البنوك السعودية تتخطى أزمة «الوساطة» و«الاستثمار» بصعود أرباحها إلى 4.5 مليار دولار خلال النصف الأول

«سامبا المالية» آخر معلن في قطاع المصارف يكشف عن مكاسب محققة بـ647 مليون دولار

TT

أعلنت البنوك السعودية أخيرا تجاوزها أبرز تحدٍ كان يمثل أمامها، والمتعلق بفصل نشاط الاستثمار والوساطة المالية، التي أحرزت من خلاله مكاسب صعدت بالأرباح لمعدلات عالية، حيث بلغ إجمالي نتائج الأرباح المحققة التي أعدته «الشرق الأوسط»، لـ11 بنكا محليا حتى النصف الأول من العام الحالي (ناتج جمع الربعين الأولين) ما يفوق 17.04 مليار ريال (4.5 مليار دولار) مقابل 16.3 مليار ريال (4.3 مليار دولار) خلال الستة الأشهر الأولى من العام الماضي 2007 لترتفع مكاسب البنوك بنسبة 4.3 في المائة.

وأثبتت النتائج المالية للبنوك عن تجاوزها أزمة فنية، كادت تصطدم بها نتيجة إلزام هيئة السوق المالية ـ الجهاز الحكومي المشرف على سوق المال ـ البنوك المحلية بفصل نشاطي «الوساطة المالية» و«الاستثمار» عن البنوك وتأسيس شركات مالية واستثمارية مستقلة عنها، حيث كان مطلع العام الحالي 2008 هو التوقيت النهائي لفصل تلك الأنشطة.

وكانت هيئة السوق المالية مددت في مهلتها التي حددتها للبنوك، بعد أن كانت قد قررت في عام 2006 هذا التوجه، وأعطت البنوك مهلة حتى منتصف عام 2007 إلا أنه ونظرا لاحتياج البنوك بعض الوقت وعدم استطاعتها الانتهاء من عملية الإنشاء وهيكلة أعمال منشآتها الجديدة سريعا، مددت الهيئة للقطاع البنكي حتى نهاية العام على أن تعلن رسميا مطلع العام الحالي بداية أعمالها فعليا.

وصعدت أرباح البنوك السعودية المدرجة في سوق الأسهم باستثناء البنك الأهلي ـ لم تدرج أسهمه في سوق الأسهم ـ خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 6.8 في المائة، إذ ارتفعت من 6.4 مليار ريال (1.7 مليار دولار) في الربع الأول إلى 6.9 مليار ريال (1.8 مليار دولار) خلال الأشهر الثلاثة الثانية من العام الحالي.

وبادرت كافة البنوك السعودية بالإعلان عن نتائجها المالية باستثناء مصرف الإنماء، أضخم البنوك السعودية برأسماله البالغ 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، والذي اكتتب السعوديون فيه مؤخرا بعد طرح 1.050 مليار سهم مطروحة، إذ لم يتم بدء تشغيله حتى الآن في وقت لا تزال أعمال الهيكلة والتوظيف قائمة.

في المقابل أعلنت مجموعة سامبا مالية، آخر المصارف السعودية التي تعلن عن نتائجها المالية، عن تحقيق ربح خلال النصف الأول من العام الحالي بلغ 2.4 مليار ريال (646.6 مليون دولار) يمثل تراجعا في مكاسبها المحققة خلال 6 أشهر الأولى من العام الماضي 2007 البالغة 2.5 مليار ريال، بانخفاض قدره 5.6 في المائة.

وأعلن عيسى العيسى العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا المالية أن «سامبا» حقق خلال الربع الثاني من العام الحالي 2008 أرباحاً صافية للمساهمين بلغت 1.22 مليار ريال تمثل نسبة انخفاض بلغت 5.7 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت 1.29 مليار ريال.

وأرجع العيسى الانخفاض نتيجة لتراجع إيرادات الوساطة المالية، مشيرا إلى أن معظم مؤشرات البنك المالية سجلت نموا خلال النصف الأول من العام الحالي بفضل تميز البنك على كافة الأصعدة المصرفية، تتصدرها الجهود لتنويع مصادر الإيرادات، وتوسيع النشاطات، وتقليص حجم المخاطر عبر التخطيط المحكم للاستراتيجيات، إلى جانب مواصلة الاهتمام المتزايد بالعملاء والعمل على تلبية احتياجاتهم من خلال توفير الخدمات المبتكرة، والتي يؤكدها الارتفاع المتصاعد في حجم إجمالي الموجودات لدى سامبا والتي سجلت 184 مليار ريال مع نهاية النصف الأول من العام الحالي، مقارنة مع 129 مليار ريال عن الفترة ذاتها من العام الماضي تمثل بنسبة نمو بلغت 42.6 في المائة، فيما قفزت الودائع إلى 122 مليار ريال، مقارنة مع 98 مليار ريال عن الفترة ذاتها من العام الماضي، تشكل نسبة ارتفاع قوامها 24.5 في المائة. وشدد العيسى على أن سامبا خلال النصف الأول من العام الحالي واصل تطبيق خطته للتوسع الجغرافي في نشاطاته المصرفية، حيث دشن البنك مؤخراً فرعه في مدينة دبي، إلى جانب حصوله على الترخيص اللازم لمزاولة نشاطه المصرفي في دولة قطر، فضلاً عن إتمام عمليات التوسعة والتجديد لفرع سامبا في لندن.