كشفت بيانات اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، عن تسجيل مبلغ قياسي في عمليات السحوبات المالية آخر أسبوع قبيل رمضان المبارك، بلغت قيمتها الإجمالية 13.6 مليار ريال (3.6 مليار دولار) تمت من خلال تنفيذ أكثر من 22 مليون عملية، انقسمت بين سحب من الصراف الآلي ومبيعات على نقاط البيع من بينها 6.8 مليار ريال (1.8 مليار دولار) عبر «الشبكة السعودية» فيما بقية المبالغ تمت عبر عملاء البنوك وحساباتهم بشكل مباشر.
وأفصحت البيانات عن أنه تم خلال يوم واحد تنفيذ أكبر عملية قوامها 2.2 مليون صفقة عبر الشبكة السعودية فقط، بقيمة 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار)، في وقت يتوقع أن يكون ذات الرقم سجل عبر شبكات البنوك المرتبطة بحسابات عملائها، في وقت سجلت الأيام السبعة الأخيرة من أغسطس (آب) الماضي، فارقا في معامل المقارنة بينها وبين الأيام السبعة الأخيرة من ذات الشهر في العام الماضي 2007، حيث بلغ إجمالي السحوبات حينها 3.8 مليار ريال (1.01 مليار دولار). وأكدت البيانات تأثير دخول شهر رمضان على النمط الاستهلاكي الكبير في هذه الفترة الزمنية من كل عام، الذي تزامن مع صرف المرتبات الشهرية للحكومة والقطاع الخاص.
وتأتي السحوبات منقسمة بين استخدام أجهزة الصراف الآلي التابع لذات البنك، وهي العملية التي لا يتم احتسابها فوريا من خلال الشبكة السعودية للمدفوعات، أو الاستفادة باستخدام أجهزة صرف ونقاط بيع تابعة لبنوك أخرى، وهي التي تحسب فوريا لدى أنظمة شبكة المدفوعات. ووفقا للمعلومات فقد صرف السعوديون خلال يوم الخامس والعشرين من أغسطس الماضي 665 مليون ريال عبر 1.4 مليون عملية منها 337.4 ألف من خلال السحب على نقاط البيع المنتشرة و1.07 مليون عملية عبر الصراف الآلي، وهذه تمثل زيادة عن إجمالي المبالغ المسحوبة في ذات الفترة من العام الماضي بواقع 25.8 في المائة. وجاء اليوم التالي السادس والعشرين من الشهر الماضي، كأضخم عملية سحوبات شهدتها الأيام الأخيرة قبيل رمضان، حيث تم سحب ما قيمته 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) نفذت عبر 2.2 مليون عملية آلية توزعت بين أجهزة نقاط البيع والصراف الآلي، تمثل صعودا ضخما يتجاوز 200 في المائة خلال ذات اليوم من العام الماضي الذي بلغت فيها إجمالي السحوبات 489.8 مليون ريال (130.6 مليون دولار) نفذت عبر مليون عملية.
وتزامن السادس والعشرين من أغسطس مع الخامس والعشرين من الشهر الهجري الذي تعتمده الحكومة كيوم صرف مرتبات الموظفين في القطاعات والأجهزة المدنية والعسكرية التابعة لها، الأمر الذي برّر بجلاء ضخامة السحوبات التي تمت وعدد العمليات المنفذة، اتجهت معها شرائح واسعة من الموظفين لاستكمال طلبات رمضان المبارك.
واستنادا إلى الأرقام الإحصائية الرسمية الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات التابعة لوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية حتى عام 2006، فإن حجم مصروفات الدولة الإجمالية المخصصة للرواتب يبلغ 161.3 مليار ريال (43 مليار دولار) قبل إضافة قرار بدل غلاء المعيشة مؤخرا بواقع 5 في المائة تمثل 6.09 مليار ريال تقريبا، ليصبح المجمل التقريبي بعد البدل 167.4 مليار ريال (44.6 مليار دولار) سنويا، وهذه تشمل رواتب أساسية قوامها 121.8 مليار ريال، تضاف إليها بدلات بقيمة 33.3 مليار ريال، إضافة إلى مرتبات من هم في بند الأجور البالغة 6.1 مليار ريال.
