«معادن» يقفز بـ«سيولة» سوق الأسهم 100%

استحوذ على 70% منها.. و«المؤشر العام» يتقهقر لرابع يوم على التوالي

TT

قاد سهم شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مؤشر السيولة إلى مستويات قياسية في أول أيام إدراجه في سوق الأسهم السعودية متجاوزا معدلات التداولات اليومية خلال الفترة الماضية بأكثر من 100 في المائة حيث بلغ إجمالي المتداول من أسهم «معادن» بأكثر من 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 306 مليون سهم.

واستحوذ سهم «معادن» على نصيب الأسد من قيم تداولات أمس بأكثر من 70 في المائة من إجمالي قيمة المتداول في التعاملات البالغة 13.2 مليار ريال (3.5 مليار دولار)، ليصبح السهم قد أدى بذلك دور المحرك الفاعل بجذب السيولة وعودتها مجددا لسوق الأسهم بعد فترة جفاء تراجعت معها معدلات السيولة إلى أقل من 6 مليارات ريال منذ مطلع الأسبوع الماضي.

ولم تشفع السيولة العالية نتيجة تداولات سهم «معادن» بالحفاظ على أداء السوق الذي هوى بشكل كبير نتيجة البيوع الكبيرة على الأسهم القيادية التي لم تتعاف بعد من تدني مستوي السيولة النتائج عن عزوف المستثمرين والصناديق الاستثمارية التي بدأت تتخذ من الأسهم الجديدة ملاذا لتحقيق هامش ربحي في ظل الأوضاع الراهن بالمنطقة.

وأغلق المؤشر العام لليوم الرابع على انخفاض كبير عند مستوى 8805.45 نقطة خاسرا 137.44 نقطة بنسبة 1.54 في المائة، متأثرا بقطاع «الصناعات والبتر وكيماوية» و«المصارف والخدمات المالية» و«الاتصالات وتقنية المعلومات». وارتفع أمس قطاعان مقابل 13 قطاعا أقفلت مؤشراتها على انخفاض في وقت جاء سهم «المصافي» في المرتبة الثاني بعد سهم «معادن» ليغلق على النسبة العليا المسموح بها في نظام تداول ولليوم الثاني على التوالي، تلاه سهم «بي سي إي».

من ناحيته، قال لـ«الشرق الأوسط» محمد الخريصي المحلل الفني أن سوق الأسهم في مناطق مغرية للشراء في الوقت الراهن وخاصة للشركات القيادية ذات النمو التي تعتبر عند مكررات ربحية مغرية على المدى البعيد، مفيدا بأن المؤشر العام مرهون بأمرين فنيين في هذه المرحلة من عمره، هما عدم الإغلاق تحت مستوى 8758 نقطة على القصير (اليومي)، والآخر عدم الإغلاق تحت مستوى 8861 نقطة على المدى المتوسط (الأسبوعي).

وأوضح الخريصي أن السيولة كانت ضعيفة جدا باستثناء قيمة تداول سهم «معادن» الذي استحوذ على ثلاثة أرباع السيولة ليوم أمس وهو الأمر الذي اعتبره إيجابيا في ظل الهبوط الاحترافي، مبينا أن من الواضح أن تناقص السيولة ناتج عن الاكتتابات المتتالية والإدراجات الكبيرة.

من جهة أخرى، أشار لـ«الشرق الأوسط» علي الزهراني المحلل الفني المعتمد دوليا إلى أن المؤشر العام يبحث عن مناطق سعرية أكثر صلابة خلال الفترة الحالية، لافتا إلى أن السوق سيشهد حالة من الركود في التداولات اليومية ربما تستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك.

ورشح الزهراني أن يغلب على هذه المرحلة تناقص أحجام التداولات تدريجيا وكذلك تناقص نطاق الحركة السعرية للأسهم المؤثرة وأيضاً نشاط للسيولة الانتهازية التي تبدأ بالشراء عند استقرار المؤشر عند مناطق دعم مؤقتة وتحديداً في الشركات الصغيرة التي تسهل المضاربة بها ثم الخروج السريع وتحقيق مكاسب معقولة.