الصالح لـ «الشرق الأوسط»: «صناعات» السعودية تتجه لتصنيع الإيثانول

رئيس مجلس إدارة «اتحاد الصالحية»: ندعو للاهتمام بالصناعات التحويلية من منتج التمور

فهد الصالح رئيس «اتحاد الصالحية» («الشرق الاوسط»)
TT

دعا فهد الصالح، رئيس اللجنة الوطنية للنخيل والتمور ورئيس مجلس إدارة شركة اتحاد الصالحية، المتخصصة في الصناعات التحويلية من التمور، إلى التوسع في إقامة صناعات تحويلية من منتج التمور التي تعتبر السعودية من أكبر ثلاث دول في العالم في إنتاجه بنحو مليون طن سنويا تنتج من نحو 25 مليون نخلة متعددة الأنواع يستهلك منها السعوديون ما يقل عن 15 في المائة.

وأكد الصالح أن السعودية ودول الخليج التي تعاني من عدم وجود صناعات تحويلية من التمور يمكن لها أن تتحول إلى التصدير مع دعم تلك الصناعات، مشيرا إلى أن الإنتاج التجريبي من «الجلوكوز» الطبي من التمور أعطى إشارات مهمة لمستقبل هذه الصناعات في دول تعتمد على التصدير لكامل استهلاكها.

وتحدث الصالح عن أن قيام منتجات مشروبات الطاقة وعصائر طبيعية من التمور أصبح داعيا لشركة «صناعات» في التوجه إليه بقوة والبحث في إقامة خطوط إنتاج خاصة لها في مصانعها التي تنوي إقامتها في السعودية ومصر. وتحدث الصالح في حوار له مع «الشرق الأوسط» في الرياض عن مواضيع وملفات أخرى حول منتجات التمور والصناعات التحويلية المتوقع إنتاجها مع قيام شركة عملاقة كـ«صناعات» تهتم بهذا الجانب. وإلى نص الحوار:

> في البداية كيف تقيمون إنتاج التمور في السعودية والتوسع فيه؟

ـ نحن نجزم، ومن بحوث ودراسات قمنا بها في اتحاد الصالحية منذ سنوات وأجريناها في شركة «صناعات» أخيرا، بأن السعودية مقبلة على طفرة كبرى في إنتاج التمور مع التوسع الكبير في الإنتاج الذي شمل المدن والقرى السعودية، وأصبحنا نرى أنواعا متعددة من التمور كانت مغيبة أو قليلة الإنتاج في السابق لكنها الآن تنتج للتسويق، كما رأينا المهرجانات التي تقام سنويا نظرا لحجم الإنتاج.

ما نود قوله إن هذا التوجه إيجابي للاقتصاد الوطني ولكنه في اتجاه آخر يذهب لاستخدامات الأكل فقط، وأصبح المنتج موجودا على طاولة الأكل طوال العام عبر التخزين والتبريد، ولكن جزءا منه يهدر بدون استثمار، ولذلك ندعو الدولة والقطاعات الصناعية والتجارية إلى استثمار هذا التوجه الكبير في إنتاج التمور والسعي إلى إقامة وتشجيع صناعات تحويلية للتمور للوصول الى منتجات تحتاج لها السعودية والمنطقة والعالم بأجمعه، وهذا الدعم عبر قروض كبيرة وطويلة الأمد ومنح أراض للمستثمرين في هذا المجال، ولنا الفخر في صناعات نكون من أوائل من يطور مثل هذه المنتجات مما يسهم في تقديم منتجات تحتاج لها قطاعات مهمة مثل الطب والتغذية.

> هل تأخذ الصناعات الغذائية التي تدخل مع التمور حاليا جزءا من الإنتاج؟

ـ المنتجات التي يدخل فيها التمر حاليا من تناوله كتمر، أو مضافا اليه الدقيق أو الشوكولا، تحتل نسبة جيدة حاليا، ولكن حجم الإنتاج الكبير يحتاج أكثر من استهلاكه كتمر فقط، أو إدخاله كمنتج غذائي مع الدقيق أو غيره، وإنما يتطلب التوجه إلى المنتج كمصدر غذائي حيوي مليء بالغذاء والطاقة.

