السعودية: «أرامكو» تضخ 54 ألف برميل يومياً من الديزل لمواجهة نقص الإمدادات

الشركة أكدت لـ«الشرق الأوسط» تعاملها بخطط لتعزيز الإنتاج.. وتجار يشتكون من التأخير في مواعيد التسليم

TT

كشف مسؤول رفيع في شركة أرامكو السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن تعزيز شركته لإمدادات وقود الديزل وذلك بضخ 54 إلف برميل يومياً في عدد من محطات التوزيع، في خطوة لمواجهة النقص الذي طرأ على السوق مؤخراً.

وذكر المهندس أحمد بن عبد الرحمن السعدي المدير التنفيذي للتوزيع وأعمال الفرض في «أرامكو السعودية»، أن الشركة عززت من إمداداتها لمنطقة شمال الرياض، وذلك بنقل كميات إضافية من المنتجات البترولية المختلفة من محطات التوزيع الأخرى القريبة، عن طريق توفير صهاريج بلغ مجموع حمولتها نحو 54 ألف برميل من الديزل يوميا، لتعزيز الكميات التي يتم تحميلها يوميا من محطة جنوب الرياض.

وأضاف السعدي أن الشركة نفذت خطة لتفادي حدوث أي نقص قد يطرأ على الإمدادات، وذلك من أجل ضمان وفرة المنتجات لجميع المستهلكين في منطقة الرياض واستقرارها مع مختلف المتغيرات.

وأشار إلى أن «أرامكو» وجهت عملاءها من موزعي المنتجات البترولية في منطقة الرياض، للحصول على كميات الوقود المتفق معهم عليها من أقرب محطات المنتجات البترولية التابعة لها. لافتاً إلى أن الشركة قد رفعت الطاقة التشغيلية لمحطات التوزيع الواقعة في جنوب الرياض والقصيم والأحساء التي تعمل على مدار الساعة. وعن مدى تأثير حادث الحريق، الذي تعرضت له مؤخراً ثلاث من منصات التحميل في محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال الرياض، افاد السعدي أن الشركة أوقفت أعمال التحميل من المحطة مؤقتا للقيام بأعمال الصيانة وإعادة تشغيلها، موضحاً أن المحطة ستعود للعمل في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وأكد السعدي، أن الشركة لديها وفرة في معروض وقود الديزل في جميع محطات توزيع المنتجات البترولية التابعة لها في السعودية، نافيا تخفض حصص العملاء المعتمدين لديها، مؤكدا في هذا الشأن أنها تزيد الحصص عند الحاجة إلى ذلك.

وأفاد أن الشركة لديها اتفاقيات مع العديد من الموزعين وملاك شبكات محطات الوقود في السعودية، يتولون بموجبها استلام الكميات المتعاقد عليها مع الشركة، من محطات توزيع المنتجات البترولية التابعة لها، ثم يقومون بتوزيعها على محطات الوقود التابعة لهم ولغيرهم ولكافة المستهلكين النهائيين للمنتجات البترولية في السعودية. ولفت المدير التنفيذي للتوزيع وأعمال الفرض في «أرامكو السعودية»، أن الشركة لديها المرونة الكافية للتعامل مع مختلف متغيرات معدلات الطلب المحلي، وأنها على أتم الاستعداد لتأمين احتياجات جميع عملاء الشركة من المنتجات البترولية بناءً على العقود المبرمة معهم.

من جهته ذكر مستثمر في قطاع النقليات أن 70 في المائة من محطات التزود بالوقود في العاصمة الرياض لا تحتوي على مادة الديزل، مما شكل أزمة في قطاع النقل في السعودية، كما خلق نقص الديزل الكثير من المشاكل في القطاعين التجاري والصناعي. وأوضح احمد الدباسي رئيس ومالك شركة نقليات الدباسي أن شركته تواجه مشكلة في توفير مادة الديزل لمجموعة من العملاء الذين يستفيدون من مادة الديزل، سواء كانوا يعملون في قطاع النقل أو الصناعي.

وأرجع الدباسي، سبب نقص مادة الديزل إلى عمليات تهريب إلى خارج البلاد، والتي يقوم بها بعض التجار للاستفادة من ارتفاع الأسعار الخارجية، حيث تباع شحنة الديزل خارج المملكة بنحو120 ألف ريال (32 ألف دولار)، بينما تباع في السعودية بنحو 7000 ريال (1866 دولار). لكن الدباسي أشار إلى أنه بعد حريق منصة التوزيع في الرياض، أصبحت شركات النقل، تحصل على مادة الديزل من «أرامكو» في وقت متأخر عن مواعيد التسليم.

وفي ذات الإطار يتفق حمد المنيف صاحب محطة الوسام مع ما ذهب إليه الدباسي من تأخير الحصول على الديزل، إذ يشير إلى أن الشاحنة تذهب إلى محطة ارامكو جنوب الرياض لكي تتم تعبئتها من وقود الديزل في الصباح ولا تعود ألا في اليوم التالي.

من جانبه قال علاء صبره رئيس الحسابات في المؤسسة السعودية للنقليات أن الطلب على الديزل يرتفع خلال فترة الصيف، خصوصا أثناء تشغيل محطات الكهرباء، حيث يتضاعف استهلاك محطة الكهرباء من 10 شحنات في فصل الشتاء إلى 20 شحنة في فصل الصيف.

من جهة أخرى روى مستثمرون في العاصمة السعودية الرياض أن أزمة الديزل ألقت بضلالها على أنشطة تجارية عدة في المنطقة تهدد بتوقفها ومن ضمنها الشحن البري الذي يعتبر عامل مهم في النقل.

وكانت الأزمة قد تسببت في تعطل وحشد سيارات النقل واصطفافها طوابير طويلة أمام محطات الوقود.