«توتال» الفرنسية تسحب استثمارها من حقول الغاز الإيرانية

طهران تنوي الاستمرار «بمشاركة توتال أو من دونها»

TT

في خطوة اعتبرت انتصارا سياسيا لجهود واشنطن لعزل ايران ومعاقبتها على استمرارها في برنامجها النووي، فقدت الأخيرة مجموعة اخرى من المجموعات الغربية العاملة في مجال الطاقة والتي كانت تعول عليها في استثمارات كبرى في احتياطها من الغاز الطبيعي بعد انسحاب «توتال» الفرنسية. فقد اعتبر الرئيس التنفيذي لمجلس ادارة شركة «توتال» النفطية الفرنسية كريستوف مارجري ان الاستثمار حاليا في ايران ينطوي على مجازفة سياسية كبيرة. واشار مارجري الى اتفاق يعود الى 2006 حول مشروع استغلال حقول غاز جنوب بارس مع إنشاء منشآت تنتج الغاز الطبيعي المسال للتصدير. وقال في حديث نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» ان «الاستثمار في ايران اليوم ينطوي على مجازفة سياسية لان الناس سيقولون: ان توتال مستعدة لأي شيء لكسب المال».

وجاء في تصريح آخر للشركة على لسان متحدثة باسمها اوردتها وكالة «رويترز» للأنباء ان «توتال» ما زالت تجري محادثات لتطوير المرحلة الثانية من حقل بارس الجنوبي الايراني للغاز، لكنها أكدت تقريرا صحافيا قال انه ليس من الممكن الاستثمار في المشروع الآن بسبب التوترات السياسية.

وقالت المتحدثة «ما زلنا نجري مباحثات بشأن هذا المشروع. وما زلنا نقيم المشروع. لم يتقرر شيء بعد».

وذكرت أن الامم المتحدة والدول الغربية شددت العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه ما يجعل من المستحيل لـ«توتال» الاستثمار في ايران.

واضافت المتحدثة «هناك أوقات لا يمكنك فيها الاستثمار. وحاليا الوقت ليس ملائما لذلك».

ورد وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري أمس (الخميس) على القرار قائلا إن ايران ستمضي قدما في تنفيذ مشروع تطوير حقل غاز سواء بمشاركة شركة «توتال» أو من دونها. وقال نوذري للصحافيين ردا على سؤال عن انسحاب «توتال» من مشروع حقل بارس الجنوبي «هذه رسالتنا. سنستمر في التطوير بهم أو من دونهم».

وجاء إعلان «توتال» على لسان رئيسها التنفيذي بعد عدة اسابيع من التشنج بين ايران واسرائيل، وتوج ذلك بإعلان ايران يوم أول من أمس بانها اجرت اختبارا على صواريخ بعيدة المدى، محذرة انها ستستخدمها في حالة تعرضها لضربات عسكرية. وترتبط «توتال» بمذكرة تفاهم مع شركة النفط الايرانية الوطنية لتطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي. وفي مايو (ايار) قالت شركة «رويال داتش شل» و«اي.بي.اف» الاسبانية المنافسة لـ«توتال» انهما ستنسحبان من تطوير المرحلة 13 من مشروع حقل بارس الجنوبي عقب ضغوط من واشنطن، ما ادى الى اظهار الشركة الفرنسية انها متواطئة مع ايران. وتفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران بما في ذلك معاقبة أي شركة تستثمر أكثر من 40 مليون دولار في قطاع النفط والغاز بإيران حتى إذا كانت هذه الشركات غير أميركية.

وقال محللون للصحيفة إن قرار شركة «توتال» يعد بمثابة «ضربة قوية لصناعة الطاقة في إيران».

ووصف سامويل تشيجوك، الخبير في شؤون الطاقة في الشرق الأوسط، ويعمل لدى «غلوبال انسايت» قرار «توتال» بأنه «ضربة قاتلة» لمشروع الغاز الطبيعي الايراني الطموح، لان ذلك سيحرمها من اكتساب المعرفة التقنية في هذا المجال، حتى لو تمكنت من إشراك روسيا او الصين بذلك. من ناحيته أبدى الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» استياءه من العقوبات الدولية والأميركية على إيران لأنها تعرقل الاستفادة من الاحتياطيات النفطية والغازية الضخمة لدى إيران، وقال في تصريحاته للصحيفة البريطانية «تخرجون دولتين كبيرتين ـ إيران والعراق ـ من النظام الدولي لإنتاج الطاقة ثم تقولون: لا يوجد هناك ما يكفي من النفط والغاز.. يا لها من مفاجأة».