أبوظبي تعلن عن خططها للاستحواذ على حصة من جنرال إلكتريك

شراكة إماراتية أميركية لتأسيس شركة استثمار عالمية برأسمال 8 مليارات دولار

شراكة إماراتية أميركية أعلن عنها أمس في نيويورك («الشرق الأوسط»)
TT

قالت حكومة أبوظبي أمس إنها بصدد الاستحواذ على حصة من شركة جنرال الكتريك الاميركية، كما أعلن عن شراكة تجارية ضخمة بين حكومة أبوظبي، ممثلة في شركة مبادلة للتنمية والتي تشكل الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي، وشركة جنرال الكتريك، لتأسيس شركة، مقرها أبوظبي، برأسمال يبلغ 8 مليارات دولار أميركية.

وستكون الشركة الجديدة مناصفة بين الطرفين، بحسب بيان مشترك، بحيث تعمل الشركة للاستثمار عالميا في مجال تمويل الأصول التجارية والخدمات المتعلقة بها. وستخصص كل من الشركتين على مدى السنوات الثلاث الأولى من عمر الشركة مبلغ وقدره 4 مليارات دولار كرأسمال للشركة. وتطمح الشركتان أن تبلغ أصول الشركة 40 مليار دولار خلال المدة نفسها. وفي هذا السياق أكد خلدون المبارك الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مبادلة قائلا إن نهج مبادلة يتمثل في العمل مع أفضل الشركاء العالميين لتطوير وتشغيل مؤسسات تحقق عوائد مالية متميزة. «وترتكز شراكتنا طويلة الأمد مع «جي إي» على الالتزام المشترك وتوافر الخبرة الضرورية في مجالات تشهد تطوراً كبيراً مثل خدمات تمويل الأصول التجارية والطاقة النظيفة والطيران. والأهم من ذلك هو أن كلتا الشركتين تعتبران الخبرة وتطوير المواهب العلمية والتنفيذية ميزة تنافسية».

من جهته قال جيف ايميلت الرئيس التنفيذي لجنرال الكتريك في بيان «هذه الشراكة تتفق مع مبادراتنا للنمو العالمي وتضاف الى شراكاتنا طويلة الاجل في منطقة تتمتع بنمو قوي مثل الشرق الاوسط». وستركز الشركة في بادئ الأمر حصرياً على الاستثمار في الفرص التي توفرها شركة جي إي كابيتال. بحيث يؤدي هذا المشروع المشترك إلى زيادة الفرص الاستثمارية المتاحة لـ«جي إي» عالمياً بشكل عام وفي الشرق الأوسط وأفريقيا بشكلٍ خاص، وسيتيح لشركة مبادلة في الوقت ذاته إمكانية الإطلاع على أفضل القدرات التي تمتلكها «جي إي» في مجال الاستثمار في مجال تمويل الأصول التجارية.

وتأتي هذه الشراكة الضخمة بين الطرفين الأميركي والإماراتي، من خلال مبادئ حول شراكة عالمية تغطي مدىً واسعاً من المبادرات كالاستثمار في مجال تمويل الأصول التجارية وخدماتها والبحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة والطيران والصناعة والمعرفة المؤسسية. ويرغب الطرفان من الاستفادة من النمو الكبير في الشرق الأوسط وفي أنحاء مختلفة من العالم، كما تنص الاتفاقية أيضاً على التزامات مالية مشتركة في صناديق استثمارية ومشاريع مشتركة جديدة. ووفقا للاتفاقية تنوي «مبادلة» أن تصبح مساهماً طويل الأمد في الشركة الأميركية حيث من المتوقع أن تصبح شركة مبادلة إحدى أكبر عشر مؤسسات استثمارية مساهمة في جنرال الكتريك من خلال عمليات شراء للأسهم في السوق المفتوحة، «حسبما تسمح به الظروف»، وفقا للبيان الصادر.

وتقضي الاتفاقية أيضا بقيام الشركتين بإنشاء مركز لتقنيات الطاقة النظيفة في «مدينة مصدر» الخالية من الكربون والنفايات في أبوظبي. بحيث يكون هذا المركز امتداداً لشبكة البحث العالمي لشركة جي أي ويضم ما يقارب الـ 100 خبير تقني لتطوير مصادر جديدة للطاقة المستدامة والمياه وتقنيات بيئية أخرى. وبهذا سيكون لشركة «جي إي» خمسة مراكز للبحث العلمي حول العالم. كما ستقوم جي إي بإنشاء «مركز تصور وبناء الحلول الابتكارية» لتسويق وعرض منتجاتها في مجال تصور وبناء الحلول الابتكارية حيث يعد هذا المجال إحدى المبادرات التجارية الناجحة لشركة جي أي لتطوير منتجات وخدمات صديقة للبيئة وأكثر فعالية من ناحية الطاقة. وفيما يتعلق بالصناديق الاستثمارية فإن جنرال الكتريك تعتزم استثمار ما يقارب 50 مليون دولار في صندوق مصدر الثاني للتقنية النظيفة والذي يركز على الاستثمار حول العالم في قطاع التكنولوجيا النظيفة والشركات التي تقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية والأعباء البيئية التي تنجم عن إنتاجها. من جانبها، تعتزم مبادلة استثمار ما يقارب 200 مليون دولار في صندوق الشركاء الصناعيين لـ«جي إي» وهي شراكة جديدة بين نخبة من المستثمرين العالميين تهدف إلى توفير رأس المال اللازم للشركات في مجالات الرعاية الصحية والطاقة والنقل. وتضمن الاتفاقية أيضا التعاون في مجالي النفط والغاز، حيث ستقوم «جي إي» وشركة أبوظبي لتقنيات الطائرات، وهي شركة مملوكة من قبل شركة مبادلة ومتخصصة في تصليح وصيانة وإدامة الطائرات في الشرق الأوسط، ببحث وتوسيع قدراتها ومهاراتها المشتركة من خلال تقديم الدعم والإسناد للعدد الكبير المتنامي من محركات طائرات «جي أي» الموجودة في الخدمة في المنطقة. وستوسع «جي إي» من نطاق شراكتها مع ((ADAT والمعروفة باسم «جلف تورباين سيرفيسز» لتشمل خدمات حقول البترول وخدمات الصيانة في مجال النفط والغاز في الإمارات العربية المتحدة.