السعودية تشرع في فتح خطوط اتصال تجارية ساخنة مع دول أميركا الجنوبية

مباحثات مبدئية مع الأورغواي لتصدير الأرز والاستفادة من الاستثمار العلاجي الدقيق في كوبا

TT

تشرع الأجهزة التجارية والصناعية السعودية حاليا في بدء خطوات عملية لفتح خطوط اتصال تجارية جادة، صوب دول قارة أميركا الجنوبية، في تحوّل جديد تشهده البلاد يتضح منه التطلع لاكتشاف مناطق تجارية واستثمارية جديدة يمكن أن تكون خيارا اقتصاديا ناجحا وغير مكلف. وشهدت العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام المنصرمة زيارات دبلوماسية عديدة للغرفة التجارية الصناعية بالرياض ـ أعلى جهاز تجاري وصناعي غير حكومي ـ تم خلالها بحث فرص التعاون التجاري والاقتصادي مع عدد من دول أميركا الجنوبية، وتمثلت تحديدا في دولتي الأورغواي وكوبا وهما السوقان غير المكتشفين للسعوديين وليس لديها أية علاقات تجارية ممتدة.

وأفصح عبد الملك بن فهد السناني الأمين العام المكلف لـ«غرفة الرياض» أن الدبلوماسيين في تلك الدول أكدوا استعدادهم التام لتزويد الجهات السعودية بكافة المعلومات وقواعد البيانات الخاصة بشركاتهم ومنتجاتها لتعريف قطاع الأعمال السعودي بها، إضافة إلى الترتيب لزيارات تجارية متخصصة والالتقاء وجها لوجهه مع قطاع الأعمال السعودي. وأفاد السناني بأنه التقى الأسبوع الماضي دبلوماسيين رفيعي المستوى في جمهورية الاورغواي أبدوا تطلع بلاده إلى دعم التعاون التجاري والاقتصادي مع السعودية، مفيدا بأن بلاده لديها العديد من المنتجات ذات الجودة العالية التي ينظرون إلى أن يكون لها موقع في السوق السعودية من أبرزها المنتجات الزراعية في مقدمتها الأرز الذي ينتج بكميات كبيرة تصدر إلى العديد من الدول منها إيران، إضافة إلى الصناعات المعلوماتية من أجهزة الحاسب الآلي التي ذكر أن بلاده لديها تقنيات عالية في إنتاج وصناعة أجهزة الحاسب الآلي والبرمجيات.

وأضاف نائب الأمين العام المكلف أن اللقاء تناول جملة من الموضوعات المتعلقة في بلورة مزيد من التعاون والتنسيق بين القطاع الخاص في البلدين، وتعزيز التعاون المشترك، والعمل على تبادل الزيارات بين الجانبين للتعرف على الفرص المتاحة، وخلق فرص استثمارية مشتركة، مفصحا أن الجانب الارغواني سيقوم بتزويد الغرفة بقواعد بيانات خاصة بشركاتهم ومنتجاتها.

وفي جانب متصل، استقبل السناني ذاته ديفيد كاميس رود ريجو السكرتير الثاني للشؤون القنصلية التعاونية والتجارية بسفارة كوبا لدى السعودية، حيث أبدى حرص قطاع الأعمال في السعودية على وجه الخصوص، على توثيق الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع قطاع الأعمال في كوبا. وأضاف نائب الأمين العام المكلف، أن السعودية تحرص على استثمار الفرص المتاحة للتعاون لا سيما في المجال الزراعي والسياحي والفني، لافتاً إلى أن القطاع الخاص السعودي يركز على الاستثمار في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والقطاع السياحي.

وكانت كوبا قد بادرت مع حكومة السعودية لافتتاح سفارة متكاملة الخدمات لها في الرياض قبل 6 أشهر، في وقت طرح السناني اقتراحا بقيام السفارة الكوبية بعقد ندوة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل كي يتم من خلالها التعريف بجوانب النمو في كوبا وفرص الاستثمار في المجالات الزراعية والغذائية وفرص التبادل التجاري عامة. ولا توجد لدى السعودية علاقات تجارية أو استثمارية كبيرة وممتدة يمكن الإشارة إليها إحصائيا مع بلدان أميركا الجنوبية نظرا لانخفاض حجم التبادل التجاري أو اقتصار العلاقات الاستثمارية على صفقات فردية، إلا ما يمكن عرضه من مجالات اللحوم المبردة والدواجن والبن. وحدد رود ريجو خلال اللقاء، أن كوبا تملك فرصاً جيدة في مجالات العلاج خاصة في أمراض العظام والمخ والاستثمار الطبي، كما تملك فرصاً ممتازة في ميادين الاستثمار السياحي والزراعي، إضافة إلى وجود فرص جيدة لتعليم الطلبة السعوديين في المجال الطبي، مؤكداً سهولة منح التأشيرات لزيارة كوبا.