مجموعة الثماني تعلن «اتفاقا تاريخيا» لخفض الانبعاثات الغازية

أبدت « قلقا شديدا» من ارتفاع أسعار النفط والغذاء > انتقادات حادة من جمعيات الدفاع عن البيئة

قادة دول مجموعة الثماني يزرعون أشجارا في احتفال رمزي لدعم إجراءات ضد التغيير المناخي في فندق ويندسور في توكايو (رويترز)
TT

أكد قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى أمس أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط والغذاء يشكل تهديدا خطيرا للنمو الاقتصادي العالمي.

وقال رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني المجتمعون في توياكو باليابان في بيان «لدينا قلق بالغ بسبب الزيادة الحادة في أسعار النفط التي تشكل خطرا على الاقتصاد العالمي»، حيث دعوا إلى ضرورة القيام «بخطوات ملموسة» لتقليل الخلل بين العرض والطلب والاتفاق على عقد منتدى خاص للطاقة يركز على كفاءة استخدام الطاقة وتطوير تقنيات جديدة.

كما حذر القادة خلال قمتهم المنعقدة في اليابان من أن الاقتصاد العالمي يواجه حاليا مرحلة من «الغموض». وأضاف البيان أن أسعار النفط والغذاء المرتفعة تمثل «تحديا خطيرا لاستقرار النمو في مختلف أنحاء العالم ولها تداعيات خطيرة»على قطاعات كبيرة من البشر، في حين أنها ستؤدي إلى تعاظم الضغوط التضخمية.

وفي خطوة يمكن اعتبارها تاريخية وافقت الولايات المتحدة والدول السبع الكبرى الأخرى أعضاء مجموعة الدول الثماني الكبرى أمس على خفض الانبعاثات الغازية في العالم بمقدار النصف بحلول 2050. وجاء التوصل إلى هذا الاتفاق المهم بفضل جهود اليابان التي تستضيف القمة الدورية لمجموعة الدول الثماني الكبرى ودعم الاتحاد الأوروبي، مما جعل الرئيس الأميركي جورج بوش يتخلى أخيرا وقبل نحو ستة أشهر من تاريخ تركه كرسي رئاسة الولايات المتحدة عن رفضه الالتزام بهدف طويل الأمد لحماية المناخ.

فقد اتفق قادة دول وحكومات مجموعة الدول الثماني المجتمعون حاليا في توياكو باليابان على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف على الأقل بحلول عام 2050. ومن المقرر أن يتم تحديد المعايير الملزمة لتنفيذ الاتفاق من خلال الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي التي سيتم إقرارها خلال مؤتمر دولي في كوبنهاغن بنهاية 2009.

وقال قادة مجموعة الثماني في بيان إنهم «درسوا وتبنوا» هدف خفض الانبعاثات الغازية للعالم بمقدار النصف بحلول 2050. وأضاف القادة أن مثل هذا التحدي سيحتاج إلى «تجاوب عالمي» ومساهمة من كل الاقتصاديات الكبرى انطلاقا من مبدأ المسؤولية المشتركة والقدرات المتفاوتة.

من ناحيته صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، دان برايس، بأن الحكومة الأميركية تنظر إلى البيان الختامي لقمة الثمانية في ما يخص قضية حماية المناخ باعتباره «نتيجة عظيمة».

وقال برايس إن قادة دول مجموعة الثمانية اتفقوا الآن على رؤية طويلة الأمد من خلال الهدف المعلن حول خفض الانبعاثات الغازية الضارة إلى النصف بحلول عام 2050. وأضاف أن الأمر يتعلق الآن، كما اقترح بوش، بمحاولة إيجاد استراتيجية ملزمة للجميع على المدى المتوسط للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري بمشاركة جميع الدول الصناعية الكبرى بما فيها الصين والهند.

من جهته أشاد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو بالاتفاق ووصفه بأنه يمثل إشارة قوية لدعم المفاوضات حول التوصل لاتفاقية جديدة لحماية المناخ لفترة ما بعد عام 2012. وقال باروسو «أنا سعيد للغاية من نتائج قمة مجموعة الثماني بشأن التغير المناخي». وقال باروسو «لقد اتفقنا على هدف طويل المدى بخفض الانبعاثات بنسبة 50% على الأقل. كما أننا اتفقنا على ضرورة وضع أهداف متوسطة المدى».

لكن في المقابل كانت منظمات الدفاع عن البيئة أقل سعادة بالبيان، حيث قالت إحدى هذه المنظمات إن قادة مجموعة الثماني لم يقدموا سوى ما يزيد قليلا عما التزموا به في قممهم السابقة.

فقد انتقدت جماعات معنية بالبيئة أمس اتفاق دول مجموعة الثماني على خفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف على الأقل بحلول عام 2050، وقالت إن الاتفاق لا يفي بالغرض وجاء متأخرا.

وصرح دانيال ميتلر وهو خبير بشأن قضايا المناخ في منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) بأن «مجموعة الثماني خذلت العالم مجددا.

فبينما يذوب القطب الشمالي تؤجل مجموعة الثمانية العمل. وبدلا من حماية المناخ، لم يقدم العالم سوى الكلمات المنمقة. إذا كانت هذه خطوة إلى الأمام، فلن نتمكن أبدا من منع الفوضى المناخية في الوقت المناسب».

من جهتها ذكرت منظمة «اوكسفام» الدولية أن هدف خفض الانبعاثات إلى النصف الذي وضعته مجموعة الثمانية يقلل أيضا فرص العالم في الحيلولة دون وقوع «كارثة مناخية» بنسبة 50 في المائة. ووصفت المنظمة قرار مجموعة الثمانية اليوم بأنه «تكتيك معطل جديد لا يقدم أي شيء لتقليل المخاطر التي يواجهها ملايين الفقراء في الوقت الحالي».

الى ذلك أعلنت الدول الصناعية الكبرى الثماني أمس أنها تمهل نفسها خمس سنوات لتحريك 60 مليار دولار من اجل محاربة الأمراض المعدية في أفريقيا كما أكدت تعهدها بمضاعفة مساعداتها للقارة بحلول 2012. وقال رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني المجتمعون في توياكو باليابان « نكرر تعهدنا بمواصلة الجهود والعمل بهدف تقديم ستين مليار دولار على الأقل على مدى خمس سنوات من اجل محاربة الأمراض المعدية وتعزيز القطاع الصحي».