«مشروب رمضان» يشعل المنافسة بين شركات العصائر السعودية

بعضها رفع إنتاجيته 15% خلال الشهر المبارك لمواجهة تزايد الطلب

مصانع العصائر السعودية تركز على تسويق نكهة «التوت» في شهر رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

اشعل لقب «مشروب رمضان» أو «نكهة رمضان» الذي اعتمدته بعض شركات العصائر السعودية في حملاتها الإعلانية خلال الشهر المبارك المنافسة بينها، حيث رأت بعض الشركات أنها الأحق بهذا اللقب بدافع الأسبقية في تصنيع وتسويق عصير «التوت» بعد اعتماده من قِبل غالبية السعوديين كرفيق دائم في سفرة الفطور الرمضانية.

وأوضح فواز العمران، مدير تنشيط المنتجات في شركة العوجان الصناعية المنتجة لنكهة التوت المركز «فيمتو»، أن مشروب شركته تجاوز عمره الـ80 عاماً وأنه كان السباق بتقديم نفسه كمشروب رمضاني. وأفاد بأن الناس هم من جعلوا «فيمتو» يرتبط بشهر رمضان المبارك وليس الإعلانات وحدها، وأضاف قائلاً «حملات المنافسين تؤثر علينا، لكننا نراهن على ولاء المستهلك».

وتابع العمران حديثه لـ«الشرق الأوسط» ليؤكد أن المنافسة قد تضيف ايجاباً لسوق المشروبات والعصائر السعودية إلا أنها تؤثر سلباً على الشركات السباقة في مجال معين، وأردف موضحاً بأن المستهلك السعودي اليوم أصبح يركز على السعر الأنسب أكثر من الجودة، وأنه سينظر بعين الاعتبار عند الشراء لكون هذا المنتج بـ 4 ريالات (دولار) مثلاً وذاك بـ3 ريالات (0.8 دولار).

وحول الألقاب التي ترافق بعض السلع في شهر رمضان، يرى العمران أن هناك أكثر من علامة تجارية غذائية ارتبطت بالشهر المبارك، مفيداً بأنه لا يمكن في ضوء ذلك احتكار المسألة في طعم أو نكهة معينة، وأضاف بأن منتجه الذي باع 20 مليون زجاجة عبر دول الخليج خلال شهر رمضان الماضي أصبح يسوق نفسه بنفسه وليس بحاجة للاعلان عنه كما في السابق.

من جهته، قال منذر الحارثي، المدير التنفيذي لشركة «الربيع» للأغذية السعودية المحدودة، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن عصير التوت المشكل الذي تروج له شركة الربيع طيلة الشهر المبارك تحت مسمى «مشروب رمضان» هو جزء من برنامج خطة الشركة في التركيز على منتج معين شهرياً وتقديمه بسعر خاص للمستهلك.

وأكد الحارثي أن اختيار عصير التوت جاء توافقاً مع رغبة الكثير من الناس بتناول هذا المنتج في شهر رمضان المبارك. وحول لقب «مشروب رمضان» الذي اتخذته شركة الربيع للترويج لمنتجها، أوضح أن المنافسة بالسوق أمر صحي وتصب في النهاية لصالح المستهلك، وقال إنه لا يمكن القطع بأسبقية واحتكار لقب معين، مؤكداً أنهم استطاعوا خلق سوق جديدة لمشروبهم مع احتفاظ المنافسين الآخرين بحصة واضحة بالسوق.

ويبرر رائد الموسى، مدير أحد فروع سوبرماركت شهير في المنطقة الشرقية، تسابق المراكز التجارية بعرض العصائر الرمضانية مرفقة باعلانات تغري الزبائن بنكهة رمضان ومشروب رمضان بأن ذلك يسهل من بيعها، لكونه يرى أنها حاضرة في ذهن الناس طيلة الشهر، مضيفاً بأن ذلك دفع بعض المراكز لتقديم أحد هذه المنتجات كهدية لكل مشتري.

إلا أن مدير تنشيط منتجات شركة العوجان عاد ليؤكد أن شركته تحارب مثل هذا الأسلوب الترويجي الذي يعتمد على تقديم منتجها «فيمتو» كهدية مجانية للمتسوقين، مرجعاً ذلك لكون هذا الأمر يضر باعة الجملة بخلاف ملاك مراكز السوبرماركت والهايبرماركت، إلا أنه استدرك قائلاً بأنه لا يمكن بأي حال منع مثل هذه السياسة التسويقية رغم إضرارها بالمنتج.

من جانبه، قال المهندس فهد عبد العظيم، مدير عام الإنتاج في شركة جمجوم «فريزلاند»، لـ«الشرق الأوسط» إن شهر رمضان يعد موسماً هاماً للعصائر الطبيعية، وأفصح أن شركته تضاعف الإنتاج سنوياً في هذا الشهر لمواجهة تزايد طلب المستهلك على العصائر بما نسبته 15 في المائة مقارنة بالأشهر الاخرى.

وفيما يخص المنتجات الرائجة في السوق خلال شهر رمضان، وصف عبد العظيم نكهة التوت بأنها مازالت قائدة العصائر الرمضانية لدى السعوديين، إلا أنه أشار إلى وجود شرائح مختلفة من المستهلكين تـُقبل على عصائر أخرى من أبرزها نكهة «التفاح»، وأضاف بأن الإقبال أيضاً على شراء الحليب يصل لمستويات قياسية في رمضان، مرجعاً ذلك لكون البعض يفضلون تناوله مع وجبة السحور.

ومن الجدير ذكره أن نسبة النمو السنوي في حجم إنتاج سوق العصائر في السعودية تقدر بين 8 في المائة إلى 10 في المائة، ويُتوقع أن يصل حجم المبيعات للعصائر السائلة والمعبأة قريباً إلى ما يقارب 900 مليون لتر سنوياً، فيما تضم السعودية حوالي 38 مصنعاً تنتج كافة أنواع العصائر المختلفة بنكهاتها المتنوعة وأحجامها المتعددة، ويمثل هذا الإنتاج أكثر من 90 في المائة من حاجة المستهلكين داخل البلاد.