الأسهم السعودية تتهاوى مع صدى خسائر البورصات العالمية

«المؤشر العام» يسجل تراجعا لليوم الخامس على التوالي

TT

واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية نزيف النقاط لليوم الخامس على التوالي متزامنا مع صدى الأنباء المتواردة عن الأسواق العالمية التي شهدت موجة من الهبوط في تداولاتها أمس وسط عودة معدلات السيولة إلى مستوياتها خلال الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع.

وتراجعت سوق الأسهم السعودية في وقت تعرضت فيه بورصات عالمية لتراجعات ملموسة أمس حيث شهدت بورصة لندن انخفاضا صباح أمس لجلستها الرابعة على التوالي نتيجة المصاعب التي تواجه القطاع المصرفي بشكل خاص، كما تراجعت الأسهم الأوروبية في جلستها أمس في القطاع البنكي، إضافة إلى ما تكبدته الأسهم الأميركية يوم أمس الأول من خسائر حادة على خلفية توقعات صندوق النقد الدولي بتكبد المؤسسات المالية المزيد من الخسائر في ظل استمرار تداعيات أزمة الرهن العقاري.

ومن الواضح أن ظروف الأسواق العالمية عصفت بكثير من الأسواق العربية والخليجية بشكل عام والسوق السعودية بشكل خاص حيث ساهم قطاع المصارف والخدمات المالية الذي خسر قرابة 187.78 نقطة بنسبة 0.88 في المائة بالضغط على المؤشر العام ليخسر 32.4 نقطة بنسبة 0.37 في المائة. وساهم قطاع الصناعات والبتروكيماوية بتقليص خسائر المؤشر العام في آخر دقائق تعاملات أمس جراء الحركة السعرية لسهم «سابك» الذي أغلق مرتفعا 0.59 في المائة، ليغلق مؤشر السوق عند مستوى 8773 نقطة بحجم سيولة 8.1 مليار ريال (2.1 مليار دولار) توزعت على ما يزيد 235 مليون سهم. وفي الوقت ذاته تأثر قطاع الاتصالات بموجة بيع عارمة ساهمت بانخفاض حاد لأحد مكوناته، ليخسر قطاع الاتصالات ما نسبته 1.37 في المائة.

وارتفعت أسهم 5 قطاعات مقابل 10 قطاعات حيث أغلقت مؤشراتها على انخفاض في وقت جاء سهم «الدرع العربي» في المرتبة الأولى من حيث أكثر شركات السوق ارتفاعا ليغلق على النسبة العليا المسموح بها في نظام تداول، كما جاء سهم «معادن» في المرتبة الأولى من حيث أكثر شركات السوق نشاطا من جهة القيمة والكمية حيث بلغت قيمة إجمالي ما تداولته من أسهمها بأكثر من 4.2 مليار ريال توزعت على ما يزيد من 143 مليون سهم .

أمام ذلك، بين لـ«الشرق الأوسط» عماد زهران (المحلل الفني) أن المتداولين في سوق المال السعودي يفتقدون لعنصر مهم في عملية تعاملاتهم في السوق وهو «الثقة» التي بدأت تتلاشى جراء الهبوط المتواصل خلال الفترة الماضية، موضحا أن هناك عملية تغيير مراكز بين القطاعات معززا ذلك انخفاض بعض القطاعات وارتفاع البعض الآخر في الوضع الراهن المحيط بالمنطقة، مما تسبب في عملية التذبذب الراهن في المؤشر العام.

وأشار زهران الى أن مكررات الأرباح والنتائج المالية ستدعم السوق في الفترة المقبلة ما لم تحدث أي تغيرات سلبية في الملف الإيراني الذي سيلعب دوراً في تغيير إستراتجية بعض المستثمرين.

من جانبه، أفاد عبد القدير صديقي (المحلل الفني) في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن سوق الأسهم السعودية أصبحت أكثر حساسية وفاعلية بعد دخول السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن ذلك دعا إلى استثمار بعض الشركات المدرجة بسوق المال في الخارج ما جعل التراجعات بالأسواق العالمية لها دور ولو كان محدودا بالأسواق الآسيوية بشكل عام والسعودية بشكل خاص.