الأولويات وتشارك فيها أكبر سبعة اقتصادات في العالم (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا) إضافة إلى روسيا.

وكان قادة الدول الثماني قد تعهدوا في اجتماعهم الاخير العام الماضي بمدينة هايليجيندام الالمانية بالنظر بعين الاعتبار في المقترح الياباني بخفض الانبعاثات الغازية الى نصف مستوياتها الحالية، على الاقل بحلول عام 2050. وبعيدا عن التأكيد مجددا على هذا التعهد، ليس من المتوقع أن يخرج زعماء مجموعة الثماني من هذه القمة، التي تعقد بجزيرة هوكايدو بأي اتفاقيات ملموسة حول بروتوكول يتم الالتزام به بعد انتهاء بروتوكول كيوتو، الذي يدعو لخفض الانبعاثات بنسبة خمسة في المائة عن مستوياتها عام 1990 بحول عام 2012.

وكان رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا قد ذكر للصحافيين قبيل القمة، «ان الاتفاق على اهداف متوسطة المدى يعد تحديا بالنسبة لمفاوضات الامم المتحدة حتى نهاية العام المقبل. وقمة مجموعة الثماني ليست منتدى للتوصل إلى اتفاق حول هذه الاهداف».

يذكر أن ثمة مجموعة من العراقيل تقف في طريق مثل هذا الاتفاق. وأولى هذه العقبات، عقبة سياسية، وهي أن الولايات المتحدة أكبر ملوث عالمي للبيئة، لم تصدق على بروتوكول كيوتو خوفا على صناعاتها. كما تقول الان إنها لن توقع البروتوكول الجديد إذا لم يضع ضوابط صارمة على الدول التي تسجل معدلات نمو سريعة، مثل الصين والهند.

أما العقبة الثانية فهي عقبة عملية، حيث لن يتمكن حتى أشد أنصار البروتوكول الجديد من الالتزام بأهدافه الطموحة. وتوضح أحدث البيانات المتاحة أن المصانع ومحطات إنتاج الكهرباء على سبيل المثال في كل من ألمانيا وبريطانيا، اللتين تعدان من أشد أنصار البيئة على مستوى العالم، لم تنجح في خفض انبعاث غازات الانبعاث الحراري بحلول عام 2007 بل إنها زادت أيضا بنسبة 2 في المائة.

وفي اليابان أيضا، التي تضاهي في دورها دور الاتحاد الاوروبي كأكبر مهتم بقضية التغير المناخي في العالم ارتفعت فيها انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بدلا من الانخفاض على مدار الاعوام القليلة الماضية.

كما أن التباطؤ الحالى لنمو الاقتصاد العالمي ينذر بصعوبة انتشار التقنيات التي تخفض الانبعاثات.

وهناك أيضا مشكلة أخرى ألا وهي أن التكنولوجيا المستخدمة في أحدث المشروعات الصديقة للبيئة إما أنها لم تخضع لتجارب كافية أو أنها مكلفة للغاية.

وبالنسبة للصحافيين المهتمين بشؤون البيئة الموجودين في طوكيو، فإنهم قد يجدون ما يعطيهم شيئا من الراحة النفسية، حيث أن المبنى الذى يستضيفهم مشيد من مواد أعيد تدويرها، كما أن نظام التكييف الخاص به يعمل باستخدام الجليد.

وفي الساحة الخارجية لمقر المؤتمر تقف سيارة تويوتا جديدة من طراز بريوس بالقرب من أخرى مازدا ار اكس 8 تعمل بالهيدروجين وبجوارهما ثماني سيارات أخرى صديقة للبيئة.