السوق تعاني من «محدودية السيولة» وسط تداولات ضعيفة

رغم وصول مكررات الأرباح لمستويات مغرية

TT

استمرت سوق الأسهم السعودية في معاناتها من محدودية السيولة المتداول بها خلال التعاملات اليومية مع بروز بوادر استعادة المؤشرات السوق لحيويتها بعد أن أثقلت كاهلها توالي طرح الاكتتابات الكبيرة منذ بداية العام بدأت من طرح «بنك الإنماء» مرورا باكتتاب «زين السعودية» ومؤخرا انتهى الاكتتاب في «معادن».

ولم يشفع لسوق الأسهم السعودية دخول سيولة كبيرة رغم وصول مؤشرات مكوناتها إلى مكررات ربحية مغرية، حيث أن بعض المتوسطات وخاصة متوسط 50 يوم «أُسي» و200 يوم «أسي» أعطت إشارة سلبية علي المدى البعيد لتقاطع المتوسط الصغير من المتوسط الكبير، مما ساهم بعملية البيع العشوائي وتذبذب حاد في بعض فترات جلسات التداول.

وأغلق المؤشر العام على ارتفاع بسيط عند مستوى 9801.42 نقطة رابحا 12.26 نقطة تمثل صعودا قوامه 0.13 في المائة وسط تداولات ضعيفة، حيث بلغ إجمالي القيمة المتداولة أكثر من 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار) توزعت على ما يزيد 150 مليون سهم، مدعوماً بتحسن القطاعات القيادية في آخر جلسة تداول أمس، ليواصل بذلك المؤشر ارتفاعين لليوم الخامس على التوالي.

وشهدت تداولات أمس جني أرباح طفيف للأسهم القيادية وخاصة قطاع الاتصالات الذي ساهم خلال الجلسات الماضية برفع وتيرة وتقليل حالة التوتر السائدة في السوق، وعلى الرغم من ذلك تراجع إلا أن عملية الشراء تركزت على بعض أسهم المضاربة.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» محمد الغباري المحلل الفني أن المؤشر العام أخذ يتأرجح في نطاق ضيق ما بين 8962 كمنطقة دعم و 9158 كمنطقة مقاومة، خلال فترة إعلان نتائج الربع الثاني للشركات ورغم إعلان هذه النتائج التي جاءت معظمها متفائلة ومرضية إلا أن السوق لم يتفاعل معها على النحو المتوقع. وأضاف الغباري أن ما اتضح من خلال مسار السوق يؤكد السير في هذا الاتجاه حيث اتخذ المؤشر العام الاتجاه الأفقي، حيث يمكن الاستدلال على ذلك من فشل المؤشر العام خلال الأسبوع الجاري في اختراق القمة عند مستوى9183 نقطة.

من ناحية أخرى، ذكر لـ«الشرق الأوسط» محمد الخريصي المحلل الفني أن المؤشر العام أعطى إشارة انعكاس غير مؤكدة إلا في حال الإغلاق فوق مستوى 9145 نقطة على المدى القريب، بينما في حال اختراق النقطة المذكورة ـ وفقا للخريصي ـ سيكون المؤشر في مسار صاعد على المدى القريب. ويرى المحلل الخريصي أن الإغلاق فوق المقاومة المهمة عند مستوى 9340 نقطة يعطي دفعة اقوى لتأكيد معطيات السوق المميزة من الناحية المالية التي أظهرت نموا مميزا في ظل الركود الاقتصادي العالمي ويدعم مكرر الربحية التي أصبحت مغرية جداً.

وتطرق الخريصي إلى أن مؤشر قطاع المصارف والخدمات المالية أظهر إيجابية جيدة مع مطلع هذا الأسبوع، بارتداده من مناطق دعم جيدة على المدى البعيد وظهور إشارات انعكاس على المدى القريب، مفيدا أن تأكيد الارتداد سيتم باختراق مقاومته عند مستوى 2236.3 نقطة والذي سيعول عليه في قيادة السوق في الفترة المقبلة.

وعلى صعيد أنباء السوق، قرر مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني «ساب» توزيع أرباح صافية مرحلية للمساهمين بعد خصم الزكاة قدرها 0.96 ريال للسهم الواحد، للعام المالي 2008، مشيرة إلى أن هذه التوزيعات المرحلية تعتبر مقاربة لمثيلتها في عام 2007 بعد الأخذ بالاعتبار إصدار الأسهم المجانية بواقع 3 أسهم لكل 5 أسهم التي تم اعتمادها من قبل الجمعية العامة غير العادية المنعقدة في أبريل (نيسان) المنصرم، وذكر البنك أنه سيبدأ صرف الأرباح اعتباراً من يوم الأربعاء 30 من الشهر الجاري.

من جهة أخرى، أعلنت شركة الغاز والتصنيع الأهلية عن استمرارها في توزيع وتسويق الغاز ومشتقاته في السعودية وذلك لمدة خمس سنوات مع التأكيد على الشركة بتقديم الخدمة في جميع المناطق بما فيها المناطق غير المجدية تجاريا وأن تفي بالالتزامات القائمة عليها والطلبات المستقبلية المتوقعة خلال هذه المدة.

من ناحيته، أفصح الدكتور ماجد القصبي، رئيس مجلس إدارة شركة البحر الأحمر لخدمات الإسكان أن الشركة فازت بعقد قيمته 76.7 مليون ريال لتجهيز وتوصيل وتركيب 1100 وحدة سكنية لشركة بكتيل إستراليا فى غينيا، غرب أفريقيا لدعم مشروع غينيا اليومينا، مشيرة إلى أن الإيرادات المتوقعة من هذا المشروع خلال عام 2008 تعادل 3 في المائة من العائد الإجمالي لشركة البحر الأحمر حتى نهاية العام الجاري.