بريطانيا: إطلاق «قرطبة».. أول بطاقة ماستركارد مسبقة الدفع متوافقة مع الشريعة

الرئيس التنفيذي لـ «الشرق الأوسط»: سميناها «قرطبة» لبعدها التاريخي المرتبط بازدهار الحضارة الإسلامية في أوروبا

نظرا لأن «قرطبة غولد» هي في حقيقة الأمر بطاقة «ماستر كارد»، فإنها تلقى قبولاً لدى 27.3 مليون جهة بمختلف أنحاء العالم، بينها 1.9 مليون ماكينة صرف آلي (تصوير: حاتم عويضة)
TT

اطلقت في بريطانيا أمس أول بطاقة «ماستر كارد» مسبقة الدفع متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية والتي بمقدورها بحسب المشرفين عليها توفير ما يصل إلى 90% عند تمرير المال ـ مقارنة بعمليات تحويل الأموال ـ إلى أوروبا وجنوب آسيا والأجزاء الأخرى من العالم، علاوة على المساعدة في إدارة النفقات في وقت تتعرض فيه الأوضاع المالية للكثير من الأسر لأزمة بالغة جراء ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وتجمع البطاقة الجديدة مسبقة الدفع الصادرة عن «مجموعة قرطبة المالية» بين مزايا الأمن التي توفرها بطاقة «ماستر كارد» والمبادئ المالية الأخلاقية التي تنص عليها الشريعة الإسلامية والفوائد المترتبة على الدخول في شراكة مع «أدفانسيد بايمنت سلوشنز»، رائدة سوق البطاقات الائتمانية مسبقة الدفع داخل المملكة المتحدة التي يقدر عدد المسلمين فيها بنحو المليونين.

وتوفر بطاقة «قرطبة غولد» إمكانية الحصول على تمويل دون ائتمان أو خطر الإفراط في الإنفاق. ومع عدم فرض فوائد أو رسوم على الدفع المتأخر أو حد أدنى للمدفوعات الشهرية، حيث يقوم حملة هذه البطاقة بمجرد ضخ الأموال في البطاقة، بحيث تصبح جاهزة في متناولهم و متناول أسرهم للاستخدام بأي مكان داخل المملكة المتحدة أو الخارج. وليس من الضروري أن يكون لدى الراغبين في الحصول على هذه البطاقات حسابات مصرفية. ونظراً لأن «قرطبة غولد» هي في حقيقة الأمر بطاقة «ماستركارد»، فإنها تلقى قبولاً لدى 27.3 مليون جهة بمختلف أنحاء العالم، بينها 1.9 مليون ماكينة صرف آلي ومناطق أخرى يمكن الحصول على الأموال النقدية منها. و أكد لـ«الشرق الأوسط» احمد سليمان المدير التنفيذي لـ«مجموعة قرطبة المالية»، ان اختيار اسم قرطبة راجع لبعده التاريخي والحضاري المرتبط بفترة ازدهار الحضارة الاسلامية في أوروبا، بالاندلس (جنوب اسبانيا حاليا). واشار سليمان الى أن مجموعة من المستثمرين في بريطانيا تقف وراء المشروع، وهو بتمويل محلي في بريطانيا وليس وراءه أي رأسمال أجنبي.

واضاف سليمان: «المستهلكون سئموا الرسوم الخفية والرسوم الجزائية المرتفعة ومعدلات الفائدة الضخمة والأوراق المطبوعة بخط صغير غير واضح، وتعتبر هذه البطاقة بديلاً جذاباً يتيح أسلوب سداد مريح وآمن يعد نموذجياً لأي شخص. واشار إلى أنه: «علاوة على ذلك، نعتقد أن المنتجات المتوافقة فعلا مع الشريعة، وليس الخيارات المبتكرة، هي ما يطالب به المستهلكون المسلمون. وهذه البطاقة هي أول منتج متوافق مع أحكام الشريعة يتم تصميمه بصورة محددة من أجل تناول الاحتياجات الحقيقية لملايين المسلمين العاديين، وليس إجمالي الأموال الإسلامية الموجهة إلى الحكومات والمؤسسات وجهات الاستثمار الأخرى».

من ناحية أخرى، أوضح «ريتش واجنر»، المسؤول التنفيذي لدى «أدفانسيد بايمنت سلوشنز»، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «نشعر بالابتهاج إزاء شراكتنا مع مجموعة قرطبة المالية وماستركارد لإطلاق هذا المنتج المبتكر والذي نعتقد انه يلبي احتياجات ليس فقط للمسلمين الذين يعانون من ضآلة الخدمات الموجهة إليهم، وإنما كذلك غير المسلمين الراغبين في تغيير أنماط إنفاقهم. وتوفر البطاقة حلاً معقولاً ويسيراً يتيح القدرة على الحصول على المال من خلال شبكة الانترنت وأثناء الوجود خارج البلاد مع التمتع بحماية شرائية إضافية ضد الإفلاس أو التصفية أو عدم تسليم السلع». من ناحيته، صرح «فيليب دافيز»، مدير شؤون التنمية التجارية بـ«ماستر كارد أوروبا»: «نشعر بالابتهاج تجاه شراكتنا مع أدفانسيد بايمنت سلوشنز في منتج آخر يمثل الأول من نوعه ويتميز بالابتكار موجه إلى فئة متنامية من المجتمع داخل المملكة المتحدة تعاني من قلة الخدمات الموجهة إليها.» واشارت «مجموعة قرطبة المالية» انه أنه طبقاً لسياستها الخيرية، فستعمل على التبرع بما يصل إلى 10% من أرباحها إلى عدد من المنظمات الخيرية، بينها «كليك سيرجنت» و«الإغاثة الإسلامية».