الفشل في حل خلاف الموز يمكن أن يفسد جولة المحادثات بأكملها

التحضير لاجتماعات منظمة التجارة العالمية

المفوض التجاري للاتحاد الاوروبي بيتر ماندلسون (الصورة الاعلى يسار) الممثلة التجارية الاميركية سوزان شواب فوزير التجارة الهندي كمال ناث (الصورة الاسفل يمين) ثم وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم في صورة ارشيفية (أ.ف.ب)
TT

اجتمع وزراء من أكثر من 30 قوة تجارية امس للتحضير لمحادثات الاسبوع المقبل الرامية للتوصل لاتفاقية جديدة للتجارة العالمية، بينما تسلطت الاضواء على عدد من القضايا الزراعية الصعبة. وكان المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، باسكال لامي، قد دعا الوزراء الى جنيف سعياً لتحقيق انفراج في جولة محادثات الدوحة المستمرة منذ سبع سنوات بهدف تحرير التجارة العالمية. والتقت امس تحالفات متعددة بين أعضاء منظمة التجارة البالغ عددهم 152 عضوا بدءاً بمنظمة كيرنز لمصدري الغذاء وانتهاء بمجموعة «ايه.سي.بي» التي تمثل دول افريقيا والكاريبي والمحيط الهادي لوضع اطار عام لاستراتيجيتها. وبات من الواضح سريعا أن مستوى الدعم الزراعي الاميركي سيكون من القضايا التي ستثير خلافات مبكراً.

وكانت الممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب قد اعلنت ان بلادها مستعدة لإجراء تخفيضات «هائلة» في الدعم الزراعي الاميركي الذي تقول الدول النامية انه يشوه التجارة العالمية، اذ يدفع مزارعيها خارج السوق. وتدعو مقترحات منظمة التجارة الاخيرة الى خفض بنسبة 70 في المائة تقريباً في الدعم الاميركي بحيث يكون حجمه بين 13 و16 مليار دولار. لكن هذا الرقم يشير الى الحد الاقصى الجاري التفاوض عليه في منظمة التجارة لا الى المبلغ الفعلي الذي تدفعه الحكومة الذي يحوم الآن حول نصف ذلك المستوى تقريباً أي حول سبعة مليارات دولار نظرا لارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

وقالت وزيرة التجارة الاندونيسية ماري بانجيستو بعد اجتماع لمجموعة «جي-33» التي تضم 33 دولة نامية «هذه الارقام الخاصة بالمستوى الحالي للدعم المحلي الاميركي ضمن الارقام التي تم مناقشتها». وكانت تجارة الموز من القضايا البارزة أيضا في محادثات امس بعد أن انسحب الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة الماضي من محادثات، قائلا ان دول أميركا اللاتينية رفضت التوقيع على حل وسط ينهي الخلاف المستمر منذ فترة طويلة على تجارة الموز. وقالت الإكوادور أكبر دولة مصدرة للموز في العالم انها تريد اجراء مزيد من المفاوضات، وانها ترى أنه يمكن التوصل لاتفاق قبل بدء محادثات منظمة التجارة. ومن شأن الفشل في حل خلاف الموز أن يفسد جولة المحادثات بأكملها، اذ ستصبح القضية حينئذ جزءاً من المحادثات الزراعية مما يضع دول أميركا اللاتينية في مواجهة مجموعة «ايه.سي.بي».

من ناحية اخرى تعهدت رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) بالسعي بجد لإنجاح محادثات منظمة التجارة العالمية المتعثرة منذ فترة طويلة.

وأوضحت الرابطة التي تضم عشر دول في مشروع بيان أصدرته امس الاحد أنها مستعدة للقيام بدورها لضمان اختتام «أجندة الدوحة للتنمية».

ووفقاً للبيان «مع قرب استكمال المفاوضات، فإننا نطالب أعضاء منظمة التجارة العالمية بإبداء إرادة قوية ومرونة في التعامل مع القضايا الرئيسية». ومن المقرر أن تبدأ جولات من المحادثات الاسبوع المقبل في جنيف حيث من المتوقع أن تشارك فيها 152 حكومة لضمان إنجاح اتفاقية جديدة للتجارة للعالمية. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية أشار وزراء آسيان إلى ضرورة التوصل لنتائج «فورية وطموحة ومتوازنة لجولة الدوحة» حتى تساعد الدول النامية على التغلب على أسعار الغذاء المتزايدة». كما شدد الوزراء على أهمية وضع أسس لنظام التجارة العالمية بما يسمح بتعزيز تحرير التجارة وزيادة الفرص الاقتصادية للدول الاعضاء بالمنظمة. وتضم الرابطة كلا من بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.