النفط يرتفع مع تعطيل الصراع في جورجيا لحركة الناقلات

رئيس «أوبك» يحث أعضاءها على الالتزام بحصص الإنتاج المتفق عليها

TT

ارتفع سعر النفط بأكثر من دولار أمس، معوضا جزئيا انخفاضه خمسة دولارات في الجلسة السابقة مع تصاعد القتال بين روسيا وجورجيا الذي عطل بعض الصادرات من منطقة قزوين. لكن المحللين قالوا ان ارتفاعات النفط حد منها ارتفاع الدولار الذي بلغ أعلى مستوياته في ستة أشهر أمام سلة عملات امس. ووصلت الاسعار الى 116.90 دولار في نيويورك و115.32 دولارفي لندن، وارتفعت بالتالي دولارين مقارنة مع سعر الاغلاق مساء الجمعة بسبب القلق من الوضع الأمني في جورجيا.

وكان النفط قد انخفض نحو 31 دولارا، أي 21 بالمائة عن ذروته البالغة 147.27 دولار التي سجلها يوم 11 يوليو (تموز) وسط مخاوف من تباطؤ الطلب. ونقلت «رويترز» عن ديفيد مور، المحلل في «كومنولث بنك أوف استراليا» في سيدني قوله «الصراع العسكري في جورجيا هو العامل الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط هذا الصباح». وأضاف «هناك كذلك درجة من الانتعاش الفني بعد الانخفاض الحاد في اسعار النفط يوم الجمعة». وقالت شركة الطاقة الأذربيجانية الحكومية يوم السبت الماضي ان الصراع بشأن اوسيتيا الجنوبية أدى الى تعطيل شحنات الخام الأذري والوقود المكرر من ميناءين في جورجيا. ويمر خط انابيب نفط رئيسي ينقل الخام الأذري عبر جورجيا لكنه تعطل الاسبوع الماضي في الجزء المار بتركيا قبل بدء الصراع. وأدى الحريق الذي نشب في الجزء التركي من خط انابيب باكو ـ تفليس ـ جيهان الى وقف عمليات تحميل الخام الأذري الخفيف الى ميناء جيهان التركي. وكانت التوترات بين ايران والغرب بسبب برنامجها النووي والمخاوف من ان اسرائيل أو الولايات المتحدة قد تشن هجوما على ايران من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع اسعار النفط في الاشهر القليلة الماضية. وقال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك في تصريحات نشرت أمس ان أعضاء أوبك يجب أن يلتزموا بحصص الانتاج المتفق عليها. وجاءت تصريحات خليل أثناء زيارة لايران ونقلتها وكالة «شانا» للانباء التابعة لوزارة النفط الايرانية. ورفعت أوبك مستوى انتاجها المستهدف غير الرسمي في اتجاه تقوده المملكة العربية السعودية بعد أن تعهدت بتلبية الطلب المتزايد والمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار النفط. وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن أعضاء أوبك الاثني عشر الذين تغطيهم مظلة الانتاج المستهدف ضخوا 30.20 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز)، بزيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا عن الهدف غير الرسمي. ونقلت وكالة «شانا» عن خليل قوله «باستثناء العراق والاعضاء الجدد الذين هم خارج نظام حصص أوبك.. يجب أن يكون انتاج بقية الاعضاء في اطار الحصص التي أعلنوا التزامهم بها».

وأنتجت السعودية 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو وهو أسرع معدل منذ عام 1981 بينما يبلغ انتاجها المستهدف 8.943 مليون برميل يوميا. وفي أوائل أغسطس (آب) قال وزير النفط الايراني، غلام حسين نوذري، ان على أعضاء أوبك الذين رفعوا انتاجهم «أن يضعوه تحت السيطرة» اذا انخفضت الاسعار أكثر من هذا. وأضاف أن أوبك ستناقش مسألة مراقبة الانتاج في اجتماعها القادم في سبتمبر (أيلول) ان واصلت الاسعار هبوطها. ومنذ ذلك الحين تراجع السعر الى 116 دولارا للبرميل من 125 دولارا.

هذا مقارنة مع 147 دولارا بلغها السعر في يوليو. وضخت ايران، ثاني أكبر منتج في أوبك، 3.9 مليون برميل يوميا في يوليو وهو ما يتجاوز مستوى انتاجها المستهدف البالغ 3.817 مليون برميل. ونقلت وكالة «شانا» أمس عن نوذري قوله ان هبوط أسعار النفط سيشكل ضغوطا على المشروعات الرامية للتوسع في الانتاج النفطي. وقال ان تكاليف المشروعات ارتفعت مع زيادة أسعار النفط لكنها لن تهبط مع هبوط الاسعار. وتابع «هذه المسألة تشكل ضغوطا على مشروعات النفط».

واجتمع خليل مع نوذري أول من أمس الاحد. ويرافق رئيس أوبك الذي يتولى أيضا منصب وزير الطاقة والمناجم بالجزائر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في زيارة رسمية لايران. وتحدث الوزيران عن انشاء منظمة لتصدير الغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك». ونقلت شانا عن نوذري قوله «نتوقع أن تلعب الجزائر دورا نشطا في انشاء منظمة تصدير الغاز لكونها واحدة من مصدري الغاز الكبار».

