«الحبيب الطبية» السعودية تقيم مدينة طبية و5 مستشفيات باستثمار يفوق 880 مليون دولار

الرئيس التنفيذي للمجموعة: نبني أول مستشفى متخصص في العقم والولادة والسرطان ولن ندخل في تأمين التدريب

ناصر الحقباني الرئيس التنفيذي لمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية («الشرق الاوسط»)
TT

أعلنت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية السعودية على لسان ناصر الحقباني الرئيس التنفيذي للمجموعة وصول استثماراتها في القطاع الطبي لأكثر من 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار) عبر إقامة خمسة مستشفيات متخصصة في منطقتي الرياض والقصيم، مشيرا إلى أن استثمارات المجموعة ستزيد عن 1.5 مليار ريال مع المدينة الطبية التي تزمع المجموعة إقامتها في العاصمة السعودية قريبا. ودعا الحقباني في حوار مع «الشرق الأوسط» في الرياض إلى توسيع دائرة التثقيف في قطاع التأمين الطبي ووضع ضوابط منظمة واضحة وصارمة في مجال التأمين الطبي، كاشفا أن المجموعة رفضت الدخول في الاستثمار في قطاعي التأمين والتعليم الطبي الأكاديمي، مشيرا إلى أن تواصل العمل على الاستمرار في إقامة دورات تأهيلية وتطويرية للعاملين في القطاع. وأكد الحقباني أن المجموعة رفضت الدخول في شراكات طبية خارجية مكتفية بإقامة منشآتها في الداخل داعيا في الوقت ذاته، الحكومة بتخصيص المنشآت الطبية المتخصصة والتي يعجز عن إقامتها القطاع الخاص لكلفتها الكبيرة ولارتباطها بفترات علاج طويلة ومكلفة على المواطن لا يستطيع مجابهتها، إلى نص الحوار.. > كم يبلغ حجم الاستثمارات لمجموعة سليمان الحبيب الطبية السعودية وأين تتجه؟ ـ الاستثمار في القطاع الطبي يظل مكلفا وفي نفس الوقت مغريا إذا وافقه التزام بمعايير النجاح وتلبية المتطلبات، والمجموعة ترى أن الاستثمار في القطاع الطبي في السعودية والخليج يظل خيارا مهما وجاذبا ومتناميا ولذلك اتجهت إليه المجموعة منذ نحو عقدين من الزمان وسجلت فيه نجاحات كبيرة، لأننا حرصنا على ترسيخ علامة تجارية في القطاع الطبي تتمتع بثقة عالية تحت اسم عربي سعودي مثلما هي الأسماء العالمية في الطب التي يعرف الكثير عنها وشهرتها الطبية.

وقد وجهت الشركة استثماراتها إلى قطاع إنشاء المستشفيات المتخصصة بعد نجاحات متوالية في الخدمات الطبية المتنوعة، وتزيد استثمارات المجموعة حاليا عن 1.8 مليار ريال ستعمل على إقامة خمسة مستشفيات متخصصة في منطقتي الرياض والقصيم، بعد أن أقامت لها مراكز طبية في الرياض ودبي. كما تخطط المجموعة إلى إقامة مدينة طبية سعودية عالمية متكاملة الخدمات والمرافق وسيكون مقرها العاصمة السعودية وتبلغ الاستثمارات المتوقعة فيها لأكثر من 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) وسيعلن عنها في وقتها قريبا. > ما هي نوعية المستشفيات المتخصصة التي تزمع المجموعة القيام بها خلال المرحلة المقبلة؟

ـ تحاول المجموعة لمس الاحتياجات الفعلية وتلبيتها بخدمات راقية ومتميزة ولدينا حاليا مركز مستشفيات العليا وتبلغ كلفته 350 مليون ريال وهو متخصص في العقم والمساعدة في الإنجاب والجراحات النهارية وعمليات اليوم الواحد، والمستشفى الثاني نعمل على إقامة مستشفى للولادة بسعة 60 سريرا و80 سرير جراحي وخدمات التنويم، والمستشفى الثالث (مستشفى عام) في القصيم بكلفة 200 مليون ريال وبسعة 120 سريرا، وسيبدأ استقبال مرضاه نهاية العام الحالي ويطبق فيه لأول مرة في السعودية الملف الالكتروني، أما المستشفى الرابع بالرياض فهو في حي الريان وكلفته 350 مليون ريال وسعته 150 سريرا وسيكون متخصصا في أمراض العظام والسرطان، ونتوقع استقبال المرضى خلال الربع الأخير من هذا العام، والمستشفى الخامس في الرياض (حي التخصصي) بسعة 150 سريرا وهو مستشفى عام ومتميز في جراحة القلب والجراحة التجميلية. > هل الكوادر الطبية تشكل عائقا أمام مشاريعكم لاسيما أنها تتسم بالكثافة؟

