«يو.بي.إس» يعيد هيكلة وحداته مع فرار العملاء الأثرياء

البنك يشطب خسائر جديدة بقيمة 331 مليون دولار

أكثر البنوك الأوروبية تأثرا بأزمة الائتمان العالمية، يسعى للحفاظ على عملائه الأثرياء (رويترز)
TT

أعلن بنك يو.بي.اس السويسري أمس، أكثر البنوك الأوروبية تأثرا بأزمة الائتمان العالمية، عن شطب خسائر جديدة بقيمة 358 مليون فرنك سويسري (331 مليون دولار) للفترة ما بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين، لتقدر إجمالي الخسائر بـ5.1 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وأوضح تقرير عن البنك، عزمه إعادة هيكله وتقسيم وحدته الاستثمارية، ووحدات إدارة الثروات بعد رابع خسارة ربعية على التوالي تتعلق بأزمة الائتمان، إلى ثلاث وحدات منها وحدة لإدارة الثروات عالميا، وإدارة أصول بالإضافة إلى البنك الاستثماري. سيقوم بنك يو.بي.اس بتقسيم وحدته الاستثمارية التي تكبدت أكبر خسائر في أوروبا من أزمة الائتمان مما ابعد العملاء الأثرياء في خطوة يقول المحللون إنها تشير إلى احتمال بيع الوحدة.

وأذعن اكبر بنك يخدم الأثرياء في العالم لضغوط حملة الأسهم بشأن إعادة الهيكلة، معترفا بوجود مشكلات في نموذج البنك الواحد، بعد أن أعلن شطب أصول أخرى وانسحاب عملاء في الربع الثاني، وتوقعه لانعدام التحسن في القطاع التمويلي للربع الثاني. وعين البنك السويسري كذلك مسؤولا ماليا جديدا وأعضاء جددا في مجلس الإدارة، في محاولة لإعادة بناء الثقة في القطاع المصرفي السويسري، الذي كان يتمتع بسمعة طيبة، فيما رحب المستثمرون بإعادة الهيكلة قائلين انها قد تقود في نهاية الأمر إلى تقسيم البنك. وأشار البنك إلى أن إعادة الهيكلة والانقسام إلى 3 وحدات، سيجعلها أكثر تأثيرا ورشاقة في إدارة الاتجاهات المختلفة في القطاع التمويلي، بالإضافة إلى أن الأرباح ستعود على أداء الوحدة المنتجة، بدلا من المجموعة ككل.

وضغطت مجموعة أوليفانت إحدى المستثمرين في البنك مرارا، لفصل إدارة الثروات عن وحدة البنك الاستثماري. وارتفع سهم البنك 2.4 في المائة إلى 23.74 فرنك (21.92 دولار) في تعاملات بورصة زيوريخ. وبحسب وكالة رويترز، قال بيتر كورير رئيس يو.بي.اس في مؤتمر صحافي ان المنافسين يتطلعون لأصول يمكن أن يشتروها رخيصة في سوق هابطة، لكنه أكد أن المجموعة ليست للبيع ولم تتلق أي عرض رسمي.

وأبلغ كورير الصحافيين بأنه «يمكن أن نبقيها أو نتخلص منها أو ندخلها في مشروع مشترك أو بالتعاون، ولكن حتى الآن ليست هناك خطط للتخلص منها، متوقعين أن تحقق أرباحا خلال العام المقبل». وتمثل تصريحاته تغييرا كبيرا في اسلوب البنك، الذي اعتمد لفترة طويلة على سياسة القيام بأعمال إدارة الأصول والخدمات المصرفية للأغنياء والاستثمار المصرفي معا.

وقال هيلموت هيبر مدير صندوق في «يونيون اينفستمنت» المساهم في «يو.بي.اس»، ان ادارة الثروات كان أداؤها اسوأ من المتوقع.

وقال كيان ابو حسين المحلل في «جيه.بي مورجان»: «نحن نعتقد أن وحدة الاستثمار في يو.بي.اس لن تظل مملوكة بالكامل، بل وربما يتخلص منها يو.بي.اس خلال العامين المقبلين».

ويشترك «يو.بي.اس» مع بنوك اميركية مثل سيتي غروب وميريل لينش، في تحمل الضرر الأكبر من أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر، حيث تعد هذه اكبر ثلاثة بنوك تضررت من الأزمة، في حين مازال قلق المستثمرين قائما من أثار لاحقة لها.