المغرب يطلق مشروعا لاستغلال الصخور النفطية في إنتاج الكهرباء

يملك رابع احتياطي عالمي منها ويقدر بـ 100 مليار طن

TT

أعلنت الوزيرة المغربية للطاقة والمعادن، أمينة بنخضرة، اهتمام بلادها باستغلال احتياطيه من الصخور النفطية، التي تقدر بنحو 100 مليار طن، ويعتبر رابع احتياطي من نوعه عبر العالم.

وتقدر نسبة تشبع هذه الصخور بزيت النفط بنحو 5 في المائة إلى 7 في المائة، أي أن مخزون الزيت المحتمل استخراجه من هذه الصخور يقدر بنحو 6 مليارات طن. وتظهر قيمة هذا المخزون من خلال مقارنته بحجم واردات المغرب من المحروقات، والتي بلغت 6.3 مليون طن من زيت النفط الخام في سنة 2007. غير أن الوزيرة بنخضرة أشارت إلى أن الكمية المحتمل استخراجها فعليا من مخزون الصخور النفطية القابل للاستغلال لا تتجاوز 3 مليارات طن من زيت النفط.

وتحدثت بنخضرة خلال مؤتمر صحافي في الرباط، والذي قدمت خلاله الخطوط العريضة للسياسة المستقبلية للمغرب في مجال الطاقة عن الصخور النفطية كإحدى الإمكانيات الحقيقية المتاحة للمغرب من أجل تحسين وضعه كمنتج للطاقة، وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في هذا المجال. وأشارت إلى أن أولى الدراسات حول إمكانية استغلال المخزون المغربي من الصخور النفطية تعود إلى ما بين 1975 و1986 في سياق ارتفاع أسعار البترول في تلك الفترة. وكشفت الدراسات التي أنجزت آنذاك عن وجود احتياطيات ضخمة في منطقة تمحضيت على بعد 35 كيلومترا من بلدة أزرو الواقعة وسط جبال الأطلس المتوسط، وفي منطقة طرفاية بالجنوب المغربي. وبلغ حجم الاحتياطيات المؤكدة التي كشفت عنها تلك الدراسات 20 مليار طن من الصخور النفطية في منطقة تمحضيت، والتي تحتوي على نسبة 7.3 في المائة من زيت النفط. أما في منطقة طرفاية فإن حجم الاحتياطي المؤكد يقدر بنحو 73 مليار طن من الصخور النفطية تصل نسبة الزيت فيها 5.7 في المائة.

وكانت السلطات المغربية آنذاك قد أبرمت اتفاقيات مع شركات دولية من أجل إطلاق مشروع لاستغلال الصخور النفطية في منطقة تمحضيت، إلا أن تراجع سعر البترول خلال السنوات التالية، إضافة إلى ارتفاع الكلفة المالية والبيئية لاستخراج الزيوت من الصخور النفطية، جعلت هذه المشاريع غير ذات جدوى. وترى بنخضرة أن السياق العالمي الحالي، والذي يعرف ارتفاعا قويا في أسعار البترول إلى مستويات تفوق 100 دولار للبرميل، بالإضافة إلى التطور الكبير الذي عرفته تقنيات استخراج الزيت من الصخور النفطية، والتي أصبحت أقل إضرارا بالبيئة، أعادت الاعتبار لجدوى استغلال الصخور النفطية، سواء من أجل استخراج زيت النفط، أم من أجل استعمالها كوقود في المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء.

وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث التي أجريت في المغرب، في مناطق تمحضيت وطرفاية وطنجة، أسفرت عن تطوير تقنيات خاصة في مجال استخراج الزيوت النفطية عبر إحراق الصخور في مواقع اقتلاعها. بيد أن استعمال هذه الصخور كوقود لمحطات توليد الكهرباء لا يزال يواجه عدة مشاكل مرتبطة بتوفير الماء بكمية كبيرة لنقل ومعالجة الصخور، إضافة إلى الإشكاليات البيئية التي يطرحها صرف المياه المستعملة المشبعة بالسموم والسوائل، زيادة على إشكالية التخلص من الرماد الناتج عن عملية الإحراق.

وأوضحت بنخضرة أن المغرب بصدد إطلاق تجربة نموذجية لاستغلال هذه الصخور في إنتاج الكهرباء بمنطقة طرفاية جنوب المغرب، وذلك بتعاون مع شركات برازيلية. واشارت إلى أن المشروع النموذجي يتضمن إنشاء محطة حرارية لتوليد الكهرباء بجهد 100 ميجاوات عبر استعمال الصخور كوقود. وأضافت أن المغرب يعلق آمالا كبيرة على نتائج هذه التجربة ونجاحها في تجاوز الإشكاليات التي يطرحها استغلال الصخور النفطية، وإفساح الطريق أمام تكرارها في مناطق أخرى من المغرب.