إجراءات «طارئة» تخفض أعداد المسافرين السعوديين.. ودول في أميركا الجنوبية وجهة سياحية جديدة

الطيار لـ «الشرق الأوسط»: ارتفاع أسعار التذاكر وقلة المقاعد المعروضة وانخفاض المداخيل تجبر 1.2 مليون شخص على إلغاء رحلاتهم

ارتفاع الأسعار وقلة المعروض من المقاعد غيرا وجهات سفر العديد من السعوديين («الشرق الأوسط»)
TT

أحدثت عوامل وإجراءات طارئة تغييرات مفاجئة على خارطة السفر لدى السعوديين، مما تسبب في خفض أعداد المسافرين المتوقع أن يغادروا البلاد خلال الموسم الحالي، الذي بدأ في منتصف الشهر الماضي من 5 ملايين إلى 3.7 مليون مسافر.

وأرجع الدكتور ناصر الطيار، أحد كبار المستثمرين في هذا القطاع، ورئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، الانخفاض في أعداد المسافرين إلى عوامل تتمثل في ارتفاع أسعار تذاكر السفر، وقلة المقاعد المعروضة من قِبل شركات الطيران، وتخفيض عدد الرحلات من قبل هذه الشركات بل وتغيير طراز الناقل بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وبالتالي ارتفاع الضريبة المقررة على ذلك، إضافة إلى طول مدة الحصول على التأشيرات من سفارات الدول التي يرغب السعوديون السفر إليها.

وأوضح الطيار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن موسم السفر الحالي الذي بدأ في منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي، وينتهي في أوائل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، شهد تغييرات لافتة تمثلت في ارتفاع أسعار النفط، مما انعكس سلبا على الأسعار بما فيها أسعار قطاع السياحة والسفر من تذاكر وفنادق وكل ما يتطلبه السائح والمسافر. مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط ساهم في ارتفاع الضريبة على معظم القطاعات في الدول ذات الجذب السياحي للسعوديين، الأمر الذي أدى لإقدام شركات الطيران على رفع أسعار تذاكرها بنسب تتراوح ما بين 30 إلى 100 في المائة، وكان هذا الأمر لافتا عند الشركات الأميركية والأوروبية وشركات الطيران في شرق آسيا.

ورأى الطيار أن هذه العوامل أثرت في خارطة السفر لهذا العام، حيث يتوقع أن يؤثر ذلك في حركة المسافرين وأعدادهم والمحطات التي يقصدونها بسبب ارتفاع سعر التكلفة وهو ما اضطر شركات الطيران إلى تقليل المقاعد المعروضة على متن طائراتها وتخفيض عدد رحلاتها، بل وتغيير طراز طائراتها المستخدمة في نقل الركاب لتوفير الوقود المستخدم، وتخفيض أسعار التكلفة. لافتا في هذا الصدد، إلى قيام بعض شركات الطيران الأميركية بإيقاف نصف رحلاتها للأسباب ذاتها.

ولمح رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، إلى أن سفارات بعض الدول، خصوصا دول الاتحاد الأوروبي، اتخذت إجراءات بخصوص الحصول على تأشيرات السفر إلى بلدان الاتحاد تمثلت في ضرورة الحضور الشخصي للمسافرين والعمل خلال يومين في الأسبوع مما تسبب في تكدس المراجعين الراغبين الحصول على تأشيرات الدخول، إضافة إلى عدم الاعتماد على استقبال طلبات التأشيرات من خلال وكلاء السفر، وهذا بدوره تسبب في إطالة مدة استخراج التأشيرات التي تصل إلى أكثر من شهر، وتتجاوز مواعيد حجوزات الطيران والإقامة في الدول التي يقصدها السياح.

واعتبر أن الإجراء الخاص الذي اتخذته السفارات الأوروبية في السعودية بشأن الحصول على تأشيرات الدخول إليها من خلال الحضور الشخصي للمسافر، لا يطبق إلا في السعودية عكس ما يطبق في الدول الأخرى، مشددا على أن هذا الإجراء هو من صميم عمل وكالات السفر حيث اعتادت استخراج التأشيرات.

وأضاف الطيار عاملا مهما تسبب في إحجام كثير من السعوديين عن السفر لهذا الموسم، بسبب انخفاض العملة المحلية أمام العملات الأجنبية الرئيسية بنسبة تصل إلى 45 في المائة، مما أضاف متاعب جديدة على الراغبين في السفر الذين ألغوا فكرة السفر نهائيا أو غيروا وجهاتهم إلى محطات سياحية أقل تكلفة.

وأشار إلى أن قلة دخول السعوديين أمام ارتفاع الأسعار وعدم وجود موارد إضافية لهم بسبب الخلل في سوق الأسهم وغياب فرص العمل في السوق، تسبب في صرف نظر الكثيرين عن فكرة السفر بصورة نهائية. ولمح إلى أن مشروع قروض السفر الذي طرح منذ عامين، لم يلق ذلك الاهتمام، مما جعل الجهات المختصة والبنوك ووكالات السفر تتريث في إقراره لأسباب تتعلق بوجود أولويات للقروض في مجالات أخرى يحتاجها المواطن كتأمين السكن أو شراء سيارة أو تأثيث منزله. وأعلن الطيار أن مجموعته نظمت في ظل الظروف الحالية والمستجدات الطارئة، برامج جديدة للسفر تتمثل في إحداث محطات جديدة للمسافرين عبر رحلات إلى الهند وكوبا وفنزويلا والأرجنتين والبرازيل وتايلاند واندونيسيا تتميز برخص تكلفتها وسهولة إجراءاتها، حيث قدمت هذه الدول تسهيلات لا تتوفر في دول أخرى كأميركا ودول أوروبا.

وأعلن الطيار أن ماليزيا ما زالت تتصدر قائمة الدول الأكثر طلبا من قِبل السعوديين للسفر إليها، تليها مصر، كما أن أميركا دخلت قائمة الدول التي تجد طلبا من السعوديين، خصوصا بعد التوسع في ابتعاث الطلاب السعوديين إليها ورغبة عائلاتهم قضاء الإجازة مع أبنائهم هناك حيث توقع أن يوجد هذا الموسم في أميركا حوالي 170 ألف سعودي.

وذكر أن دبي سجلت انخفاضا خلال هذا الموسم كمحطة يقصدها السعوديون بسبب ارتفاع الأسعار فيها، وبسبب عوامل تتعلق بطقسها الحار، وينسحب ذلك على كل من تركيا وسورية ولبنان، حيث أصبح الإقبال على هذه الدول ضعيفا مقارنة بالأعوام الماضية.