بعد تصريحات متفائلة.. مفاوضات منظمة التجارة العالمية تنهار

الممثلة التجارية الاميركية تعلن أمس فشل المحادثات (أ.ف.ب)
TT

اختتمت المفاوضات التي تجري في إطار منظمة التجارة العالمية في جنيف أمس من دون التوصل الى اتفاق. وانهارت محادثات ماراثونية بشأن موجة جديدة من تحرير التجارة العالمية أمس بعد تسعة أيام من المفاوضات الشاقة.

وقالت الممثلة التجارية الاميركية سوزان شواب للصحافيين في مقر منظمة التجارة العالمية بعد ان فشلت الدول في التوصل لحل وسط بشأن إجراءات لحماية المزارعين في الدول الفقيرة «كنا قريبين جدا من تحقيق هذا».

وأضافت قائلة «الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بجولة الدوحة. هذا ليس وقت الحديث عن انهيار الجولة... التعهدات الاميركية تبقى على الطاولة في انتظار ردود تبادلية».

وبينما كان الفشل يبدو مرجحا أبقى وزير التجارة النيوزيلندي فيل جوف على الأمل في ان تتواصل محادثات الدوحة في موعد لاحق.

وقال «آمل إن ما حققنا هذا الأسبوع يمكن ان يستخدم على الأقل للبناء على أساس للمستقبل».

لكن خبراء يقولون ان فشل المحادثات في الوصول الى اتفاق عريض بشأن جولة الدوحة قد يؤجل أي اتفاق عالمي لتحرير التجارة بضع سنوات إضافية.

وبدأت المفاوضات من اجل اتفاقية جديدة للتجارة العالمية في عام 2001 بعد وقت قصير من الهجمات التي شنت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) على أمل دعم الاقتصاد العالمي ومساعدة الدول الفقيرة.

لكنها انتقلت من أزمة الى أخرى وهي تواجه خطر التعطل لسنوات أخرى ما لم تتحقق انفراجة الان وذلك بسبب انتخابات الرئاسة الاميركية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) وعوامل أخرى.

وعارضت واشنطن مسعى للهند والصين واندونيسيا لتأمين إجراءات لحماية مزارعيها إذا واجهوا زيادات مفاجئة في واردات زراعية رخيصة.

وفي وقت سابق حث بيتر ماندلسون المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي الأطراف على السعي إلى حل وسط. وقال «اذا كان الناس لا يريدون هذا الاتفاق فانه لا يوجد اتفاق أفضل على الطريق وعلينا فقط أن نأخذ في الحسبان ما الذي سنخسره إذا أخفق هذا».

وكانت هذه المفاوضات ترمي إلى استكمال ما يسمى «جولة الدوحة» من محادثات تحرير التجارة العالمية. وأكدت شواب «بقاء المقترحات الأميركية على طاولة المفاوضات».

وحسب دوائر مطلعة في الوفود المشاركة في المفاوضات فإن نحو أربعين وزيرا المشاركين في المفاوضات فشلوا في التوصل إلى حلول وسط طبقا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وأشار بعض المشاركين إلى احتمال استئناف هذه المفاوضات الخريف المقبل.

وقال دبلوماسيون لرويترز ان المحادثات الرامية لإنقاذ اتفاق لتحرير التجارة العالمية انهارت أمس. وقال دبلوماسي ان الانهيار جاء مع فشل الولايات المتحدة والهند في التوصل لحل وسط بشأن إجراءات تهدف الى مساعدة الدول الفقيرة في حماية مزارعيها في مواجهة زيادات حادة في الواردات.

ويأتي فشل المحادثات أمس بعد أن توقفت أول من أمس الاثنين بسبب الخلاف حول الحل الوسط الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي من أجل إتمام جولة محادثات الدوحة لتحرير التجارة العالمية المستمرة منذ سبع سنوات.

وتصاعد الخلاف بعد رفض كل من الهند والصين بشكل خاص فتح أسواقها الزراعية بصورة أكبر حيث ترفضان التخلي عن آليات دعم المزارعين في البلدين.

وردا على هذا الموقف اتهمت الممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب البلدين بنسف الحل الوسط الذي تم التوصل إليه بعد جهد بالغ وقالت إن الولايات المتحدة قدمت تنازلات كبيرة وبخاصة فيما يتعلق بإلغاء دعم القطن الأميركي.

في الوقت نفسه أبدى مندوبو بعض الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية تعاطفهم مع الهند والصين قائلين إنه ما زال هناك أعداد كبيرة من المزارعين الفقراء في الهند والصين ويحتاجون إلى مساندة الدولة لهم وأنه يجب تعزيز الأمن الغذائي والزراعي لمثل هذه الدول وليس إضعافه عن طريق السماح بدخول الواردات الرخيصة إلى أسواقها.