تخبط المحللين

علي المزيد

TT

يتعجب الكثيرون من متعاملي سوق الأسهم السعودية من تضارب آراء المحللين تجاه تحركات السوق. ومصدر هذا التعجب اختلاف الآراء بصورة حادة بين فئات المحللين. ويزيد حدة التعجب ان متعاملي السوق كثروا فجأة وكذلك أن محلليها تنقصهم الخبرة، لذا تبرز حدة التباين. ويبقى القول إن المحللين بشر يتعرضون لذات المعلومات، ولكن مخرجات كل فرد تختلف عن الآخر، فالبعض متفائل، فينعكس ذلك على مخرجاته، والبعض متشائم فينعكس ذلك على مخرجاته أيضاً. وهناك فئة ثالثة وما أكثرهم لا في العير ولا في النفير؛ وهؤلاء يبحثون عن أي سبب لتفسير تحركات السوق. ولنكون أكثر وضوحا للقارئ؛ فهناك مَنْ فسر تراجع سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الماضية بأنه بسبب الجو السياسي بالمنطقة، وهذا سبب مقبول نسبياً واضافوا لذلك سببا آخرَ، وهو تريث السوق بانتظار نتائج الربع الثاني وراهنوا على انه متى كانت النتائج متحسنة لاسيما في الشركات الكبرى مثل سابك والاتصالات، فإن السوق ستتحسن بشكل ملحوظ، أما إذا كانت متراجعة فإن السوق ستهبط. خرجت نتائج الربع الثاني عن العام الجاري. وجاءت نتائج هاتين الشركتين متحسنة، ومع ذلك لم تتحسن السوق في وقتها بل هبطت. أتدرون ماذا حصل؟ خرج بعض المحللين وقالوا: إن المحافظ الكبيرة لم تشتر، لذلك فأنه ليس من مصلحتها رفع السوق بسرعة حتى تبدأ بجمع ما تريد وبعد ذلك ترفع السوق. هل في رأيكم هذا سبب مقنع؟ بالتأكيد أن هذا ليس سبباً مقنعاً. ألم اقل لكم إن المحللين يتخبطون ويبحثون عن أيِّ سبب لتفسير حركة السوق وإلا فهل المحافظ الكبيرة تعمل مثل المضاربين وليس لديها قراءة مبكرة لأرباح الشركات لاسيما الكبيرة، لذلك اشترتها مبكرة، ولديها أوزان ثابتة في الشركات المهمة مثل «سابك» وغيرها، وهل مثل هذا التفسير يقبله المتعاملون؟ بالتأكيد لا. لذلك أدرك المستثمر العالمي بفت، تخبط المحللين فأفرد في كتابه فصلا خاصا عنهم، وقال ناصحا قراءَ كتابه اكفروا بالمحللين، وقال «إذا درستم اداء شركة معينة واقتنعتم بأدائها فلا تصغوا للمحللين ودعوهم يتخبطون وامضوا في الحفاظ على استثماراتكم في محافظكم وقراراتكم من دون أن تتأثروا بهم.

* كاتب اقتصادي [email protected]