السعودية: الإعلان عن دراسة حكومية حول خدمة الشبكة الموحدة للاتصالات المتنقلة

مصادر عاملة لـ«الشرق الأوسط»: «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات» تستخدم سلطة النظام تحسبا لمجابهة «حرب أسعار»

TT

أكدت السعودية أمس قيامها بدراسة تجريها حاليا، للنظر في إمكانية قيام خدمة الشبكة الموحدة للاتصالات المتنقلة عبر جهازها «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات»، مفصحة أنها تعكف في الوقت الراهن على دراسة الأمر، آخذة في الاعتبار المصلحة العامة ومصلحة المشتركين.

ووفقا لمصادر عاملة في القطاع تحدثت لـ«الشرق الأوسط«، فإن توجه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات جاءت في سياق الدفع بضبط وضع الأسعار القائمة إلى مزيد من التنسيق والشفافية والمشروعية وسط بدء ملامح تنافس محتدم بالاستفادة من خدمات وشبكة بعض الشركات العاملة في الاتصالات بدول عربية محيطة. وتمكّن خدمة الشبكة الموحدة للاتصالات المتنقلة، الشركات المشغلة في أكثر من بلد من استخدام تقنياتها وحلولها الآلية والهندسية في ربط الشبكات مع بعضها، وبالتالي تخفيض تكلفة الاتصال واحتساب تكلفة الاتصال الدولي بنفس تكلفة الاتصال المحلي.

وقالت المصادر إن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حينما تبادر بهذه الدراسة، نتيجة لوجود تشريع قانوني بين أهداف قيامها كجهاز حكومي من أهمها تحديد الأطر والأنظمة التي تضبط مستوى المنافسة في الوقت الذي تفسح فيه المجال للإبداع التسويقي. ورسميا، أفصحت أحكام المنافسة ضمن الباب السادس من أحكام النظام بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أنه لا يجوز لأي مشغل مسيطر على سوق اتصالات معين أو جزء منه، القيام بنشاط أو إجراء يمثل استغلالا لوضعه، كما توضح اللائحة التزامات المشغلين المسيطرين والقواعد التي يتم على أساسها اعتبار النشاط استغلالا من قبل المشغل المسيطر.

وذكرت المصادر أن الهيئة حريصة للتنسيق معها في كافة ما له شأن المنافسة بل إن المنافسين الموجودين في السوق يعودون لها لاستصدار الموافقات على كافة المنتجات والعروض السعرية.

وكانت شركات الاتصالات المتنقلة في السعودية قد شرعت في مرحلة تنافس قوية مؤخرا لتطبيق برامج متعلقة بالشبكة الموحدة للاتصالات المتنقلة، ولكن على مستوى دولي حيث أثبتت الشركات السعودية قدراتها في الانتشار والاستحواذ والإدارة التنافسية على هذا الصعيد، بينما نجحت في تقديم تخفيضات وبرامج تجوال حيوية. وكان مصدر في شركة الاتصالات أفصح لـ«الشرق الأوسط» في وقت سباق بأن الشركة تعمل على تقديم أسعار موحدة تغطي دول الخليج والعالم العربي، مضيفا أن ميزة التعرفة الموحدة سيتم تقديمها لعملائها في دول أخرى من خلال تحالفها مع مشغلين آخرين، مما يكسب الشركة ميزة اتساع رقعة الخدمة.

بينما أعلنت في يوليو (تموز) الماضي شركة اتحاد اتصالات «موبايلي» عن إطلاق تعرفه «ائتلاف التجوال الدولي» الموحدة والتي تقدم أسعارا خاصة على خدمات التجوال الدولي لعملائها عبر شبكتي الشركة الأم «اتصالات» في كل من الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، في خطوة عملية تكشف رغبة الشركة في المنافسة على صعيد تعرفة التجوال الموحد. أما شركة الاتصالات المتنقلة «زين السعودية»، ثالث مقدم لخدمة الجوال والتي أطلقت خدماتها مؤخرا، فقد بادرت في وقت سابق بالإشارة إلى نوايا تقديم خدمة جديدة لتعرفة الوحدة تحت مسمى «الشبكة الموحدة» في الشرق الأوسط وأفريقيا، مفصحة أن شبكات المجموعة ستغطي ما يزيد على 500 مليون نسمة، عبر أسواق متصلة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.