قطاعا «المصارف» و«الصناعات» يعيدان الوشاح الأخضر لـ«المؤشر العام»

عودة «ظاهرة» الصعود في آخر نصف ساعة..وتقلص تدريجي لحجم السيولة

متعاملون في إحدى صالات التداول للأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

عاد قطاعا المصارف والخدمات المالية بقيادة سهمي «مصرف الراجحي» و«سامبا» اللذان ساهما بشكل فعال في تحريك وتيرة السوق بعد عملية جني الأرباح التي لازمت القطاع ليوم أمس الأول ونصف جلسة يوم أمس ليغلق القطاع رابحا 0.6 في المائة، وقطاع الصناعات والبتروكيماويات بدعم من أسهم «سافكو» و«المتقدمة» ليغلق القطاع كاسبا 0.57 في المائة.

وهذا ما انعكس على سيناريو مشهد المؤشر العام في تعاملاته أمس، حيث انطلقت التداولات بانخفاض متوسط المدى مواصلا بذلك عملية جني أرباح وقتية التي استهلها منذ إغلاق أمس الأول، حيث أثرت عملية البيع على الأسهم القيادية مما ساهم في وصول المؤشر العام مستويا إلى 8781 نقطة كأدنى نقطة بنسبة 1.3 في المائة، ومن هنا عاد المؤشر العام مرة أخرى بعملية شراء قوية في آخر نصف ساعة من جلسة يوم أمس، ليغلق عند مستوى 8933.79 نقطة، مرتفعا 34.51 نقطة تمثل نسبة صعود قوامها 0.39 في المائة. إلا أنه برغم ذلك عادت قيم التداولات للانخفاض مرة أخرى بعد أن شهدت انتعاشة خلال اليومين الماضيين، حيث بلغت قيمة المتداول من أسهمها بأكثر من 5.4 مليار ريال (1.4 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 146 مليون سهم. أمام ذلك، تفاعل سهم «زين السعودية» المزود الثالث في السعودية للهاتف الجوال بشكل بسيط بعدما أعلنت الشركة على موقع «تداول» عن بدء إطلاق خدماتها التجارية في السوق السعودي بدءا من اليوم ليغلق السهم عند مستوى 24.50 ريال. وأفاد الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط» أنه بعد قرار الهيئة الصادر مؤخرا بالسماح للأجانب غير المقيمين أعطى للسوق السعودي نوعا من الاهتمام، حيث ظهر التحسّن بشكل تدريجي، مفيدا أن السيولة الخارجية لم تبدأ بعد بضخ ما لديها داخل السوق.

ولفت باعجاجة إلى أن هناك عملية مضاربة وتدوير عند مناطق سعرية استوجبت جني أرباح بعد الارتفاعات المتتالية وخاصة الارتفاع الكبير والمميز الذي حدث في بداية الأسبوع الحالي والتي تعتبر مفيدة للسوق وذلك لتهدئة المؤشرات الفنية التي ارتفعت بشكل متسارع.

وأشار باعجاجة إلى أن السوق لم يعتمد الفترة الماضية على أدوات التحليل الأساسي التي تقيس عمق الشركات ونتائجها بل تجاهل كل أدوات الاستثمار بكسرة نقاط دعم مهمة، مفيدا أن هذا الأمر أصبح واضحا بعد صدور القرارات التنظيمية التي بدأت الهيئة بتفعيلها، مستطردا بتفاؤل: «لكن بعد دخول شركات جديدة ستتغير ناحية التقييم لدى السوق من قبل المستثمرين».

من ناحيته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» أحمد الرشيد المحلل الفني المعتمد دوليا أنه مع قرب ظهور النتائج المالية للشركات المدرجة للربع الثالث من عام 2008 سيشهد السوق السعودي دخول سيوله استثمارية لبعض الشركات ذات الأداء المالي الممتاز للاستفادة من التوزيعات الربعية أو السنوية خصوصا أن معظم الأسعار الحالية للشركات منخفضة. وبين الرشيد أن المؤشر واجه مقاومة قوية يوم الأحد الماضي لم يستطع تجاوزها حيث تأكد ذلك ـ على حد وصفه ـ يوم أمس إذ لم يستطع المؤشر الإغلاق أعلى من 9000 نقطة، في وقت يتوقع الرجوع إلى مناطق دعم نقطة 8700 لتهدئة المؤشرات وأخذ عزم قوي لاختراق نقطة المقاومة المهمة، بينما سيكون مستوى 8541 نقطة حاجز دعم جيد.