ـ الكوادر الطبية أصبحت مهمة جلبها صعبة للغاية وتحت منافسة شرسة ليس محليا ولكن عالميا، ولكننا نحرص على جلب خبرات طبية وان كنا نعاني من نقص في الكوادر الخدمية والتمريضية بسبب إجراءات التأشيرات، وهذا يؤثر على القطاع الطبي حاليا ويؤخر في خدماته، ونتمنى على وزارة العمل دعم القطاع الصحي وتسهيل اجراءاته النظامية لأننا نعيش نقصا في تلبية احتياجات طبية إنسانية لنقص الكوادر، ونحاول أن نلبي الاحتياج قدر الإمكان، وأن تنظر الوزارة على أن هذا القطاع إنساني بحت وليس تجاريا، ونتوقع أن يصل طاقمنا الطبي خلال عام 2010 لحوالي 7 آلاف عنصر بشري، بينما في الوقت الحالي تشكل الكوادر السعودية في المجموعة نسبة كبيرة، تقدر بما نسبته 50 في المائة من القطاع الطبي، و75 في المائة من القطاع الإداري.

> على ماذا تركزون في خطتكم الخمسية؟ ـ نركز على تأسيس الخدمات بأسس علمية عالمية متميزة وان نجمع بين تقديم الخدمة والتأهيل وان تكون الجودة الطبية عنوانا لنا، كما نسعى لدعم التعليم الطبي المستمر لتدريب أجهزتنا الطبية أو الأجهزة الطبية من خارج المجموعة، ونهدف إلى أن تكون المجموعة علامة ذات ثقة مثلما هي الأسماء العالمية في عالم الطب.

> هل تتوجهون إلى الاستثمار خارج السعودية أو هناك دعوات لكم للاستثمار الطبي في دول أخرى؟ ـ سمعة السعودية في القطاع الطبي جيدة على مستوى العالم، والإنجازات الطبية السعودية أصبحت مثار فخر لنا خاصة في فصل السياميات والعيون والعقم والعظام، والعديد من النجاحات الطبية.

فيما ساهم القطاع الخاص بفعالية كبيرة ومميزة، وقد وصلنا مرضى من أوروبا خاصة في مجال العقم وتلقوا علاجهم في مستشفيات المجموعة، بالاضافة الى الدعوات التي وجهت لنا من بيوت استثمارية وشركات طبية بريطانية عالمية للمشاركة معها في شراكات ولكننا نتحفظ في الأمر لأننا نركز على خدماتنا في الداخل وخدمة وطننا وإذا كان لنا من توجه للشراكة فإننا سنتوجه محليا.

> كيف تقيمون استثماركم في دبي؟ ـ استثمارنا في دبي هو مستشفى واحد بكلفة 200 مليون درهم كمستشفى عام، وعوملنا في دبي مثلما تعامل جامعة (هارفارد) وهذه شهادة نعتز بها، وكونا علاقة مهمة أيضا مع الجامعة الأميركية في بيروت وهامبورج الألمانية للاستفادة من تجاربهم في القطاع ونعتقد أن تجربة دبي مهمة لنا وسجلت نجاحا كبيرا.

