السعودية: بوادر بروز «حلبة منافسة» جديدة بين شركات الاتصالات

«موبايلي» تطلق تعرفة موحدة في مصر والإمارات > «الاتصالات» تكشف وجود خطة لأسعار موحدة > «زين» تنوي الاستفادة من «الشبكة الموحدة»

TT

بدت تلوح في الأفق بوادر احتدام منافسة جديدة بين شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية، آلتها «التعرفة الموحدة» لاستخدام المكالمات خارجيا وفي بعض الدول، مستفيدة من موسم الصيف الحالي وحركة السياحة والأعمال المتنامية.

وأعلنت رسميا شركة اتحاد اتصالات «موبايلي» عن إطلاق تعرفة «ائتلاف التجوال الدولي» الموحدة، والتي تقدم أسعاراً خاصة على خدمات التجوال الدولي لعملائها عبر شبكتي الشركة الأم «اتصالات» في كل من الإمارات ومصر، في خطوة عملية تكشف رغبة الشركة في المنافسة على صعيد تعرفة التجوال الموحد. وتمثل حركة «موبايلي» تجاه سوقي «مصر» و«الإمارات» كوجهتين سياحيتين أساسيتين يقصدهما السعوديون سنويا، حيث يقطن هناك أكثر من 7 آلاف طالب سعودي يدرسون في الجامعات المصرية، إضافة إلى ما لا يقل عن نصف مليون سائح سعودي سنويا يزورون المدن والمناطق السياحية المصرية.

بينما يهتم عدد كبير من السعوديين بالزيارة السياحية والتجارة والأعمال في بعض إمارات دولة الإمارات، على رأسها دبي والعاصمة أبو ظبي. في المقابل يقبع في منطقة الخليج العربي وتحديدا في السعودية، أكثر من مليون مصري يعملون في القطاع الخاص والعام، سيكونون مرشحين بقوة للاستفادة من خدمة التعرفة الموحدة الجديدة.

أمام هذا التطور لم تصمد شركة الاتصالات السعودية، أضخم شركات القطاع، إذ أفصح لـ«الشرق الأوسط»، مصدر مطلع أن الشركة تعمل حاليا على تقديم أسعار موحدة تغطي دول الخليج والعالم العربي، مضيفا أن تقديم ميزة التعرفة الموحدة لعملاء الشركة أثناء التجوال الدولي سيركز في تحديد ما يحتسب عليهم من رسوم من المشغلين الآخرين، خلال استقبال أو إجراء المكالمات والرسائل.

وزاد المصدر أنه على الرغم من وجود شركة «الاتصالات السعودية» في دول عدة إلا أن ميزة التعرفة الموحدة سيتم تقديمها لعملائها في دول أخرى من خلال تحالفها مع مشغلين آخرين، مما يكسب الشركة ميزة اتساع رقعة الخدمة.

وتبدو قدرة «الاتصالات السعودية» واردة لتطبيق «التعرفة الموحدة»، لاسيما بعد نجاحها مؤخرا في توسيع استثماراتها الخارجية وتحقيق أكبر انتشار، على حد وصفها، إذ وقعت بداية العام الحالي اتفاقية مع الملاّك الرئيسين لشركة أوجيه للاتصالات (OT) للاستحواذ على حصة تبلغ 35 في المائة بمبلغ 9.6 مليار ريال (2.56 مليار دولار)، حيث تمتلك 55 في المائة من شركة الاتصالات التركية، والتي تمتلك بدورها 81 في المائة من شركة (Avea) للاتصالات المتنقلة في تركيا.

ووفقا لذلك، ينتظر أن تتمكن «الاتصالات السعودية» من مضاعفة عدد عملائها ليصل إلى 70 مليون عميل، من خلال تقديمها خدمات الاتصالات في 7 أسواق تعد من أكبر أسواق الاتصالات جذبا، وهي أسواق السعودية وتركيا وجنوب أفريقيا والهند وماليزيا وإندونيسيا والكويت. وكانت شركة الاتصالات المتنقلة «زين السعودية»، ثالث مقدم لخدمة الجوال، والتي تتهيأ لإطلاق خدماتها قريبا، قد بادرت في وقت سابق بالإشارة إلى نوايا تقديم خدمة جديدة لتعرفة الوحدة تحت مسمى «الشبكة الموحدة» في الشرق الأوسط وأفريقيا، مفصحة أن شبكات المجموعة ستغطي ما يزيد على 500 مليون نسمة، عبر أسواق متصلة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.

ولكن «موبايلي» تنظر إلى قدراتها التنافسية على صعيد الأسعار، حيث ذكرت أمس أن «ائتلاف التجوال الدولي» من «موبايلي» في مصر والإمارات سيقدم أسعارا منخفضة تتسم بالشفافية أثناء تجوال مشتركيها تسهّل عليهم عملية احتساب تكاليف خدمات التجوال الدولي. وأوضحت أنه كجزء من هذه التعرفة، سيتمتع مشتركو الباقات المسبقة الدفع والباقات المفوترة بأسعار مكالمات مخفضة تصل إلى 53 في المائة للمكالمات المحلية وللمكالمات الصادرة إلى السعودية بالإضافة للرسالة النصية القصيرة عند استخدامهم لشبكتي «اتصالات» في الإمارات العربية المتحدة أو شبكة «اتصالات مصر».

من جهته، أفاد المهندس خالد الكاف العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة موبايلي، بأن هذه المبادرة الجديدة في تخفيض التعرفة، جاءت بعد دراسة مستفيضة أجريت منذ أشهر، بالتعاون بين الشركات الثلاث بدأت بالاتفاق على إنشاء كيبل بحري الكتروني يربط الإمارات العربية المتحدة بالمملكة، مرورا بالبحر الأحمر، ومن ثم مصر ليرتبط بالقارة الأوروبية، عن طريق البحر الأبيض المتوسط. وأشار Yلى الكثافة السكانية العالية، التي تغطيها هذه الاتفاقية الموحدة للتعرفة، والتي تتجاوز 100 مليون نسمة في السعودية والإمارات ومصر، إضافة إلى النسبة العالية للسياح بين هذه الدول، مما يعكس الأهمية البالغة لمثل هذه التعرفة.