وقالت الوكالة ان خليل يؤيد انشاء منظمة لدراسة سوق الغاز وتبادل وجهات النظر بشأنها. وتريد ايران تحويل منتدى البلدان المصدرة للغاز الى منظمة رسمية شبيهة بأوبك. وايران ليست من مصدري الغاز الكبار لكنها تعتزم الاستحواذ على حصة أكبر من السوق الدولية في المستقبل. أما الجزائر فمورد غاز رئيسي لأوروبا.

وعلى صعيد العملات سجل الدولار ارتفاعات لم يشهدها منذ عدة اشهر أمس بعد ان أعاد المتعاملون تقييم ما اذا كان التباطؤ الذي أصاب الاقتصاد الأميركي سيظهر في مناطق أخرى من العالم، لكن الدولار تراجع بعد ذلك وسط عمليات بيع لجني الأرباح. واليورو الذي شهد الأسبوع الماضي أكبر انخفاض أسبوعي له منذ عام 1999 انخفض الى 1.49 دولار في وقت سابق أمس قبل ان يرتفع متجاوزا 1.50 دولار. وكانت تصريحات قوية مناهضة للتضخم من جانب مسؤول بارز بالبنك المركزي الاوروبي وارتفاع اسعار النفط قد ابعدت الاضواء عن ارتفاع الدولار المبكر ووفرت الذريعة للمتعاملين للاستفادة من انخفاض اسعار السلع على مدى شهر وارتفاع الدولار في الفترة الاخيرة. وحذر كلاوس ليبشر، من البنك المركزي الاوروبي، من أن التضخم ما زال مرتفعا، وذكر المستثمرين بأن ما يشغل البنك في الأساس هو تهدئة التضخم وتحجيم الضغوط على الاسعار. لكن تحذير جان كلود تريشيه، رئيس البنك الأسبوع الماضي من ان منطقة اليورو تواجه أوقاتا صعبة أكدت ما كان يشتبه فيه العديد من الاقتصاديين وهو ان بقية العالم ليس بمنأى عن المشكلات الاقتصادية التي تحملتها الولايات المتحدة والتي نتجت عن الأزمة المالية المستمرة منذ عام. وارتفع اليورو 0.4 بالمائة خلال امس الى 1.5065 منتعشا من مستوى 1.4908 دولار القريب من أدنى مستوياته في ستة أشهر. وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الاميركية أمام سلة من ست عملات 75.550.

وسجل المؤشر أعلى مستوياته في ستة اشهر عند 76.192 في وقت سابق أمس. ومن المتوقع ان يرتفع الدولار في الاجل القصير، خاصة اذا استمر المتعاملون في تسييل مراكزهم في السلع والعملات غير الدولار. وأبقى ضعف اليورو أمام الين الدولار منخفضا امام العملة اليابانية فنزل 0.25 بالمائة اليوم الى 109.95 ين. وعلى صعيد البورصات العالمية سجلت الاسهم الأوروبية أعلى مستوياتها في ستة أسابيع في التعاملات المبكرة أمس مدعومة بأسهم شركات النفط التي تدعمت بدورها بارتفاع أسعار النفط الخام بسبب القتال بين روسيا وجورجيا. وارتفعت أسعار شركات السيارات مع تراجع قيمة اليورو. وارتفع مؤشر يورو فرست لأسهم كبرى الشركات الاوروبية بنسبة واحد بالمائة الى 1210.48 نقطة وهو أعلى مستوياته منذ يوم 26 يونيو (حزيران).

وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية أمس على ارتفاع مدفوعة بعمليات شراء أسهم شركات التصدير فى ضوء ضعف الين والمكاسب التي حققتها بورصة وول ستريت قبل مطلع الأسبوع.

وقفز مؤشر نيكاي القياسي خلال تعاملات الصباح 262.5 نقطة أي بنسبة 1.99 بالمائة ليغلق عند 13430.91 وهي الأعلى منذ 24 يوليو الماضي.

كما ارتفع مؤشر توبكس للأسهم الممتازة 20.07 نقطة، أي بنسبة 1.59 بالمائة ليصل إلى 1280 نقطة.

من جهة أخرى ارتفع سعر الذهب في أوروبا أمس بعد اقبال على الشراء لاقتناص فرصة تدني السعر يوم الجمعة لاقل مستوى منذ ثلاثة أشهر. ومما ساهم في ارتفاع سعر الذهب صعود أسعار النفط، لكن حد من الارتفاع زيادة قيمة الدولار. وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 859.90 ـ 860.90 دولار للأونصة (الأوقية) بالمقارنة مع 855.40 ـ 857.00 دولارا في أواخر المعاملات في نيويورك يوم الجمعة الماضي عندما تدنى السعر لأقل مستوى منذ ثلاثة أشهر عند 850.50 دولار.