«المؤشر العام» يبحث عن «نقاط» ارتكاز جديدة

الأسهم السعودية تترقب أداء الشركات الإيجابي لتغيير سلوك المستثمرين

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

بعد الهبوط الذي ساد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الماضي بكسر نقاط دعم مهمة وحواجز نفسية حساسة، أصبح المؤشر العام يبحث مرة أخرى على نقاط ارتكاز جديدة بعد أن أظهرت بعض النتائج المالية نموا ملحوظا في الربع الثاني لبعض الشركات القيادة وتحسّنا طفيفا للبعض الآخر.

ويرى خبراء في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مكرر ربحية السوق باتت مغرية جدا للمستثمرين معززين ذلك بالقول إن سوق الأسهم السعودي يمتلك العديد من المقومات التي تؤهل للارتفاعات وتحقق مستويات جيدة في ظل ارتفاع أسعار النفط القياسية. وتنبأت مجموعة بخيت المالية أن تشكل نتائج أداء الشركات استمرارا للنتائج الإيجابية المعلنة وبالأخص في قطاعي البتروكيماويات والمصارف متوقعة أن تلعب نتائج مكوناتها دوراً إيجابياً في تغيير سلوكيات المستثمرين في السوق في المرحلة المقبلة وتخلق تجاوباً مع المؤشرات الاقتصادية والاستثمارية الإيجابية المحيطة في السوق.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» بيّن ماجد العمري المحلل الفني أن المؤشر العام لا يزال يمضي في تحركاته السلبية لليوم الثاني على التوالي ليفقد بذلك أكثر من 500 نقطة في يومين وهو ما يعادل أكثر من 5 في المائة، مفيدا أنه نتيجة لهذا الهبوط الحاد أغلق المؤشر العام تحت مستوى الدعم الفعلي الهام 9241 نقطة ثم أغلق تحت المستوى النفسي 9000 نقطة.

وأضاف بالقول: «مثل هذا الإغلاق يعني إكمال نموذج المثلث المتماثل على المدى المتوسط بشكل سلبي وهذا ربما يقود المؤشر العام إلى المزيد من التحركات السلبية خلال الأشهر القليلة المقبلة لذلك من المهم أخذ الحذر وذلك لعدة أسباب أهمها أننا نتحدث عن خروج سلبي من مرحلة جانبية استمرت لفترة ستة أشهر تقريبا».

وأضاف «شهدت تداولات الأربعاء استمرار ارتفاع حجم التداول والسيولة بشكل ملحوظ ومثل هذا الارتفاع يعتبر تأكيدا سلبيا للهبوط الذي سجله المؤشر العام خلال اليومين الماضيين، كما أن المؤشرات الفنية بصورة عامة لا تزال تؤكد إشارة الخروج السلبية التي سجلتها بنهاية تداولات الأسبوع قبل الماضي، وذلك بالتزامن مع الاختراق السلبي الذي سجله المؤشر العام لخط الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط»، مشيرا إلى أن المتوسطات المتحركة لا تزال سلبية بشكل واضح حتى الآن خصوصًا مع استمرار تحركات المؤشر العام تحت المتوسط المتحرك. ولفت العمري إلى أن مثل المعطيات القائمة في سوق الأسهم السعودية تقود إلى نتيجة مفادها أن السوق بحاجة لرفع مستوى الحذر إلى أقصى قدر ممكن لتجنب الدخول في مجازفة غير محسوبة ـ على حد تعبيره ـ موضحا أن ذلك لا يمنع في النهاية من احتمالية مشاهدة حركة ارتدادية صاعدة مؤقتة مع بداية تداولات هذا الأسبوع يعود من خلالها المؤشر العام إلى مستوى 9241 نقطة، مضيفا أن مثل هذه العودة في حال حدوثها تعتبر عادةً فرصة إضافية للاستفادة من هذه التحركات السلبية.

ومن جهته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» عماد زهران المحلل الفني أن المؤشر العام أصبح واضحا الرؤية بعد خروجه من النموذج الفني الذي تكون منذ أكثر من شهرين وبالتالي كان الهبوط متوقعا، موضحا أن جميع المؤشرات الفنية غير جيدة ولكنها قريبة من مناطق تشبع بيع كما أن للاكتتابات المتتالية دورا كبيرا في سحب سيولة كبيرة من السوق وخاصة الاكتتابات الكبيرة. وتوقع زهران مع انتهاء من اكتتاب شركة «معادن» سيمر المؤشر في تذبذب كبير إلى أن يتم تداولها.