«أوبك» تجتمع في فيينا الأسبوع المقبل وسط مخاوف من تدهور أسعار النفط اليورو دون 1.43 دولار للمرة الأولى منذ يناير * الذهب ينخفض بقوة مع هبوط النفط وتألق العملة الأميركية

أسعار النفط غيرت اتجاهها نحو الهبوط، حيث فقدت نحو 40 دولارا منذ منتصف يوليو الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

من المقرر ان تجتمع «أوبك» في فيينا الأسبوع المقبل، لمراجعة سياسة الانتاج، على أن تكون اللقاءات في فترة المساء، نظرا لتزامن الاجتماع مع شهر رمضان.

وحسبما أفادت به مصادر في المنظمة أمس، فإن لجنة المراقبة الوزارية التي تدرس بيانات السوق مساء يوم الاثنين، يعقبه يوم الثلاثاء اجتماع وزراء نفط، ثم المؤتمر الصحافي الختامي يوم الأربعاء. لكن المصادر أكدت ان البرنامج عرضة للتغيير.

وتأتي هذه الأنباء في وقت تراجعت فيه أسعار سلة خامات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بمقدار 6.62 دولار خلال تعاملات أمس، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ مطلع نيسان (إبريل) الماضي.

وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا أمس، أن متوسط سعر البرميل الخام (159 لترا) سجل أمس 103.40 دولار مقابل 110.02 دولار في اليوم السابق.

وأرجع المحللون في المنظمة هذا التراجع في أسعار نفط «أوبك» إلى انحسار قوة العاصفة المدارية غوستاف، وتراجع تأثيراتها السلبية التي كانت متوقعة على المنشآت النفطية قبالة ساحل الخليج الاميركي، بالإضافة إلى انتعاش أداء الدولار الاميركي. ويشكل النفط من إنتاج دول «أوبك» نحو 40% من إجمالي إمدادات النفط في الأسواق العالمية.

وتراجعت اسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس الى108 دولارات للبرميل، متأثرة بتباطؤ الطلب في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المستهلكة، وظهور مؤشرات على أن قطاع النفط الاميركي سيتعافى سريعا من أثار الإعصار غوستاف.

وانخفضت الأسعار بأكثر من سبعة دولارات منذ يوم الجمعة، رغم توقعات بأن الإعصار غوستاف سيضرب منشآت النفط الاميركية بخليج المكسيك مع اتجاهه الى الساحل. وهناك مخاوف ان تواصل أسعار النفط تراجعها الى ما دون مستوى المائة دولار.

وألقى هبوط اسعار النفط بظلاله على أسعار المعادن وأسواق الصرف العالمية، حيث قال متعاملون ان أسعار الذهب انخفضت نحو اثنين في المائة أمس، متأثرة بهبوط أسعار النفط وارتفاع الدولار الاميركي. وتراجع الذهب في المعاملات الفورية الى 789.05 دولار للأوقية (الاونصة) ووصل الى 789.70 ـ 790.90 دولار للأوقية، مقارنة مع 804.90 ـ 806.25 دولار في أواخر معاملات نيويورك أول من أمس.

وتراجع اليورو أمس الى أدنى مستوى في ثمانية أشهر، بعدما غذى انخفاض مبيعات التجزئة بمنطقة اليورو، وأرقام تؤكد نموا سلبيا، احتمالا بأن تكون المنطقة تتجه الى الركود.

وساعدت تلك الأرقام الدولار على مواصلة مكاسبه، حيث صعدت العملة الاميركية الى أعلى مستوى في 11 شهرا مقابل سلة عملات رئيسية مع تزايد ثقة المستثمرين في الدولار وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وأكدت الإحصائيات انكماش اقتصاد منطقة اليورو 0.2 في المائة في الربع الثاني، مقارنة مع الربع الأول ليسجل أول انخفاض فصلي منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1995.

وعلاوة على الانخفاض المفاجئ في مبيعات التجزئة بالمنطقة عززت تلك البيانات وجهة النظر القائلة بأن النمو يتباطأ مع تأثير الضغوط التضخمية على الاقتصاد.

وتراجع اليورو بعد إعلان تلك الأرقام الى 1.4386 دولار، مسجلا أدنى مستوى يناير (كانون الثاني) مقتربا من 1.3643 دولار، وهو أدنى مستوى له مقابل العملة الاميركية في عام.

وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيم العملة الاميركية مقابل سلة عملات رئيسية أكثر من 0.7 في المائة الى أعلى مستوى في 11 شهرا مسجلا 78.651.

واستقر الدولار مقابل الين عند 108.65 ين، لكن صعوده بصفة عامة واصل الضغط على الجنيه الإسترليني الذي تراجع الى أدنى مستوى في عامين ونصف عام، بسبب استمرار التكهنات بأن الاقتصاد البريطاني يتجه أيضا نحو الركود.

وتراجع الإسترليني الى 1.6779 دولار ليفقد أكثر من سنت ويصل الى أدنى مستوى منذ ابريل (نيسان) عام 2006 قبل أن يتعافى الى 1.7720 دولار الساعة 1055 بتوقيت غرينيتش بعد بيانات أظهرت تحسنا في قطاع الخدمات البريطاني. وتراجع كل من الدولار الاسترالي والنيوزيلندي أكثر من واحد في المائة الى أدنى مستويات في عام مقابل الدولار الاميركي، حيث تعرض الدولار الاسترالي لضغوط بعد بيانات، أظهرت تباطؤا أكبر من المتوقع في نمو الاقتصاد الاسترالي في الربع الثاني.