معدل السيولة اليومي يدعو للقلق مع عودة انخفاضه

«المؤشر العام» يتراجع لليوم السادس على التوالي

TT

أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي تداولاته، متراجعاً لليوم السادس على التوالي بانخفاضه 32.31 نقطة ليغلق عند مستوى 8740.74 نقطة تمثل هبوطاً قوامه 0.37 في المائة، مع ما شهدته تداولات أمس مع عودة مجددة لتراجع مستويات السيولة لمعدلات دون 6 مليارات ريال وتحديدا عند 5.5 (1.4 مليار دولار) توزعت على ما يزيد على 146 مليون سهم. وكانت الآمال قد تجددت مع دخول سهم «معادن» الذي رفع متوسط السيولة اليومي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من 6 مليارات ريال لتصعد مع دخول السهم إلى فوق حاجز 13 مليار ريال، ليتقهقر أمس الأول إلى 8 مليارات ريال، قبل أن يعود في تداولات أمس إلى 5.5 مليار ريال. وتجاهلت سوق الأسهم السعودية انتعاش بعض القطاعات نسبياً حيث لم يشفع التحرك الايجابي لقطاع الصناعات والبتروكيماوية في الحفاظ على الاستقرار بعد موجة البيوع العشوائية جراء كسر نقاط دعم مهم خلال الأسبوع المنصرم حسب نظرة بعض الخبراء والمحللين الفنيين، في وقت شهد فيه قطاع المصارف انخفاضاً بنسبة 0.87 في المائة الذي يأتي امتداداً لسلسلة من التراجعات بدأت منذ مايو (أيار) الماضي. وشهد قطاع الاتصالات الذي كان قد أبدى انتعاشاً ملموساً خلال الأسبوع الماضي، انخفاضا ولليوم الرابع بنسبة 2.46 في المائة بعد أن شهد القطاع تحركات قوية في الفترة الماضية جراء تحرك أسهم «الاتصالات السعودية» وسهم «زين».

ومن منطلق تعزيز الشفافية والإفصاح، أعلنت شركة السوق السعودي (تداول) أنها ستبدأ عرض قوائم كبار الملاك في الشركات المدرجة بالسوق ابتداء من منتصف أغسطس (آب) المقبل على أن يتم عرض قوائم أسماء جميع من يمتلك ما نسبته 5 في المائة أو أكثر من أسهم كل شركة حسب سجلات مركز الإيداع لدى شركة «تداول»، إذ سيتم تحديث قوائم كبار الملاك في الشركات المدرجة علي موقع تداول بنهاية كل يوم.

ويرى بعض الخبراء الماليين والفنيين ان إدراج الخبر بعد نهاية جلسة تداولات الأسبوعية يعطي فرصة لامتصاص ردود الفعل للمتداولين خلال اليومين القادمين حيث لا توجد فيها تعاملات متزامنة مع يومي عطلة نهاية الأسبوع المقررة رسميا في السعودية بيومي الخميس والجمعة.

ويُعرف أن طبيعة أي سوق مالية في العالم أن تكون ذات حساسية عالية ومفرطة حيث يمكن لأي إشاعة أن تلقي بآثارها السلبية أو الإيجابية على التداولات التي تتأثر بدورها من نفسية المتعاملين الحريصة على الحفاظ على مكاسب محافظها والعناية بتنميتها.

من جهته، أشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد الرشيد المحلل الفني المعتمد دولياً إلى سوق الأسهم السعودية بعد إعلان نتائج الشركات القيادية والانتهاء من أدراج سهم شركة عملاقة مثل «معادن» بدأ يعطي إيحاءات بالتوجه نحو الهدوء بتأثير من نفسيات المتداولين خلال الفترة الحالية. واعتبر الرشيد أن مستوى 8512 نقطة يعتبر أهم الدعوم الحالية أمام المؤشر العام على المدى القريب.

إلى ذلك، ذكر ماجد العمري، المحلل الفني المعتمد دوليا، أن تأخر «المؤشر العام» في تأكيد الارتداد المؤقت الذي سجله يوم أمس الأول بعد أن تكونت إحدى الشموع اليابانية ذات الضلال الطويلة عند مستويات 8700 نقطة. وبين العمري أن ظهور هذه الشمعة إشارة تحذيرية إيجابية، خصوصا أنها ظهرت بعد هبوط قوي لتؤكد الايجابية من خلال الإغلاق فوق مستويات 8853 نقطة، بينما في حالة إغلاق المؤشر العام تحت مستوى 8664 نقطة، فهو ما يعني استمرار الهبوط على المدى القصير تمهيداً للحاجز المهم عند مستوى 8512 نقطة. وأشار العمري إلى أن معدلات السيولة في انخفاض مستمر، مما يؤكد استمرار التحركات الضعيفة خلال الفترة الحالية، مفيداً أن ما يدعم مسار السوق السلبي أن المؤشرات الفنية بصورة عامة لا تزال سلبية على المدى المتوسط.