وأفصحت البيانات الرسمية أن حجم السحوبات الإجمالية في اليوم السابع والعشرين بلغت 1.1 مليار ريال نفذت من خلال 1.8 مليون عملية آلية جاءت 200.1 مليون ريال من خلال 413 ألف عملية من نقاط بيع، و941.9 مليون ريال عبر السحب من الصرافات الآلية، مقابل 546.3 مليون ريال و1.1 مليون عملية آلية في الفترة ذاتها من أغسطس 2007. كما صعدت معدلات السحب خلال اليوم الثامن والعشرين حيث نفذت 1.6 مليون عملية بقيمة 937.4 مليون ريال جاء 742.7 مليون ريال من خلال سحوبات الصرف الآلي و194.7 مليون ريال عبر نقاط البيع، مقابل ذات اليوم من العام الماضي حيث بلغ إجمالي السحوبات 703.3 مليون ريال عبر 1.2 مليون عملية.
أمام ذلك، تقاربت معدلات السحب في اليوم التاسع والعشرين من أغسطس بين عامي 2007 و2008 حيث بلغت إجمالي ما تم سحبه في الشهر الماضي 661.8 مليون ريال عبر 1.3 مليون عملية آلية، بينما بلغت سحوبات ذات اليوم في العام الماضي 640 مليون ريال نفذت عبر 1.1 مليون عملية سحب آلي.
وحمل اليوم الثلاثين من الشهر الماضي معدلات نمو في السحوبات والصرف، حيث بلغت إجمالي القيمة المسحوبة 957.2 مليون ريال نفذت من خلال 1.6 مليون عملية آلية جاء نصيب نقاط البيع 438.4 ألف عملية بقيمة 217.3 مليون ريال، بينما بلغت السحوبات عبر الصرافات الآلية المنتشرة 1.6 مليون عملية بقيمة 739.9 مليون ريال، مرتفعا بذلك 41 في المائة عن إجمالي السحوبات في ذات اليوم من العام الماضي البالغة 563.9 مليون ريال و1.1 مليون عملية آلية.
وتتواءم هذه الإحصائيات مع رفع 11 مصرفا سعوديا و3 بنوك خليجية عدد أجهزة الصرف الآلي التابع لها بواقع 16.6 في المائة إلى 8.3 ألف جهاز، بينما كانت في شهر يوليو (تموز) العام الماضي 6.9 ألف جهاز، في الوقت الذي ذهبت فيه إلى زيادة إصدارها لبطاقات الصرف التي صعدت حتى يوليو، المنصرم 10.5 في المائة إلى 11.7 مليون بطاقة في لم تتجاوز خلال ذات الشهر من العام الماضي 10.5 مليون بطاقة. وفي جانب ذي صلة، زادت البنوك المحلية والخليجية خلال الشهور الماضية عدد أجهزة الصرف الآلي ونقاط البيع في الشوارع والمواقع والمتاجر، إذ صعدت أعداد نقاط البيع التي يعتمد عليها في السحوبات الشرائية، بدلا من الدفع المباشر 14.7 في المائة إلى 68.4 ألف نقطة بيع حتى يوليو المنصرم، بينما كانت أعدادها لا تتجاوز 58.3 ألف نقطة بيع في ذات الشهر من العام الماضي.
وتجلّى آخر يوم أغسطس بفارق ملحوظ بين سحوبات ذات اليوم خلال العامين الماضي والجاري، حيث جاء اليوم الواحد والثلاثون مرتفعا بنسبة 250 في المائة من حيث القيمة الإجمالية، إذ تم سحب ما قوامه 946.6 مليون ريال، نفذت من خلال 1.7 مليون عملية آلية، مقابل 379.2 مليون ريال عبر 889.6 ألف عملية آلية.
يذكر أن مؤسسة النقد العربي السعودي ممثلة في «الشبكة السعودية للمدفوعات» قامت بترقية الأنظمة الفنية للشبكة (الصرف الآلي) لتوسيع طاقتها الاستيعابية، مما زاد من كفاءة الأنظمة وقدرتها على دعم عدد العمليات المتزايد، ويجري حاليا العمل على استكمال هذه الترقيات، لتشمل نظاما جديدا لنقاط البيع قد يدخل الخدمة مع نهاية العام الميلادي الحالي.