لأول مرة منذ 5 أشهر.. وكالة الطاقة ترفع توقعاتها للطلب على النفط

« بي. بي»: أسعار البترول قد تنهار إذا توقفت المضاربات في السوق

TT

لأول مرة منذ نحو 5 أشهر، رفعت وكالة الطاقة الدولية أمس بشكل طفيف الطلب على النفط الخام في عام 2008.

وقالت الوكالة، التي مقرها باريس، وتقدم المشورة الى 27 بلدا صناعيا ان الطلب العالمي على النفط الخام سيزيد «قليلا» بنحو 0.1 في المائة، أو ما يعادل 80 الف برميل يوميا الى 86.85 مليون برميل يوميا في العام.

وبينت في السياق ذاته ان الطلب سيبلغ 860 ألف برميل يوميا في عام 2009 ليصل الى 87.7 مليون برميل يوميا وذلك نزولا من معدل نمو سيبلغ 890 ألف برميل يوميا هذا العام.

وأشارت الوكالة في تقريرها الشهري ان انخفاض النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط، قد يدفع الى تآكل استهلاك الخام باطراد في الأسواق المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن استمرار النشاط الاقتصادي القوي في الدول الناشئة مثل الصين والسعودية يعوض الفارق.

وهذا أول تقييم تصدره الوكالة لميزان السوق في 2009 ضمن تقرير شهري. كما عدل التحديث الشهري بالزيادة حجم الطلب في 2008 نحو 80 ألف برميل يوميا قياسا الى التقرير السابق.

وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان الضغوط على أسواق النفط العالمية سوف تنحسر العام القادم مع تباطؤ نمو الطلب وارتفاع الانتاج وتراجع الحاجة الى خام أوبك. لكنها حذرت من أن تكهناتها محفوفة بعدم التيقن أكثر من المعتاد وسط جدل الاقتصاديين بشأن مدى التباطؤ الاقتصادي الاميركي وكون مشاريع زيادة إنتاج النفط والطاقة التكريرية عرضة للتأجيلات.

ولا يزال الطلب على المنتجات النفطية قويا في الدول النامية. وعوض هذا جزئيا تراجع الاستهلاك في العالم المتقدم، لاسيما من الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم، الذي يغير عاداته مع صعود أسعار النفط الى مستويات قياسية فوق 145 دولارا للبرميل.

وقال لورانس ايجلز من الوكالة «نرى إمكانية لزيادة الطاقة غير المستغلة في 2009 ومن شأن هذا أن يساعد على تحسين الوضع. إذا رفعت السعودية الانتاج كما تعهدت في يوليو حتى نهاية العام فان هذا سيساعد على زيادة المخزونات أيضا».

ويقدر نمو المعروض من خارج أوبك في 2009 بنحو 640 ألف برميل يوميا. من جهته قال كبير الاقتصاديين في شركة بي.بي للنفط أمس ان النفط قد يواجه انخفاضا حادا، إذا خرجت العوامل المالية من السوق الحالية التي زادت نحو 40 في المائة هذا العام.

وقد ارتفعت أسعار النفط الى أكثر من مثلي مستويات العام الماضي لأسباب من بينها التوترات السياسية في الشرق الأوسط ونيجيريا، بالإضافة الى التوقعات بأن الإمدادات العالمية لن تكفي لمواكبة النمو الجامح في الطلب على النفط خلال السنوات المقبلة.

ودفعت عوامل لا صلة لها بالسوق من بينها هبوط الدولار الاميركي مقابل عملات أخرى المستثمرين الى شراء النفط وسلع أولية أخرى للتحوط ضد التضخم وتراجع العملة الاميركية.

وقال كريستوف رول لرويترز في سول: «إذا خرج المستثمرون الماليون من السوق فقد يحدث هبوط سريع وحاد في الاسعار». وامتنع عن إعطاء تقدير لحجم الهبوط.

وكان رول يتحدث على هامش «العرض الإحصائي للطاقة العالمية في 2008» الذي قدمته شركة بي.بي في سول. وقال «المستثمرون الماليون يدرسون التطورات الحقيقية ويتحركون بناء عليها». وأضاف أن العوامل المالية لا تؤدي الى تذبذب أسعار النفط ولكن تعمل على تسريع وتيرتها. وذكر رول أن المخزونات هي العامل الرئيسي الذي يحدد أسعار النفط نظرا لان الإمدادات الجديدة التي تتدفق على السوق قليلة جدا.