> كم يبلغ استهلاك الفرد السعودي من التمور في السعودية؟

ـ تحتل السعودية المرتبة الأولى من حيث متوسط نصيب الفرد السنوي من التمور حيث بلغ نحو 35 كيلو وهو يتوفر على مائدة الطعام السعودية لجميع الشرائح الاجتماعية وفي جميع المواسم، لأنه يعتبر مصدرا للسكريات بأنواعها حيث نسبة السكر فيه بين 60 ـ 70 في المائة ومعظم السكريات فيها تتحول إلى سكر الجلوكوز، والتمر منجم غذائي لكثرة ما يحتويه من معادن كالفسفور والكالسيوم والماغنيسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور. كما يحتوي التمر على فيتامينات وسكريات سهلة بسيطة التركيب، ولذلك يتوجب أن نولي هذا المنتج اهتماما أكبر، وهو ما سعينا إليه في خططنا في إقامة صناعات تحويلية سواء عبر شركة «اتحاد الصالحية» أو مستقبلا عبر شركة «صناعات»، صناعات بأشكال متنوعة وغذائية له، مثل العصائر ومشروبات الطاقة الآمنة صحيا وغذائيا.

> ما هي المنتجات المتوقع تصنيعها من التمور وأهميتها؟

ـ عملت شركة «صناعات» (قيد التأسيس) على عمل دراسات مهمة في قطاع الاستثمار من منتج التمور في السعودية الذي لا يستفاد منه إلا نحو 40 في المائة في التصنيع الغذائي، وبعد سنتين من البحث والدراسات توصلنا إلى عمل تقنيات إنتاج مبتكرة لمجموعة من منتجات التمور ومخلفات المصانع الغذائية. ستقوم «صناعات» باستخدام تلك التقنيات، وبدأنا فعليا في التجهيز لإقامة مصانع وخطوط إنتاج لـ«صناعات» ستسهم في سد فجوة مهمة في القطاعين الطبي والغذائي، حيث ستقيم الشركة مصنعا للسكر في السعودية، كما سنقيم خطوط إنتاج للعصائر من التمور ستكون ثورة في قطاع العصائر، كما نتطلع أن يكون لـ«صناعات» دور مؤثر في التحرك نحو تصنيع «الإيثانول» وهو الوقود الحيوي الذي يستخرج من مخلفات صناعات التمور وقصب السكر. وتتجه الشركة إلى توسيع دائرة تصنيع العصائر بتقديم منتج جديد من عصير التمر ومشروبات للطاقة للقيمة الغذائية الكبيرة الموجودة في التمور، وهو مستخرج من التمور بالكامل، ودراساتنا أكدت انه سيجد طلبا كبيرا في الداخل والخارج. > ماذا تم الآن في مرحلة إنشاء شركة «صناعات»؟ ـ نعمل الآن في المراحل الأخيرة لإنشاء وتطوير خطوط إنتاج بعد أن حصلنا على الأرض ووقعنا عقودا مع شركات ألمانية لإقامة صناعات السكر السائل والجلوكوز والفركتوز والعلف الحيواني، إضافة إلى إنتاج مشروبات وعصائر. > تحدثتم عن فجوة كبيرة في الفركتوز والجلوكوز للقطاع الطبي في السعودية والخليج، فما هو الدور الذي ستلعبه الصناعات التحويلية من التمور في القطاع الطبي؟

ـ دلت دراسات وزارة الصحة على أن نحو ربع سكان السعودية مصابون بالسكري وهم في تزايد، وزيادة أعداد مرضى السمنة، ما يعكس أهمية منتجات الحمية مثل الفركتوز (سكر الحمية) الذي سيستخرج على شكل سكر سائل من التمور وسيدخل في صناعات غذائية متعددة تخدم هذه الفئة، كما أن الحاجة أيضا تزداد للجلوكوز الطبي الذي يفصل من الفركتوز والذي يزداد الطلب عليه في السعودية نظرا للنمو السكاني، وبالتالي نمو القطاع الطبي. ونتوقع أن يسهم إنتاج المصنع من الجلوكوز في سد فجوة اقتصادية تعاني منها دول المنطقة في الطلب الكبير على الجلوكوز الطبي، والطلب يزداد بأكثر من 10 في المائة سنويا على منتجات طبية كالفركتوز والجلوكوز.

