شركات طيران عربية تدرس تقليص عملياتها

بعد وصول تكاليف التشغيل لحدود حرجة

TT

بدأت شركات طيران عربية تدرس تقليص عملياتها للحد من تصاعد التكاليف التشغيلية لطائراتها التي وصلت الى حدود حرجة تهدد وجودها.

وارتفعت اسعار تذاكر السفر في المنطقة الى مستويات قياسية متأثرة بارتفاع اسعار النفط بعد ان اضطرت شركات الطيران الى فرض زيادات متكررة على ما تسميه «ضريبة الوقود» حتى باتت هذه الضريبة اضافة الى الضرائب الاخرى المشمولة تعادل او حتى في بعض الاحيان تتعدى سعر التذكرة نفسها. وقال مصدر ان «طيران الامارات»، وهي اكبر شركة طيران عربية تقوم حاليا بـ«تقييم بعض الخطوط» التي تسير رحلات عليها. وهذا يعني من الناحية العملية احتمال تقليص عددِ الرحلات للخطوط الخاسرة او اغلاقها نهائياً. وكان الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الامارات» قد حذر قبل اقل من شهرين من افلاس شركات طيران عديدة اذا وصل سعر برميل النفط العام الحالي إلى 200 دولار، قائلا ان «بعض الشركات ستخرج من السوق اذا وصل سعر البرميل الى 200 دولار». وذكر ان ارتفاع اسعار الوقود قد يؤثر على حركة المسافرين، إلا انه قال إن «طيران الامارات» تتمتع بأساسيات قوية تجعلها في وضع جيد في هذه الظروف. وتجاوز سعر النفط 140 دولاراً للبرميل خلال الايام القليلة الماضية، فيما صدرت توقعات في الآونة الخيرة إلى احتمال وصول سعر البرميل الى 150 دولارا في أغسطس (آب) المقبل.

ويقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي (آياتا) إن اسعار وقود الطائرات قفزت خلال العام الجاري بنسبة 69% مقارنة بالفترة نفسها من العام. وتوقعت ان تتجاوز قيمة فاتورة الوقود لشركات الطيران العالمية 65 مليار دولار خلال العام الجاري مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً. ويشكل وقود نسبة 40 في المائة من تكاليف التشغيل في المتوسط لمعظم شركات الطيران في العالم. ومن شأنِ استمرارِ ارتفاعِ تكاليف وقود الطائرات ان يؤجل خطط الخطوط القطرية لبدء حصد الأرباح الى ما بعد السنة المستهدفة 2010 بكثير، إلا انه من غير المستبعد مع ذلك ان تلجأ الناقلة القطرية الى تقليص عملياتها رغم تزايد خسائرها وفقاً للمصدر نفسه.

ويسري الأمر نفسُهُ ايضا على طيران الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي التي تدعمها دعماً تاماً.

وسجلت «طيران الامارات» أرباحاً في العام الماضي بلغت 1.3 مليار دولار، إلا ان مراقبين يرون ان هذه الارباح ستتراجع في السنة المالية الحالية بصورة لافتة اذا لم تقع معجزة. ودفعت الناقلة المملوكة لحكومة دبي 500 مليون دولار اضافية ثمناً للوقود في السنة الماضية نتيجة ارتفاع اسعار النفط الخام على الرغم من اتباعها سياسة التحوط من ارتفاع اسعار الوقود. وتقول «آياتا» إن ارتفاع أسعار النفط سنتاً واحداً يعني إضافة مبلغ 200 مليون دولار إلى فاتورة وقود شركات الطيران. وقال المصدر إن الناقلات الاقتصادية في منطقة الخليج باتت الأكثر تأثراً بارتفاع فاتورة الوقود، وإن بعضها قد يضطر الى «اتخاذ إجراءات راديكالية» تشمل تجميد بعض الخطوط واتباع سياسات تقشفية بالغة الحدة. ومن غير المتوقع ان تسجل هذه الناقلات ارباحاً قوية العام الحالي. ووفقا للمصدر نفسه دائماً، فإن الطامة الكبرى تكمن في الأعداد الكبيرة من الطائرات التي طلبتها عدة ناقلات في المنطقة خلال الاعوام القليلة الماضية حينما كانت الآفاق المستقبلية لحركة السفر والازدهار التجاري عاملا حاسما في اتخاذ قرار الشراء وتوسعة الاساطيل.

ويبلغ اجمالي طلبيات «طيران الامارات» حوالي 246 طائرة كبيرة تزيد قيمتها على 60 مليار دولار. أما «الخطوط القطرية» التي طلبت طائرات جديدة بقيمة 13.5 مليار دولار، الاحد الماضي، فتتوقع ان يصل حجم اسطولها الى 125 طائرة بحلول منتصف العقد المقبل مقابل 58 طائرة حالياً. وتمتلك طيران «الاتحاد» في ابوظبي حالياً اسطولاً من 26 طائرة فيما تشير الخطط المعلنة للناقلة الى امتلاك اسطول مكون من 50 طائرة بحلول 2010. وقال المصدر انه اذا صدقت التوقعات بوصول سعر برميل النفط الى 200 دولار، فمن المرجح ان تبادر الناقلات العربية الى الغاء طلبياتها او تأجيلها لأجل غير مسمى.