الاتفاق على موقف لمواجهة تأثير قطاع الطيران على الدفء الحراري

طلبات شراء الطائرات مستمرة في معرض فارنبوره

TT

توصلت شركات صناعة الطائرات والخطوط الجوية المشاركة في معرض فارنبوره للطيران، الى الاتفاق على موقف يتراوح بين المصالحة والدفاع، فيما يتعلق بظاهرة الدفء الحراري، لجعل الطيران اكثر كفاءة في استهلاك الوقود، ولكنهم انتقدوا مشروع المقايضة للاتحاد الاوروبي المتعلق بتعويض انبعاث غازات الدفء الحراري، كما ذكرت وكالات الأنباء، في الوقت الذي استمرت فيه طلبات الشراء من شركات الطيران غير الغربية، بينما خيمت المشاكل المتعلقة بنظام المكابح في طائرة بوينغ «دريم لاين 787»، وعدم تلقي طلبات شراء من الشركات الغربية على معرض فانبوره الدولي للطيران.

فقد استخدم المسؤولون في كل من الخطوط الجوية البريطانية «بريتش ايرويز» وايرباص مؤتمر قمة لـ«الطيران القابل للاستمرار» لشن هجوم على الاتحاد الاوروبي بخصوص نظام المقايضة، الذين ذكروا انه سيشل قطاع الطيران الاوروبي.

وذكرت شركات الطيران الاوروبية ان الحد الاقصى لغازات الدفء الحراري، التي اقترحتها الاتحاد الاوروبي ونظام المقايضة سيفرض زيادة قيمتها 4 مليارات يورو سنويا على القطاع، بالإضافة الى ارتفاع أسعار النفط. تجدر الاشارة الى ان قطاع الطيران ينتج 2 في المائة فقط من غازات ثاني اوكسيد الكربون، التي ينتجها الانسان، وهو الرقم الذي من المتوقع ان يصل الى 3 في المائة بحلول عام 2050.

وفيما يتعلق بطائرة بوينغ 787، ذكر باتريك شنهان المدير التنفيذي لبرنامج الطائرة، ان مشاكل البرامج الالكترونية لنظام المكابح لن تؤخر الانتاج.

ومن المتوقع ان تبدأ تجارب الطيران في الربع الأخير من العام الحالي، على ان يبدأ تسليم الطائرات في العام المقبل.

وفي مقابلة صحافية أعلن لويس غالويز الرئيس التنفيذي لايداس الشركة الأم لايرباص، انه بحلول 30 يونيو (حزيران) الماضي، تلقت الشركة طلبات الغاء بلغت 38 طائرة، من بينها 12 طائرة من طراز ايه 318، وثلاث طائرات من طراز ايه 340. اما باقي الطائرات فهي من طراز ايه 350 التي اعتبرت ملغاة وإن كان الزبائن قد تعاقدوا على النموذج العريض من نفس الطائرة.

الا ان الرئيس التنفيذي لطائرات بوينغ التجارية سكوت كارسون، ذكر ان شركته لم تتلق اي طلبات الغاء. وإن كان عدد من شركات الطيران، ولا سيما في الولايات المتحدة، قد اجلت طلباتها.

وتتفاخر شركات صناعة الطائرات بتراكم الطلبات التي تقدر بسبع سنوات في ايرباص، وخمس سنوات في بوينغ. الا ان الوضع يمكن ان يتغير وبسرعة، اذا من بدأت شركات الطيران في الغاء طلباتها، كما اوضح فيليب توي المدير الاداري لـ«اليكس بارنرز» وهي شركة متخصصة في اعادة تنظيم الشركات، في الولايات المتحدة والمتخصصة في قطاع الطيران.

وعلى صعيد طلبات الشراء، اعلنت ايرباص أمس الاربعاء، ان الخطوط الجوية لكوريا الجنوبية «اسيانا»، وافقت على شراء 30 طائرة من الطائرات ايه 350 طويلة المدى، مع الحق في شراء 10 طائرات اخرى.

وسيبدأ التسليم في عام 2016. ولم يتم الكشف عن قيمة الصفقة. ولكن طبقا للأسعار المعلنة للطائرات وقبل الخصم، يصل ثمن الطائرة «ايه 350 ـ 800» الى 208 ملايين دولار، بينما يصل ثمن الطائرة «ايه 350 ـ 1000 الى 269 مليون دولار.

كما اعلنت ماليزيا ايرلاينز، انها تقدمت بطلبات شراء 35 طائرة بوينغ 737 ـ 800 من الجيل الجديد قيمتها 2.6 مليار دولار.

وذكرت شركة الخطوط الجوية الصينية «ايرتشاينا» على موقعها على الانترنت، انها تنوي شراء 45 طائرة بوينغ في صفقة تصل قيمتها الى 6.3 مليار دولار، الا ان المسؤولين في بوينغ، لم يعلقوا على النبأ. وبالرغم من تدفق اموال النفط على اكبر معرض للطيران في العالم، حيث انفقت شركات الطيران الخليجية ما يقرب من 38 مليار دولار على طائرات، جديدة خلال الايام القليلة الماضية، فقد اشار عدد من الخبراء الى احتمال تأثر تلك الشركات بالظروف الاقتصادية في العالم. فقد اوضح هوارد ويلدون الخبير في شؤون الطيران والدفاع أن «شركات الطيران في الشرق الأوسط، التي تبني نفسها في الاساس، هي منطقة نمو المحور الجديد لصناعة النقل الجوي العالمية. المشكلة هي أنها لن تكون محصنة من عدد الركاب، الذي يحتمل أن ينخفض بسبب الأحداث العالمية. لذا ينبغي ألا ننظر الى الشرق الأوسط على أنه المنقذ لكل شيء».

وأضاف قائلا «انهم يحاولون استخدام ثروتهم التي تكونت على مدى سنوات عديدة، كمنتجين للنفط في مجالات جديدة. يضعون القواعد الاساسية للمستقبل على المدى الطويل. سيفعلون ذلك. سيستثمرون في الاسواق الاكثر نضجا في الغرب، وفي العالم أيضا. هم يفعلون ذلك بالفعل. لكن فيما يخص صناعة النقل الجوي.. نعم.. سوف يستمر النمو، لكنه لا يمكن أن يدوم عند مستويات النمو التي نراها في الوقت الحالي».