> كيف ترون مستقبل إنتاج التمور في السعودية؟

ـ نعرف أن السعودية من أهم الدول، زراعة وإنتاجا واستهلاكا وتصديرا، للتمور نظرا لأن المساحة المزروعة بالنخيل في نمو، وتصل إلى أكثر من 150 ألف هكتار تمثل أكثر من 15 في المائة المساحة المزروعة بالنخيل. وتحتل السعودية المرتبة الثالثة من حيث المساحة المخصصة للنخيل التي وصل عددها إلى نحو 25 مليون نخلة ليصل بإنتاج السعودية من التمور إلى مليون طن، كما تحتل السعودية المرتبة الأولى من حيث نصيب الفرد من التمور لتصل في متوسطها إلى 34 كيلو سنويا، والتمور من السلع المفضلة والموجودة على طاولة الطعام السعودية طوال اليوم وفي كل المواسم، ولدينا فائض كبير غير مستغل لصناعات غذائية وتحويلية سعت شركة «صناعات» على الاستفادة منه في الغذاء والطاقة والطب.

> ما هي التوقعات لمبيعات قطاعات إنتاجية جديدة مثل العصائر ومشروبات الطاقة؟

ـ بعد دراسات أجريناها، ومع مبيعات للتمور خلال العام الماضي وصلت إلى أكثر من 185 مليون ريال وحجم تصديري وصل إلى أكثر من 50 مليون ريال، نعتقد أن توجهنا نحو إقامة صناعات تحويلية جديدة مشجع ومهم ويلبي احتياجات وطلبات ملحة لتلبية حاجة سوقية لمسناها في الأسواق المحلية والعالمية في قطاعات مهمة أبرزها القطاع الطبي، والعصائر. > هل تغيرت خريطة إنتاج التمور في السعودية؟ ـ نعتقد أن شركة «اتحاد الصالحية» سعت إلى تحسين وتوجيه الاهتمام بمنتج التمور من خلال مصانعها التحويلية التي اقامتها في السعودية وتنتج منها عشرات الأطنان من التمور المصنعة والمنتجات الغذائية المستخلصة من التمور، ما زاد من رقعة التوسع في إنتاج التمور في العاصمة الرياض، كما ساهم في زيادة الاهتمام بالمنتج، وحسب تقديرات سابقة لوزارة الزراعة فهي تشير إلى نمو كبير متوقع في انتاج التمور، كانت تلك التقارير تعتبر أن أكبر وجود للتمور هو في المنطقة الشرقية تليها منطقة بيشة، فالقصيم فالمدينة المنورة. ونعتقد أن هذه الخارطة بدأت تتغير تبعا لنمو كبير شهدته مناطق مثل منطقة الرياض والقصيم والخرج، وإن كانت المنطقة الشرقية تحتفظ بأهمية كبيرة تتمثل اغلبها في منطقة الإحساء الغنية بالتمور. كما زادت مصانع التصنيع والتخزين والتغليف للتمور ذات الاستثمارات الصغيرة والكبيرة وإنْ كان اغلبها يتركز في مناطق الرياض والمدينة المنورة والقصيم والخرج والشرقية. > ترأسون اللجنة الوطنية للتمور، وتقومون ببعض الجهود في إطار تكوين صناعة متخصصة ذات إمكانيات هائلة تدعم الاقتصاد الوطني، ما هي ابرز إنجازاتها؟ ـ اللجنة تتبع للغرفة التجارية وسعت إلى وضع أسس الاهتمام بالتمور، وتصنيعها لأنها تشكلت من مزارعين ومصنعين وأكاديميين وحققت نجاحات طيبة ومهمة واستطاعت توسيع دائرة الاهتمام الرسمي والشعبي بالمنتج، وابرز إنجازاتها التي سترى النور قريبا إقامة مركز وطني للنخيل والتمور يعنى بتعزيز ودعم صادرات التمور السعودية للخارج، كما نعمل على إقامة مركز وطني للتمور الذي سيلعب دورا مهما في تنمية القطاع وفق ما عملنا عليه في أنظمته وبرامجه، وسنطلق برامج مهمة في قطاع التمور ستساهم في التثقيف والتوعية بأهمية هذا المنتج.