المطلعون

TT

تعلن أسواق المال مبيعات ومشتريات المطلعين في الشركات وغيرها حينما يبيعون أسهم شركة معينة، ومثل هذه الإعلانات مهمة للمتعاملين، فالأمر لا يخرج عن ثلاث حالات، فإما أن يكون المطلع يعرف أخبارا سيئة عن الشركة فتجده يبيع باندفاع يتضح من سلوكه في عملية البيع. والحالة الثانية ان يكون مطلعا على أخبار إيجابية عن الشركة فنراه يشتري باندفاع قوي ومماثل لعملية البيع فنعرف ذلك من سلوكه أيضا. والحالة الثالثة أن يكون مثل هذا البيع لحاجة شخصية أو لنقل الاستثمار من مكان لآخر ويكون البيع متعقلا، ويصح الأمر ايضا في حالة الشراء العقلاني، مثل أن يستهدف المطلع رقما معينا للأسهم في محفظته فقط، من دون أن يكون الدافع أخبارا اطلع عليها وقد تكون سلبية أو إيجابية. وفي حالة إعلان اسماء المطلعين وحصصهم، سواء بيعا او شراء فإن المتعاملين يتخذون قرارات استثمارية أكثر رشدا، سواء بسحب عروضهم الخاصة بالبيع أو سحب طلباتهم الخاصة بالشراء ووفق حركة المطلع السوقية. ومن المعروف أن المطلعين هم من يمكنهم الاطلاع على معلومات مهمة ومؤثرة، ولديها القدرة على تغيير سعر السهم سلبا أو إيجابا. وهؤلاء يمكن أن يكونوا في الشركات أو الأجهزة المعنية للترخيص للشركات أو الموافقة على زيادة رأس المال أو خفضه، وغير ذلك من المعلومات المهمة والمؤثرة. وأتمنى على هيئة سوق المال أن تقوم بإعلان بيوع وشراء أسهم المطلعين في الشركات، كأن تعلن اسهمهم في الشركة وحصة المطلع من دون ذكر اسمه في المرحلة الأولى وهذا ليس اختراعا نخترعه وليس اقتباسا من سوق غريبة، ولكنه إجراء معمول به لدى جيراننا في سوق قطر. ويمكننا الاستفادة من مثل هذه الموضوع الحيوي عبر الاطلاع على تجربة القطريين الجيدة وغير المكلفة لنا بحكم القرب إلا إذا كان المختصون لا يعترفون سوى بالاطلاع على تجربة الأسواق الغربية بحكم أن جوها أكثر اعتدالا من أجواء جيراننا.