تقرير: مبيعات قطاع الملابس العالمية نمت 30% في السعودية

غلوبل: المجمعات التجارية وتغير الأذواق وزيادة الوعي أسباب الارتفاع

ارتفاع نسبة الشباب إلى مجموعة السكان وزيادة القوة الشرائية المتاحة ساهم في زيادة مبيعات منتجات الأزياء في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشف تقرير اقتصادي عن نمو تجارة الملابس الجاهزة، التي تحمل ماركات عالمية في السعودية، بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 30 في المائة من إجمالي مبيعات الملابس الجاهزة، لافتاً إلى أن ذلك يعود إلى ارتفاع نسبة الشباب إلى مجموعة السكان وزيادة القوة الشرائية المتاحة لمشتري منتجات الأزياء في السعودية.

وذكر التقرير الاقتصادي، الذي أعده بيت الاستثمار العالمي «غلوبل» حول السوق السعودي لتجارة الملابس الجاهزة بالتجزئة، أن السوق السعودي يعتبر من الأسواق ذات معدلات النمو العالية في المنطقة العربية، خاصة في قطاعي ملابس النساء والأطفال. حيث سجل سوق الملابس نموا متسارعا خلال السنوات القليلة الماضية مع تنامي وعي المستهلكين فيما يتعلق باتجاهات الأزياء.

وذكر التقرير أن قطاع الملابس الجاهزة التي تحمل علامات عالمية معروفة حقق زيادة واضحة في حصتها بالسوق على مدى السنوات العشر الماضية، وذلك بسبب تغير أذواق المستهلكين وزيادة الوعي والاطلاع على أحدث الأزياء العالمية، حيث ازداد وعي المستهلك السعودي بالماركات المختلفة، وازداد ولاؤه لماركات معينة، وبدأ يطالب بخدمة ذات مستوى رفيع من الجودة، ويصر على الحصول على قيمة حقيقية لما يدفعه من أموال مقابل السلع والخدمات، الأمر الذي جعله يبحث عن مجموعات المنتجات الجديدة التي تحمل الماركات المفضلة لديه. وأشار الى أن مستويات محلات بيع الملابس الجاهزة بالتجزئة في السعودية تختلف ما بين البوتيكات المتخصصة التي تعرض الأزياء الراقية وإبداعات المصممين العالميين الأكثر أناقة وشهرة من جهة، والمحلات الشعبية والبسطات المقامة في الأسواق من جهة اخرى.

واعتبر التقرير العاصمة الرياض السوق الأكبر للملابس الجاهزة في البلاد التي تبلغ حصتها 40 في المائة من حجم السوق، وتليها مدينة جدة غرب السعودية بنسبة بلغت 30 في المائة، ومن ثم المنطقة الشرقية ممثلة في مدينتي الدمام والخبر بنحو 20 في المائة، مشيراً الى أن تنامي حضور الملابس ذات الماركات العالمية الشهيرة في المدن الرئيسية جاء تنيجة تزايد حجم قطاع الملابس الراقية.

في حين تعتبر مدينة جدة المركز الأكبر بالنسبة للمستوى الأوسط، وذلك بسبب العدد الكبير من الحجاج الذين تستقبلهم المدينة أثناء موسمي الحج والعمرة، واحتلت الرياض مكانة أعلى في قطاع الملابس الراقية، بسبب تركيز المستهلكين ذوي الملاءة المالية الأكبر في هذه المدينة. وجاءت أهمية مدينتي الدمام والخبر في المرتبة الثالثة وإن كانت أهميتها تزداد لفترة وجيزة في كل سنة أثناء موسمي الحج والعمرة، حيث يصل الى المدينتين الحجاج القادمون من البحرين والكويت للتسوق قبل عودتهم إلى ديارهم بعد انتهاء شعائر الحج.

وتوقع التقرير أن تسجل المدن الأصغر معدلات نمو أكبر في السنوات المقبلة، إلا أن المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام ستظل تشغل مراكز الصدارة كمراكز رئيسية لمبيعات الملابس الجاهزة بالتجزئة. وأشار التقرير الى أن سوق الملابس السعودي يعتمد إلى حد كبير على الاستيراد، وخاصة في ما يتعلق بالأقمشة والملحقات والملابس الغربية الجاهزة التي تستورد من جميع أنحاء العالم، حسب مستوى السعر ودرجة الجودة. وبين تقرير غلوبل أن انتعاش حركة البناء السكني والتجاري والترفيهي في جميع أنحاء السعودية خلال السنوات القليلة الماضية أدى إلى توفر مساحات واسعة باتت تستغل في تجارة التجزئة، وأدى ذلك إلى انتشار مجمعات التسوق العصرية في مختلف أنحاء البلاد بمعدلات عالية وثابتة على مدى 10 سنوات الأخيرة، التي كان من النتائج الإيجابية لهذا التطور نمو تجارة الملابس التي تحمل علامات وأسماء عالمية معروفة. وتوقع أن يستمر هذا التوجه على المدى القصير مع افتتاح المزيد من الأسواق ومجمعات التسوق الجديدة التي تضع تحت تصرف شركات التجزئة مساحات واسعة يمكن استغلالها من قبل هذا القطاع في السعودية، مشيراً الى أن استمرار إنشاء مجمعات التسوق العصرية سيساهم في زيادة أهمية تجارة التجزئة في الملابس الجاهزة الراقية في المستقبل، وهناك احتمالات كبيرة لانتشار مجمعات التسوق في المدن الصغيرة أيضا. وذكر تقرير غلوبل أن سوق الملابس الجاهزة يتميز بالتنافسية الحادة ويتجه هذا التنافس للزيادة في المستقبل مع إقبال أعداد متزايدة من العائلات السعودية التي حققت نجاحات كبيرة في مجالات أخرى على التوجه نحو هذا السوق الواعد.