ارتفع سعر النفط الخام أمس مع تقدم الاعصار ايك صوب مركز صناعة النفط الاميركية في خليج المكسيك، فيما يترقب متعاملون قرار اوبك بشأن سياسة الانتاج. ومن المقرر ان تجتمع أوبك اليوم الثلاثاء لاستعراض سياسة الانتاج وينتظر على نطاق واسع ان يتركوا حصص الانتاج الرسمية بدون تغيير خاصة مع ارتفاع الاسعار بسبب الاعصار. وزاد سعر الخام الاميركي الخفيف تسليم اكتوبر (تشرين الاول) 1.41 دولار الى 107.64 دولار وكان سعر النفط قد انخفض لاقل مستوى في خمسة اشهر يوم الجمعة متأثرا بطلب اضعف على النفط بصفة خاصة من الدول النامية وسط تباطؤ اقتصادي. وارتفع مزيج برنت الخام 1.19 دولار الى 105.28 دولار. ويقول روبرت لوخلين من ام.اف جلوبل «اثناء مراقبة ما يحدث في فيينا خلال الايام القليلة المقبلة ينبغي ايضا متابعة تطورات الاعصار ايك».
وبحسب رويترز قال المركز القومي الاميركي للاعاصير ان الاعصار ايك ضعف وتراجع أمس الى الفئة الثانية بعد ان ضرب شمال شرق كوبا وهو في الدرجة الثالثة الخطيرة. ولكن يتوقع ان يستعيد قوته مرة اخرى الى الفئة الثالثة مع اقترابه من خليج المكسيك. وربما يهدد الاعصار منشآت نفطية في الخليج لا يزال معظمها لا يعمل اثر الاعصار غوستاف.
ويضم خليج المكسيك 25 في المائة من اجمالي انتاج النفط الاميركي و15 في المائة من انتاج الغاز الطبيعي.
من جهة أخرى قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أمس انه ينبغي لاوبك الابقاء على انتاج النفط بدون تغيير. وقال نوبو تاناكا لرويترز في مقابلة «على المدى القصير اعتقد أنه اذا واصلت اوبك مستوى الانتاج الحالي فستهدأ السوق». واضاف أن ترك الانتاج بدون تغيير سيكون «خطوة جيدة» من جانب اوبك. واقتربت أسعار سلة خامات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مجددا من حاجز 100 دولار للبرميل وذلك قبل موعد مؤتمر وزراء نفط دول الاوبك. وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا أمس أن سعر البرميل الخام (159 لترا) سجل يوم الجمعة الماضي 101.21 دولار مقارنة بـ103.64 دولار في اليوم السابق، وهذا هو أقل سعر يسجله نفط اوبك منذ مطلع ابريل (نيسان) الماضي.
ولا يتوقع محللو الاوبك أن يخرج اجتماع وزراء النفط بتغييرات حاسمة في معدلات انتاج المنظمة التي تم إقرارها قبل ستة أشهر.
وتسعى دول مثل إيران وليبيا وفنزويلا إلى تقليص سقف انتاج المنظمة اعتبارا من مطلع العام المقبل بهدف منع حدوث المزيد من التراجع لاسعار النفط. ويشكل النفط من إنتاج دول أوبك نحو 40% من إجمالي إمدادات النفط في الاسواق العالمية. يذكر أن سلة خامات أوبك تضم 13 نوعا وهي خام (صحاري) الجزائري و (ميناس) الأندونيسي والإيراني الثقيل و(البصارة) العراقي وخام التصدير الكويتي وخام (سدر) الليبي وخام (بوني) النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام (مريات) والخام الفنزويلي و(جيراسول) الأنجولي و(أورينت) الأكوادوري. وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري للصحافيين أمس انه يعتقد أن سوق النفط بها وفرة في المعروض. وردا على سؤال اذا كان يرى وفرة في المعروض قال نوذري «بالطبع. بالطبع. اعتقد أن السوق بها وفرة في المعروض». وكان الوزير يتحدث لدى وصوله لحضور اجتماع اوبك، وعندما سأله الصحافيون عما يعتقد أن اوبك ستقرره قال نوذري «سنستعرض أحوال السوق ثم نقرر». من جهته قال وزير النفط الكويتي محمد العليم أمس انه لا يعتقد أن من الضروري لاوبك أن تخفض الانتاج، وكان العليم يتحدث للصحافيين في الكويت قبل سفره متوجها الى فيينا لحضور اجتماع اوبك. بدوره قال وزير البترول بدولة الامارات العربية المتحدة محمد الهاملي أمس ان أسواق النفط تحظى بامدادات كافية وان الهبوط الاخير في أسعار النفط يظهر أن الاسعار ارتفعت أكثر وأسرع من اللازم. وقال الوزير ان سياسة اوبك لضمان حصول أسواق النفط على امدادات كافية لم ولن تتغير، مضيفا أن اوبك تتابع مؤشرات النمو العالمي للتعرف على اتجاهات العرض والطلب. وذكر الهاملي ان التراجع الاخير في الاسعار يظهر ببساطة أن سعر النفط ارتفع أكثر من اللازم وبشكل أسرع من اللازم، وقال ان من غير الممكن التكهن بنتائج اجتماع اوبك في فيينا.