«قوى الشراء» تنجح في انتشال المؤشر العام من الهبوط

مسلسل «توالي الصعود» يتواصل لليوم السابع على التوالي

المؤشر العام السعودي يعيش مسلسل ارتفاعات طويل لم يشهده منذ فترة طويلة («الشرق الأوسط»)
TT

استطاعت سوق الأسهم السعودية من انتشال مؤشرها العام من الهبوط بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى، حينما خاض مقاومة ضد قوى البيع التي كادت أن توقف مسلسل الصعود الذي استمر منذ الأسبوع الماضي.

ونجحت قوى الشراء في وضع لمستها الأخيرة وضخ سيولة استثمارية ساهمت في رفع مؤشرات السوق لا سيما في قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك بعض مكونات القطاع الصناعي، إلا أنه ورغم ذلك كانت عملية الصعود ضعيفة وغير معززة بسيولة عالية. وقاد سهم الصناعات الأساسية «سابك» المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي لمواصلة ارتفاعاته المتواصلة لليوم السابع على التوالي، وسط تحسن ملحوظ في قيم التداول الإجمالية في السوق، حيث جاء تحرك السهم بعد عمليات شراء قوية ساهمت في رفع وتيرة السوق الذي عاني في بعض فتراته من ضعف القوة الدافعة نتيجة جني الأرباح الوقتية، التي بدأت تظهر في الجلستين الأخيرتين من الأسبوع الحالي. وأغلق السهم عند 123 ريالا، رابحا 2.75 ريال تمثل ارتفاعا قوامه 2.29 في المائة ليواصل بذلك مساره الصاعد لليوم الرابع على التوالي. لتبلغ قيمة ما تداولته من أسهمها بأكثر من 499 مليون ريال توزعت على ما يزيد على 4 ملايين سهم.

ويرى كثير من المراقبين أن علمية جني الأرباح الوقتية «أمر طبيعي» في الوقت الراهن وذلك حسب المعطيات التي تحيط بالسوق من أخبار، وأنظمة جديدة. بينما يرى البعض الآخر أنها مفيدة لتهدئة المؤشرات التي تشهد تحسنا ملموساً على المدى القصير والمتوسط، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 8418.96 نقطة، كاسبا 7.56 نقطة بنسبة 0.09 في المائة. وأقفل مؤشر سوق الأسهم السعودية أدائه مرتفعا بمستوى ضئيل قوامه 7.5 نقطة تمثل 0.09 في المائة من حجم المؤشر العام الذي أغلق عند 8418.96 نقطة، تم خلالها تداول 123.8 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار)، تمت عبر 218.6 ألف صفقة. وصعدت خلال تعاملات الأمس أسهم 36 شركة مقابل تراجع 66 شركة، في حين استقرت باقي أسهم الشركات ضمن 124 منشآت مدرجة في سوق الأسهم السعودية.

ويتسق حركة سوق الأسهم السعودية مع ما ذهبت إليه آراء بعض الشركات الاستثمارية في السوق المالية كما كان رأي مجموعة بخيت الاستثمارية التي قالت إنه مع اتجاه السوق للاستقرار فإن التوقع أن تبدأ قيم التداول بالارتفاع، مستطردة أن الارتفاع سيكون تدريجي للسوق وبالأخص بعدما تم نشر قوائم كبار الملاك وزوال أثرها النفسي السلبي على المتعاملين.

إلى ذلك، واصل سهم «المراعي» صعوده المتواصل ليسجل مستويات سعرية جديدة منذ سبتمبر (أيلول) من العام 2006، في وقت لا يزال فيه سهم «مجموعة استرا الصناعية» المدرج حديثا في السوق السعودي يؤدي مستوى حركيا غير مرض للمتداولين حيث سجل مستويات دنيا جديدة في قيم تداولاته منذ إدراجة ليغلق عند مستويات، خاسرا 5.3 في المائة إلى 44.50 ريالا.

أمام ذلك، ذكر لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أحمد جمعة، خبير فني، أن المؤشر العام لا يزال في مسار هابط على المديين المتوسط والبعيد، مستطردا بالقول «ليس هناك أية تغيرات فنية على المؤشر العام تساعد على تغير الاتجاه العام، وخاصة على المدى القريب، وذلك لعجز المؤشر العام عن اختراق مستويات 8430 نقطة».

وبين جمعة أن مستوى التداولات بدأ يشهد تحسنا طفيفا بعد إدراج سهم «مجموعة استرا»، معتبرا هذا التحسن بأنه «وقتي» إذ يحتاج السوق ـ على حد وصفه ـ إلى مزيد من الدعم من قبل الأسهم القيادية لاسترجاع الروح المفقودة داخل السوق.

وأشار الخبير في التحليل الفني جمعة أن المؤشرات الفنية بدأت بالتحسن التدريجي بعد الارتفاعات المتتالية التي شهدها السوق خلال الفترة الماضية ولكنها لم تعط الإشارة الأكيدة لتغير المسار الرئيسي إلى الآن.