العراق: «مدينة كردستان للغاز» تسعى لجذب استثمارات تزيد على 40 مليار دولار

يتوقع توفيرها فرص عمل غير مباشرة لنحو 200 ألف مواطن

TT

أعلنت أمس شركة «مدن الغاز»، الشركة المملوكة مناصفة بين دانة غاز، وشريكتها «نفط الهلال»، عن قيام حكومة إقليم كردستان رسميا بتخصيص قطعة أرض تمتد على مساحة 461 مليون قدم مربع، لإقامة مشروع «مدينة كردستان للغاز»، وذلك عقب إكمال عمليات مسح مكثفة تم إجراؤها وشملت العديد من المواقع. وسيشهد نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان حفل وضع حجر الأساس الذي من المقرر انعقاده في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، بحضور عدد من الوزراء وكبار الشخصيات، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين وصناع القرار في قطاع النفط والغاز المحليين والدوليين، بحسب ما جاء في بيان تلقته «الشرق الأوسط». وتُعَد «مدينة كردستان للغاز» مشروعا صناعيا رائدا ومبتكرا يهدف إلى الاستفادة القصوى من موارد الغاز التي تزخر بها المنطقة، ويتضمن منشأة صناعية متكاملة ومستدامة. ويستهدف المشروع في تصميمه تشجيع استثمارات القطاع الخاص في الصناعات المختلفة المتعلقة بقطاع الغاز الطبيعي في إقليم كردستان العراق، الامر الذي سيفيد المواطنين من خلال التأهيل وخلق عشرات الآلاف من الوظائف الجديدة ورفع النشاط الاقتصادي عامة.

وستتضمن «مدينة كردستان للغاز» منشآت صناعية وسكنية وتجارية ضمن مدينة متكاملة سيتم إنشاؤها باستثمارات مبدئية على البنى التحتية من المتوقع أن تصل إلى نحو 3 مليارات دولار أميركي، لتهيئة الأرض المخصصة للمشروع لاستقبال سكانها، وستسهم هذه الاستثمارات المبدئية في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي ستزيد على 40 مليار دولار (147 مليار درهم) خلال مرحلة التشغيل.

وتم هيكلة مدينة الغاز لاحتضان ما يزيد على 20 نوعا مختلفا من الصناعات البتروكيماوية والصناعات الثقيلة ذات المستوى العالمي، بالإضافة إلى مئات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومجموعة من المنشآت المدنية العصرية والمرافق الخدمية المجهزة بالكامل. وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق: «أسهمت كل من دانة غاز ونفط الهلال بقوة في دعم الاقتصاد العراقي من خلال عملهما في إقليم كردستان العراق حتى الآن، وستمثل (مدينة كردستان للغاز) توسعا لهذه الإنجازات التي تستحق الثناء والتقدير. ونحن نثمن عاليا التزامهما بالعمل المثمر في الإقليم، ونرحب بجهودهم لدعم الشعب العراقي وتعزيز الاقتصاد العراقي، حيث أننا نحقق تقدما كبيرا في سعينا لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل للمواطنين من خلال مهنيتهم العالية وحرصهم الدؤوب على دعم الحياة الاجتماعية في الإقليم». من جهته، شرح حميد جعفر، الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة دانة غاز حول ما يعنيه هذا الإنجاز قائلا: «تعتبر مدينة كردستان للغاز خطوة بارزة نحو تحقيق استراتيجية دانة غاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ونود في هذه المناسبة تقديم بالغ الشكر وعظيم الامتنان لحكومة إقليم كردستان ومعالي رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني لترحيبهم بتطبيق مبادرة نفط الهلال ودانة غاز في إقليم كردستان العراق، حيث نعمل على تقوية الاقتصاد العراقي وضمان حياة أفضل للمواطنين العراقيين». وتعتبر «مدينة كردستان للغاز» الأولى ضمن سلسلة من مدن الغاز سيتم تطويرها عبر العديد من المواقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا من قبل شركة مدن الغاز (غاز سيتيز)، وهي شركة تم تأسيسها مناصفة بين شركتي دانة غاز ونفط الهلال. ومن المتوقع أن يسهم مشروع «مدينة كردستان للغاز» في توفير فرص عمل غير مباشرة إلى نحو 200 ألف مواطن عراقي في المشاريع الصناعية، ومشاريع البنى التحتية، وخدمات الدعم، وغيرها من النشاطات التجارية المختلفة.

إلى ذلك، قال بدر جعفر، رئيس مجلس إدارة مدن الغاز، والمدير التنفيذي لشركة «نفط الهلال»: «تعتبر مدينة كردستان للغاز باكورة أعمالنا في هذا المجال، والأولى ضمن سلسلة من مدن الغاز المشابهة والتي من المخطط إنجازها في مناطق متعددة في منطقة الشرق الأوسط. ومدن الغاز هي مشروع جديد مكرس لتقديم هذا المفهوم الفريد والمبتكر وتطويره، وستعمل على محاولة صياغة شراكة راسخة بين القطاعين العام والخاص للتوسع في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وخلق فرص نمو محلية لا مثيل لها ضمن المجتمعات التي نخطط إطلاق مفهوم مدينة الغاز في رحابها». ومن ناحية أخرى، وبموجب اتفاقية الخدمات التي تم توقيعها مع حكومة إقليم كردستان في أبريل (نيسان) 2007، فقد قامت دانة غاز ونفط الهلال بإكمال بناء 80 في المائة من شبكة أنابيب بطول 180 كيلومترا وتشييد مصنعين لإنتاج المسال، بهدف إمداد ومعالجة الغاز الطبيعي ونقله على وجه السرعة لاستعماله وقودا في محطات توليد الطاقة الكهربائية. وقد تم التعاقد مع مقاولين، وحرفيين، وفنيين مهرة، وعمال عراقيين لإنجاز المشروع خلال كافة مراحل الإنشاء لدعم المحتوى المحلي للمشروع وتعزيز المنفعة الاقتصادية. وتسير الأعمال في المشروع على الطريق الصحيح لإنتاج 150 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا خلال المرحلة الأولى، وذلك خلال الأسابيع القادمة، على أن تتضاعف نسب الإنتاج إلى 300 مليون قدم مكعب في أوائل عام 2009. وتبلغ طاقة الغاز الذي سيتم إمداده إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية الجديدة قيد الإنشاء في أربيل والسليمانية 1.250 ميغاواط، لتوفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 4 ملايين نسمة من سكان إقليم كردستان وباقي المناطق العراقية. وتعتبر الاستثمارات الإجمالية للمشروع، والتي بلغت 650 مليون دولار، أضخم استثمار من القطاع الخاص في العراق منذ عقود. وستؤدي هذه الاستثمارات ليس إلى توفير إمدادات الغاز المطلوبة على وجه السرعة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية وبتكاليف زهيدة فحسب، بل وإلى ادخار ما يزيد على 2 مليار دولار أميركي سنويا في ميزانية الحكومة العراقية المخصصة لتغطية تكاليف الوقود. كما سيخلق المشروع أكثر من 2000 فرصة عمل للمواطنين العراقيين من كافة الطوائف والأعراق، وسيوفر فرص التدريب والتأهيل للمواطنين للعمل في قطاع النفط والغاز.