> ما هي عوائد الاستثمار الطبي؟ ـ عوائد الاستثمار الطبي ستكون مجدية على المدى البعيد إذا خطط لها وفق جودة عالية وخدمات طبية متكاملة ونحن في منافسة كبيرة على الكوادر الطبية ومعوقاتنا كأي مستثمر، ولكنها على المدى البعيد مجدية. > هل تتوقعون أو تستعدون لرفع الأسعار على المرضى ضمن موجة ارتفاع الأسعار؟ ـ معوقات العمل الطبي كثيرة ومنها التقنيات المتسارعة التي تتطلب من تحديث أنظمتنا وأجهزتنا وبالتالي سيكون لارتفاع الأسعار كلمة في هذه الخدمة مستقبلا، ولن نتجه إلى رفع الأسعار، ولكننا في نفس الوقت سنضطر لذلك مع ارتفاع الكلفة والعمالة، ونتمنى على وزارة العمل تسهيل إجراءات التأشيرات للتقليل ما أمكن في الكلفة على المريض، وان نجد دعما ماليا حكوميا ليخف الأمر المالي على المريض.

> الم تفكر المجموعة في الدخول إلى قطاع التأمين؟

ـ لم تفكر المجموعة للدخول في الاستثمار فيه لأننا نرغب التركيز على خدمات طبية متميزة، والقطاع التأميني الطبي استثمار يحتاج إلى خبرات، والجودة الطبية لها ثمنها، ولذلك نحب التخصص لا التشعب وفقدان الهوية.

> هل أنتم جاهزون لتطبيق التأمين الصحي؟ ـ السعودية تنتظر هذا الأمر ونعتقد أننا بحاجة إلى عمليات تثقيف للجميع بالتأمين الصحي وأهميته لجميع قطاعات المجتمع، ويتضمن ذلك إجابات للكثير من التساؤلات..هل نحن جاهزون للتطبيق الصحيح، وما هو دور الدولة، وهل أنا كمواطن أستطيع أن أختار المستشفى الذي أريده، وقطاع التأمين الصحي في نمو كبير ومطالبة وزارة الصحة بالدخول إلى هذا القطاع وتنظيمه ومراقبة الجودة والمصداقية ووضع الضوابط ونشرها بين أفراد المجتمع، والمجتمع السعودي مازال ضعيفا في ثقافة التأمين الصحي مما يزيد من أعباء وزارة الصحة في تحمل هذا الدور.

> كيف تقيمون شركات التأمين الطبي؟ ـ شركات التأمين مازالت تعاني قلة كوادرها وضعف الجانب التثقيفي، وأيضا هي مطالبة بتوعية المجتمع وهناك شركات لها مصداقية وثقة عند المستشفيات والمستفيدين وهي قليلة للأسف حاليا، والكثير مازالت الصورة عندهم غير واضحة في تعاملاتهم أو برامجهم، والتقييم صعب لأنه يعتمد على ثقافة المستفيد والبرامج التأمينية التي تضعها تلك الشركات وإن كنا نرى في بعضها إجحافا بحقوق المؤمن عليهم. > ما هي مرئياتكم للقطاع الطبي في السعودية؟ ـ القطاع الطبي سريع التطور وهو استثمار يحتاج إلى خبرات، والقطاع الحكومي بات مطالبا بأن يتحول إلى التخصص في البرامج العلاجية الصعبة والكبيرة والتي تحتاج إلى مدد طويلة، وأيضا إلى الدخول في الاستثمار في قطاعات طبية يعجز عنها القطاع الخاص لتكاليفها الباهظة ولأنها تحتاج إلى تخصيص ميزانيات عالية لو دخلها القطاع الخاص ستكون فيها تكاليف كبيرة على المريض لكن الدولة مطالبة بالدخول في التخصص في الخدمات العلاجية الكبيرة وذات الأمد الطويل كالسرطان من منطلقات أهمها واجبها تجاه مواطنيها وتلبية لاحتياجات تنموية وتقليلا من تكاليف ومصاريف تتجه إلى الخارج طلبا للعلاج. > «الحبيب الطبية».. كيف تنظرون إليها خلال خمس سنوات؟ ـ الوضع الصحي يتطور كل لحظة ونعتقد أن الحبيب ستحاول مسايرة التطور من اجل هذا الوطن وساكنيه، وستكون هناك مشاريع طبية على مستوى المدن الطبية العالمية، وسنرى الخبرات العالمية تتشارك مع السعودية من اجل تقديم خدمة مميزة، والحبيب ستكون أحد المؤثرين والمطورين وربما أهمهم في القطاع الصحي بما وضعته من خطط وعملت عليه من دراسات للقطاع ستكون آثارها إيجابية للوطن وللمستثمرين في هذه المجموعة.