منظمة التعاون الاقتصادي تحذر من ضعف اقتصاديات القوى الكبرى

قالت إن بريطانيا أقرب للكساد.. وحكومتها تعلن عن خطة لدعم سوق المساكن المتعثر

TT

تفيد توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي نشرت أمس، بأن الاقتصاد الاوروبي يتباطأ بمعدل يتجاوز التوقعات، وأن بريطانيا أقرب للكساد من غيرها من الدول الكبرى الاخرى في منطقة يقترب اقتصادها من حالة من الركود. وتابعت المنظمة أن أداء الاقتصاد الاميركي، حيث بدأت موجة التراجع الاقتصادي الحالية في الدول الصناعية، كان أفضل حالا في الربع الثاني لكنه ضعف كثيرا بسبب موجة تراجع أسعار المساكن التي لم تتوقف بعد. وأضافت الوكالة ومقرها باريس «لايزال اضطراب الاسواق المالية وتراجع سوق المساكن وارتفاع أسعار السلع الأولية يؤثر على النمو العالمي وفي الوقت نفسه يشهد تطورات سريعة». وقالت الوكالة «تشير نماذج التنبؤ القصيرة الاجل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لنشاط ضعيف حتى نهاية العام»، لكنها اختارت الأحجام عن استخدام مصطلح «كساد» لتصف الوضع في أي من الدول التي تناولتها. ورفعت المنظمة توقعات النمو السنوية في الولايات المتحدة عما اوردته في يونيو (حزيران) الى 1.8 في المائة من 1.2 في المائة، بينما خفضت التوقعات السابقة لمنطقة اليورو الى 1.3 في المائة من 1.7 في المائة وفي اليابان انخفضت النسبة الى 1.2 في المائة من 1.7 في المائة. وبالنسبة لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ككل، بلغت توقعات النمو السنوية لعام 2008 نسبة 1.4 في المائة من دون تغيير عن توقعات المنظمة في يونيو. وفي النصف الثاني من عام 2008 اشارت التوقعات الى أن بريطانيا الدولة الوحيدة بين القوى الصناعية السبع الكبرى التي يتوقع ان تسجل انكماشا في الربعين الثالث والرابع. ويعرف الكساد بأنه انكماش على مدار ربعين متتالين. وذكر يورجن المسكوف كبير الاقتصاديين في المنظمة، أن بريطانيا تعاني من حالة ركود بصفة أساسية سواء كان هناك كساد أم لا، وأن أوروبا بصفة عامة في حال أفضل قليلا وأن الولايات المتحدة تبدو في نفس الحالة الضعيفة حتى وان حصلت على دفعة جراء جهود تحفيز الاقتصاد التي بدأتها الحكومة في منتصف العام ومن البنك المركزي الذي خفض أسعار الفائدة. وصرح في مقابلة مع رويترز «أعتقد أن التفرقة بين حدوث كساد أو عدم حدوثه غير ذات قيمة». وتابع «هل انخفاض طفيف في اجمالي الناتج المحلي أسوأ كثيرا من زيادة طفيفة في الواقع. لا أعتقد». وأضاف أن الرسالة الأساسية التي تسعى المنظمة لتوجيهها هي أن اقتصاد مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ضعيف جدا. وقال في بيان مرفق بالتوقعات الجديدة «يبدو ان استمرار الاضطرابات المالية يعكس دلائل متزايدة على ضعف الاقتصاد الحقيقي، وهو في حد ذاته نتيجة جزئية لانخفاض المعروض الائتماني وأسعار الاصول».

وذكرت المنظمة أن السياسات النقدية التي تنتهجها البنوك المركزية في الوقت الحالي مناسبة للظروف العالمية، مشيرة بصفة أساسية للولايات المتحدة ومنطقة اليورو، حيث يحدد البنك المركزي الاوروبي أسعار الفائدة في 15 دولة. وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بينما كان آخر تحرك للبنك المركزي الاوروبي رفع أسعار الفائدة.

من جهته، خفض رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس ضريبة على شراء المساكن لم تكن تحظى بقبول شعبي كجزء من خطة لدعم سوق المساكن الآخذ في التراجع في البلاد وتعزيز حظوظه السياسية. وقالت حكومة براون، انها ستعفي المساكن التي تقل قيمتها عن 175 ألف جنيه استرليني (316 ألف دولار) من الضرائب لمدة عام. وكان الحد الأدنى للاعفاء 125 ألف جنيه استرليني. ويصاحب هذه الخطوة برنامج يتكلف مليار دولار لمساعدة من يشترون منزلا لأول مرة ومن يواجهون صعوبة في سداد أقساط الرهن العقاري.